مشهد طريف بين الرئيس الصيني ونظيره الكوري.. هدية وتلميح بالتجسس

أثار مقطع فيديو قصير انتشر عبر منصة "إكس" جدلاً واسعاً بعد أن أظهر الرئيس الصيني شي جينبينغ وهو يمنح نظيره الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ هاتفا ذكياً من طراز "شاومي" (Xiaomi)، قبل أن يمازحه بالقول: "تحقق ما إذا كان فيه باب خلفي (Backdoor)" في إشارة إلى إمكانية التجسس.

حصد المقطع، الذي انتشر على مواقع التواصل آلاف المشاهدات خلال ساعات، وأثار سيلًا من التعليقات التي تراوحت بين السخرية والقلق، بالنظر إلى الرمزية التقنية والسياسية التي تحملها الإشارة إلى "الباب الخلفي" – وهي عبارة تُستخدم عادة للدلالة على ثغرات التجسس أو المراقبة الإلكترونية.

لحظة مفاجئة

وفي الفيديو، ظهر شي جينبينغ وهو يقول مبتسمًا لضيفه الكوري: "هذا لك ولزوجتك."

فيردّ لي جاي ميونغ متسائلاً بنبرة حذرة: "هل الاتصال في هذا الهاتف آمن؟"

ليجيبه الرئيس الصيني مازحاً – أو متهكماً: "يجب أن تتحقق بنفسك مما إذا كان هناك باب خلفي".

وقد بدا الحضور في اللقاء متفاجئين من الدعابة غير المعتادة، بينما لم يصدر تعليق رسمي من الجانبين حول الواقعة حتى الآن.

مصدر الصورة

الرئيسين الصيني والكوري الجنوبي (أ ف ب)

ما وراء المزاح

تأتي هذه اللفتة في وقت تتصاعد فيه الشكوك الغربية بشأن أمن الأجهزة الصينية، إذ واجهت شركات مثل "هواوي" و"شاومي" اتهامات متكررة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بوجود "ثغرات أمنية محتملة" قد تُستخدم في أنشطة تجسس؛ وهي اتهامات نفتها بكين مرارًا.

فيما رأى مراقبون أن تصريح شي جينبينغ لم يكن مجرد نكتة، بل إشارة رمزية مزدوجة إلى الثقة والتحدي في آنٍ واحد، فبينما يمنح ضيفه هاتفًا صينيًا كنوع من الدبلوماسية الناعمة، يذكّره في الوقت نفسه بأن أمن التكنولوجيا قضية سياسية بامتياز.

وتُعد شركة "شاومي" واحدة من أكبر مصنّعي الهواتف الذكية في العالم، وتنافس شركات مثل "سامسونغ" الكورية الجنوبية و"أبل" الأميركية... لكنها، مثل باقي شركات التقنية الصينية، تواجه ضغوطًا سياسية وأمنية متزايدة في الأسواق الغربية.

ورغم الطابع الطريف للموقف، إلا أن التوقيت، وفي ظل التوتر المتزايد بين الصين وجيرانها في آسيا حول النفوذ التكنولوجي والأمني، جعل كثيرين يرون في كلام شي رسالة دبلوماسية مموّهة أكثر من كونها نكتة... ففي عالم أصبحت فيه الهواتف الذكية أدوات مراقبة محتملة، يبدو أن حتى الهدايا السياسية لم تعد بمنأى عن السياسة نفسها.