أحد عوامل الجذب الرئيسي للمتحف يتمثل في المحتويات الكاملة لمقبرة الملك الصبي توت عنخ آمون، التي ستعرض مكتملة لأول مرة منذ أن عثر عليها عالم المصريات، البريطاني هوارد كارتر. وتشمل هذه المعروضات قناع الملك الذهبي المذهل والعرش والعربات الحربية.
افتتح المتحف المصري الكبير اليوم بعد تحضيرات مكثفة، وإرجاء لأكثر من مرة.
وتعول مصر على هذا المتحف لزيادة عدد السياح الوافدين إلى أراضيها، وانتعاش القطاع السياحي الذي تأثر بشكل كبير جراء تصاعد الصراع في المنطقة خلال العامين الماضيين.
واعتبرت القاهرة أنَّ افتتاح المتحف اليوم، يمثل حدثاً استثنائياً فريداً يُفتتح خلاله صرح عالمي لحضارة يعود تاريخها إلى نحو 7 آلاف عام، واصفةً المشروع بأنه "هدية لكل العالم".
وأشار رئيس الوزراء المصري مصطفي مدبولي خلال مؤتمر صحفي قبيل الحفل الرسمي لافتتاح المتحف، إلى أن هذا الصرح يعكس القدرة المصرية على تنفيذ المشروعات الكبرى في "وقت قياسي لا يتعدى 7 سنوات".
ولفت مدبولي إلى أن فكرة المتحف المصري الكبير خرجت للنور منذ حوالي 30 سنة. وأوضح أن العمل في هذا المشروع توقف خلال الأحداث التي شهدتها مصر عام 2011، بينما تم استئناف العمل فيه مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام 2014 وتوجيهه بضرورة الانتهاء منه "على أكمل وجه وبأحسن صورة" على حد قوله.
وقال رئيس الوزراء المصري إن المتحف الكبير سيكون واجهة حضارية لمصر، ومركزاً عالمياً يجمع بين البحث العلمي، والتعليم، والثقافة، ويجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، ويعكس عراقة مصر ومكانتها على الخريطة السياحية والثقافية الدولية، بحسب قوله.
اختتم حفل افتتاح المتحف المصري الكبير الذي ترأسه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد إجرائه وسط مراسم مهيبة.
وحضر الحفل نحو 18 رئيس دولة، و8 رؤساء وزراء، و40 وفداً وزارياً وبرلمانياً رفيع المستوى، إضافة إلى 6 وفود من المنظمات الإقليمية والدولية، وفقاً لقناة القاهرة الإخبارية.
وافتتحت مصر رسمياً المتحف الواقع قرب إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم - الهرم الأكبر والمعروف بهرم الملك خوفو في الجيزة -، ليكون أحد المعالم الثقافية البارزة في العصر الحديث.
قال الدكتور بسام الشماع، المؤرخ والمحاضر المصري، في تصريحات لبي بي سي عربي، إن المتاحف المصرية الأخرى -بعد افتتاح المتحف الكبير-، "ستُبعث من جديد"، واعتبر أن انتقال كنوز توت عنخ آمون إلى المتحف الكبير يشبه "جداً يهدي حفيده أثمن ما يملك".
وأشار إلى أن متحف التحرير الذي افتتح عام 1902، يشهد تجديدات من خلال تحديث طريقة العرض بما يتيح استعراض كنوز كانت مخبأة عن أنظار الزوار.
كما تشهد متاحف المحافظات مثل السويس وسوهاج والغردقة وشرم الشيخ إلى جانب إعادة افتتاح المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، تحديثات كبيرة في طرق العرض والترميم الدقيق للقطع الأثرية.
وقدّم الدكتور الشماع ثلاثة مقترحات لتحسين تجربة الزائر في المتحف المصري الكبير، من بينها بناء سور أنيق قصير من حجر الألباستر المضيء حول بركة المياه المحيطة بتمثال رمسيس الثاني، لتفادي حوادث السقوط. وإنشاء مخرج إضافي في نهاية القاعة رقم 12 لتسهيل خروج كبار السن والزوار بدلاً من العودة عبر المسار الطويل نفسه. ومراجعة سعر التذاكر المقدرة بـ 200 جنيه مصري (4.26 دولارات أمريكية) للبالغ، واعتبر الشماع أن هذا السعر يشكل عبئاً على الأسر المصرية، وفقاً للشماع.
تلقى ملوك ورؤساء وأمراء الدول المشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير نموذجاً مصغراً للمتحف تحمل كل قطعة منه اسم دولة لـ "يضع قادتها قطع بلادهم بإيديهم رمزاً لمشاركة شعوبهم في هذا الصرح الإنساني"، وفقاً لإعلان الحفل.
ووضع السيسي القطعة الأخيرة التي تمثل مصر، إيذاناً بافتتاح متحف مصر الكبير.
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح حفل متحف مصر الكبير إن فصلاً جديداً يُكتب من تاريخ الحاضر والمستقبل في "قضية هذا الوطن العريق" باعتباره "أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، حضارة مصر التي لا ينقضي بهاؤها، فهو ليس مجرد مكان لحفظ الآثار النفسية، بل هو شهادة حيّة على عبقرية الإنسان المصري".
وقال السيسي إن هذا إنجاز المتحف جاء نتيجة تعاون دولي واسع، مع عدد من الشركات والمؤسسات العالمية. وأكد السيسي على تقديره للدعم الكبير الذي "قدمته دولة اليابان الصديقة لصالح هذا المشروع الحضاري العملاق".
وأعرب الرئيس المصري عن تقديره للجهد الذي بذله المصريون على مدار الاعوام السابقة من "مسؤولين ومهندسين وباحثين وأثريين وفنيين وعمال من أجل تحقيق هذه المهمة التاريخية العظيمة".
ودعا السيسي الحاضرين إلى "جعل هذا المتحف منبراً للحوار ومقصداً للمعرفة وملتقى للإنسانية ومنارة لكل من يحب الحياة ويؤمن بقيمة الإنسان".
لقطات لأناس يشاهدون حفل الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير على شاشة كبيرة في منطقة وسط المدينة بالقرب من ميدان التحرير، أمام متحف قصر عابدين، في القاهرة.
تعتبر مصر أن مشروع المتحف المصري الكبير يتخطى بكثير نطاق علم المصريات وحفظ الآثار.
فهذا المتحف "يستعرض مصر الحديثة التي تمكنت من بناء هذا الصرح" حسب د. طارق توفيق المشرف العام السابق للمتحف المصري الكبير.
ويأتي هذا المشروع، الذي استغرق العمل عليه أكثر من عشرين عاماً، ضمن جهود واضحة من الدولة المصرية للاحتفاء بالتراث الفرعوني، باعتباره مكوناً أساسياً من مكونات الهوية الثقافية والتاريخية لمصر، وترسيخ تفردها عن الثقافات الأخرى.
بدأ قبل قليل حفل افتتاح المتحف المصري الكبير في تمام الساعة 19:30 بالتوقيت المحلي في العاصمة المصرية القاهرة (17:30 بتوقيت غرينتش)، بمشاركة 79 وفداً رسمياً، من بينها 39 وفداً يتقدمها ملوك ورؤساء دول وحكومات، بحسب وزارة الخارجية المصرية.
ويستمر الحفل لمدة ساعة ونصف، تتخلله فقرات فنية ووثائقية، تسلط الضوء على عظمة الحضارة المصرية القديمة وتاريخ إنشاء المتحف.
وبعد الافتتاح، ستبدأ جولة كبار الشخصيات في قاعات العرض، بينما سيتم فتح أبواب المتحف للجمهور ابتداءً من 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025.
وتمهيداً للمشهد المرتقب، أُضيئت خلال الليالي الماضية الواجهة الضخمة للمتحف، الذي يقع على منحدر يطلّ على أهرامات الجيزة.
واستغرق بناء المتحف، الذي يغطي مساحة تقارب نصف مليون متر مربع، أكثر من 20 عاماً. وبلغت تكلفته أكثر من مليار دولار.
يحظى الحفل الضخم بتغطية إعلامية واسعة، حيث توافد أكثر من 450 مراسلاً دولياً يمثلون نحو 180 وسيلة إعلامية لنقل الحفل، فيما أعلنت هيئة المتحف المصري الكبير عن توفير بث مباشر مجاني عبر منصة تيك توك، لضمان وصول هذا الحدث إلى أكبر عدد من المشاهدين حول العالم، حسبما نقلت صحف مصرية.
وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعقيلته انتصار السيسي، إلى المتحف المصري الكبير، لحضور مراسم افتتاحه.
فيما بدأت الوفود المشاركة بالوصول وعددها 79 وفداً دولياً من بينها 39 وفداً برئاسة ملوك ورؤساء دول وحكومات.
يقول خبراء آثار مصريون إن فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير جاءت استجابة لحاجة مُلحّة، وهي صرح ثقافي ضخم ومتطور، يستوعب الأعداد المتزايدة من الآثار المصرية القديمة، بعد أن أصبحت مساحة المتحف المصري، بميدان التحرير في قلب القاهرة، محدودة أمام الكم الهائل من الكنوز الأثرية.
جاء اختيار موقع المتحف الكبير بعناية فائقة، ليطل مباشرة على أهرامات الجيزة العريقة، لا يفصله عنها سوى كيلومترين فقط، في "تجسيد رمزي للترابط بين الماضي والحاضر".
ولطالما شغلت الأهرامات، وأسباب بنائها، تفكير كثيرين على مدى قرون عديدة، وهو ما دفعهم إلى الخروج عن إطار المنطق في كثير من الأحيان، فأحاطوا الأهرامات المصرية، لاسيما هرم "خوفو" بوصفه أكبر الأهرامات على أرض مصر، بفيض من القصص والأساطير المثيرة عن طريقة البناء ودورها الوظيفي، إلى حد تشكيك البعض في هوية من بنوه وإلى غير ذلك من القصص التي لا تستند إلى أسس تاريخية أو علمية.
فـ لماذا لجأ المصريون إلى الشكل الهرمي لحفظ أجساد الملوك؟ وما هي الدلالة الدينية والفلسفية لبناء هذه الكتل الحجرية الضخمة التي تجاوزت حدود هندستها المعمارية؟ وهل استُخدمت الأهرامات كمقابر فقط، أم كان لها وظائف جنائزية أخرى أوسع نطاقاً؟ وهل ساهمت في بنائها أجناس أخرى غير المصريين؟ وهل بُنيت من خلال "تسخير العمال وتعذيبهم" كما روّج البعض؟
الإجابة في المادة التالية: السر المقدّس: لماذا بنى المصريون القدماء الأهرامات؟
قال الدكتور بسام الشماع، المؤرخ والمحاضر المصري، في تصريحات لبي بي سي عربي، إن نظام العرض داخل المتحف المصري الكبير يمثل تطبيقاً عملياً لعلم حديث يعرف بـ "الميوزيولوجي" أو "علم المتاحف".
موضحاً: "لقد تجاوزنا المفهوم التقليدي للمتحف باعتباره مجرد مبنى تعرض فيه الآثار، ليصبح تجربة معرفية وإنسانية شاملة".
وأوضح المؤرخ المصري أن طريقة العرض داخل المتحف تعتمد على الإضاءات غير المباشرة، مع توظيف الضوء الطبيعي لتسليط التركيز على قطع محددة، ما يخلق تجربة بصرية فريدة.
وضرب مثالاً بالمنظومة الفلكية التي تحاكي ظاهرة تعامد الشمس في معبد أبو سمبل، حيث تتسلل الأشعة عبر فتحة صغيرة فوق المدخل لتضيء وجه تمثال رمسيس الثاني العملاق الذي يزن 83 طناً، في يومين محددين من كل عام، مؤكداً أن هذه الفتحة "ليست صدفة أو كسراً"، بل "تصميم هندسي عبقري مقصود".
وأضاف الشماع أن للمتحف الجديد بعداً اجتماعياً مهماً، إذ أصبح "وجهة جاذبة للأسرة بالكامل"، وقال "في السابق كانت زيارة المتحف تقتصر على الكبار، أما الآن فوجود متحف للأطفال يسمح للصغار بالتفاعل مع العجلات الحربية والمشاركة في تجارب تفاعلية تعليمية وترفيهية، تجعل الزيارة يوما متكاملاً للأسرة كلها".
كما طالب الدكتور الشماع، السلطات المصرية، باسترداد الكنوز الأثرية التي جرى تهريبها أو إهداؤها في حقب سابقة، وقال الشماع إن المتحف يمثل رسالة إلى العالم بأن "الآثار المصرية مكانها الأراضي المصرية".
يحتوي المتحف المصري الكبير، الذي يعد أكبر متحف آثار لحضارة واحدة في العالم، نحو 100 ألف قطعة أثرية تغطي قرابة 7 آلاف عام من التاريخ المصري القديم، بداية من عصور ما قبل الأسرات إلى العصرين اليوناني والروماني.
ومن أبرز ما يحتويه المتحف "مركب الملك خوفو"، المعروف أيضاً باسم "مركب الشمس"، الذي يعود إلى فترة حكم الملك خوفو، وتم اكتشافه في خمسينيات القرن الماضي في منطقة أهرامات الجيزة، على يد عالم الآثار المصري كمال الملاخ.
بدأت وزارة الثقافة المصرية في بناء المركب عام 1961 في نفس الموقع الذي اكتشف فيه، ووصل طول المركب إلى 43.5 متراً وعرضه إلى ستة أمتار، فيما ترتفع مقدمته عن الماء بخمسة أمتار، وفيه مقصورة لجسد الملك مساحتها تسعة أمتار.
اكتشف الأثري المصري كمال الملاخ في عام 1954 في منطقة تقع جنوب قاعدة الهرم الأكبر حفرتين عُثر بداخل إحداهما على العديد من أجزاء المركب الخشبي العملاق المصنوع من خشب الأرز، كان المركب في حفرةٍ مفكك الأجزاء، بالغ الضخامة، ولم يُعثر على دليل يشير إلى كيفية التركيب وإعادة البناء إلى الأصل. واستطاعت هيئة الآثار المصرية في ذلك الوقت ترميم المركب وإعادة بنائه، ووجدت الأجزاء الخشبية للمركب مرتبة وموضوعة بعناية وحرص في 13 طبقة تحتوي على 651 جزءاً وتتكون هذه الأجزاء من 1,224 قطعة خشبية منها كتل ضخمة يصل طول الواحدة منها إلى 23 متراً، ومنها أجزاء صغيرة يصل طولها إلى 10 سنتيمترات.
عُثر بجانب المركب على كمية كبيرة من الحبال وكذلك مجاديف. طول المجداف يصل إلى تسعة أمتار، ووجد في بدن المركب عدد كبير من الثقوب بلغ عددها 4,159 ثقباً أو فتحة، ولم يعثر على مسمار واحد بالمركب، نظراً لأن المصري القديم استخدم الحبال في عملية جمع أخشاب المركب عن طريق فتحات "سحرية" لا تظهر بعد تركيبها.
استغرقت عملية تركيب أجزاء المركب وإعادة البناء نحو عشر سنوات وافتتح للعرض المتحفي الخاص في نفس منطقة، والصورة لنموذج مصغر للمركب الذي يعد أقدم وأكبر وأفضل السفن المصرية في العصور المبكرة، وتشير إلى تطور بناء السفن التي كانت تعتمد على استخدام الأخشاب المستوردة على الأرجح من المنطقة المعروفة حالياً بلبنان.
وهذه إحدى حفرتين عثر فيها على المركب في المنطقة الجنوبية للهرم الأكبر، وتشير نصوص متون الأهرام التي تعود إلى عصر الدولة القديمة، بحسب تقسيم تاريخ مصر القديم، إلى أن الملك خوفو كان يمتلك قاربين استخدمهما في التنقلات.
كانت مراكب الشمس في مصر القديمة قوارب ذات رمزية دينية يستخدمها إله الشمس "رع" في رحلة الليل والنهار، وهي رحلة تهدف بحسب الأسطورة إلى تنظيف العالم من الأرواح الشريرة، وكانت هذه المراكب مزودة بعدد من المجاديف المسننة لقتل الحيوانات والأرواح الشريرة بحسب الديانة المصرية القديمة، واختلف العلماء في تحديد وظيفة "مركب الشمس". ويرى البعض أنها تسمح للملك بمصاحبة إله الشمس "رع" في رحلته إلى العالم الآخر بعد موته، وفقا للمعتقدات المصرية القديمة.
يقول العلماء إن ربط الأخشاب بالحبال يؤدي إلى زيادة الأمن وحماية المركب من الغرق، لأن الماء يحدث أثرين عكسيين في الحبال والخشب على حد سواء، فكلما سار المركب في الماء تمدد الخشب وتقلصت الحبال واشتدت قبضتها عليه وزاد إحكام المركب.
بدأ قبل قليل حفل افتتاح المتحف المصري الكبير في تمام الساعة 19:30 بالتوقيت المحلي في العاصمة المصرية القاهرة (17:30 بتوقيت غرينتش)، بمشاركة 79 وفداً رسمياً، من بينها نحو 40 وفداً يتقدمها ملوك ورؤساء دول وحكومات، بحسب وزارة الخارجية المصرية.
ويستمر الحفل لمدة ساعة ونصف، تتخلله فقرات فنية ووثائقية، تسلط الضوء على عظمة الحضارة المصرية القديمة وتاريخ إنشاء المتحف.
وبعد الافتتاح، ستبدأ جولة كبار الشخصيات في قاعات العرض، بينما سيتم فتح أبواب المتحف للجمهور ابتداءً من 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025.
وتمهيداً للمشهد المرتقب، أُضيئت خلال الليالي الماضية الواجهة الضخمة للمتحف، الذي يقع على منحدر يطلّ على أهرامات الجيزة.
واستغرق بناء المتحف، الذي يغطي مساحة تقارب نصف مليون متر مربع، أكثر من 20 عاماً. وبلغت تكلفته أكثر من مليار دولار.
يحظى الحفل الضخم بتغطية إعلامية واسعة، حيث توافد أكثر من 450 مراسلاً دولياً يمثلون نحو 180 وسيلة إعلامية لنقل الحفل، فيما أعلنت هيئة المتحف المصري الكبير عن توفير بث مباشر مجاني عبر منصة تيك توك، لضمان وصول هذا الحدث إلى أكبر عدد من المشاهدين حول العالم، حسبما نقلت صحف مصرية.
تزامناً مع الافتتاح التاريخي للمتحف المصري الكبير، أعلن رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، أن يوم السبت الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2025 إجازة رسمية مدفوعة الأجر للعاملين في الوزارات والمصالح الحكومية والهيئات العامة وشركات القطاعين العام والأعمال العام.
كما أعلنت مصلحة الخزانة العامة وسك العملة عن إصدار مجموعة من العملات التذكارية الذهبية والفضية احتفاءً بافتتاح المتحف المصري الكبير، تحمل تصميماً يجمع بين شعار المتحف وصورة تمثال الملك رمسيس الثاني.
وسوف يجري إصدار 6 عملات تذكارية ذهبية وفضية، وقد صممت لتجسيد رموز وعناصر أثرية فريدة من مقتنيات المتحف، تحتفي بالحضارة المصرية العريقة، وستكون العملات الجديدة من فئات مختلفة: فئة 1 و5 و10 و20 و50 و100 جنيه، وسيجري إنتاج 500 وحدة من كل فئة سيُسمح ببيعها كهدايا للزوار وفي الخطة المستقبلية سيجري إنتاج عملات معدنية للتداول الجماهيري تخليداً لتلك الذكرى.
كما أوضحت وزارة السياحة والآثار المصرية، أن التذاكر بصحبة مرشدي المتحف متاحة للشراء عبر الموقع الرسمي للمتحف أو من بوابات الدخول يوم الزيارة.
وتتراوح أسعار التذاكر بين 200 جنيه للمواطنين المصريين و1,200 جنيه للزوار الأجانب، مع تخفيضات وإعفاءات خاصة لطلاب المدارس والجامعات وكبار السن وذوي الهمم.
أكّد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، أن المتحف المصري الكبير يُعد مثالاً بارزاً على الشراكة الثقافية المثمرة بين مصر واليابان، معرباً عن رغبة بلاده في استمرار الجهود المشتركة في تشغيل المتحف وحفظ وترميم الآثار.
جاء ذلك خلال لقاء مدبولي، اليوم مع أكيهيكو تاناكا، رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا"، والوفد المرافق له، خلال الزيارة الحالية للقاهرة للمشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير المقرر مساء اليوم.
وتعد الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا" أكبر ممول للمتحف المصري الكبير، حيث قدّمت قرضين بقيمة 800 مليون دولار لدعم إنشاء المتحف المصري الكبير، وتدريب المرممين، إضافة إلى تمويل إنشاء الخط الرابع لمترو القاهرة بقيمة 733 مليون دولار، الذي سيربط قلب العاصمة بالجيزة مروراً بالأهرامات والمتحف، لتعزيز سهولة الوصول إليه.
وشاركت الوكالة اليابانية في تمويل ودعم عدد من المشروعات المصرية على مدار السنوات الماضية، من بينها دار الأوبرا المصرية، والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا.
من جانبه هنأ تاناكا الدولة المصرية على الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، قائلاً: "إن هذا المتحف هو كنز كبير للبشرية، وهو هدية مصر للعالم أجمع"، مشيراً إلى أن هناك "مشروعاً مشتركاً بين مصر واليابان يجري العمل عليه للحفاظ على القطع الأثرية"، وفقاً للقاء بثته قناة إكسترا الممولة من الحكومة المصرية.
يشهد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، في حدث يوصف بأنه الأضخم ثقافياً في القرن الحادي والعشرين، بحضور واسع من قادة وزعماء العالم، وبمشاركة رسمية لـ 79 وفداً دولياً من بينهم 39 وفداً برئاسة ملوك ورؤساء دول وحكومات.
وأكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن قائمة الحضور تضم شخصيات بارزة من أوروبا وآسيا وإفريقيا والعالم العربي، من بينها ملوك ورؤساء من بلجيكا، إسبانيا، الأردن، السعودية، الإمارات، اليابان، والبرتغال، إلى جانب رؤساء حكومات من اليونان، المجر، الكويت، ولبنان، وممثلين عن الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية.
من المقرر أن يبدأ الحفل الرسمي في تمام الساعة الخامسة مساء بتوقيت غرينتش، ويستمر لمدة ساعة ونصف تتخللها فقرات فنية ووثائقية تسلط الضوء على عظمة الحضارة المصرية القديمة وتاريخ إنشاء المتحف، كما يشهد حفل الافتتاح مؤلفاً موسيقياً بعنوان "رسالة للسلام" من تأليف الموسيقار هشام نزيه وقيادة الأوركسترا للمايسترو ناير ناجي وبمشاركة 121 فناناً مصرياً إلى جانب موسيقيين من 70 دولة من المنتظر مشاركتهم في الحفل.
يعقب الحفل جولة لكبار الزوّار والرؤساء داخل القاعات الرئيسية للمتحف، قبل أن تُفتح أبوابه للجمهور العام يوم الثلاثاء الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2025.
من المقرر أن يُنقل الحفل على الهواء مباشرة عبر عدد من القنوات المصرية الرسمية والخاصة، كما ستُبث الفعاليات عبر المنصّات الرقمية والموقع الرسمي للمتحف، بما يتيح لجمهور العالم متابعة الحدث في الوقت الحقيقي.
تعود فكرة إنشاء أول متحف يضم الآثار المصرية القديمة إلى عصر محمد علي باشا، أوائل القرن التاسع عشر، الذي أصدر مرسوماً في عام 1835 يقضي بوقف خروج الآثار من مصر، والذي أسفر عن إنشاء أول متحف مصري للآثار في القاهرة، يقع في مبنى بالقرب من حديقة الأزبكية. صمم سيناريو العرض حكيكيان أفندي وتولى يوسف ضياء أفندي إدارة هذا المتحف، بحسب الموقع الرسمي للمتحف المصري.
بعد فترة نُقلت القطع الأثرية من الأزبكية إلى إحدى القاعات داخل قلعة صلاح الدين في عهد عباس الأول عام 1851. وفي عام 1858 عين حاكم مصر وقتها، سعيد باشا، عالم المصريات، الفرنسي أوغست مارييت، مديراً لمتحف جديد في منطقة بولاق بالقاهرة، وكان مارييت في مهمة إلى مصر من جانب متحف اللوفر في باريس، وسرعان ما قام باكتشافات أثرية مهمة، بما في ذلك جبانة السرابيوم في سقارة، وكان مبنى المتحف في الأصل مكاناً لشركة النيل للملاحة في ميناء بولاق الذي يقع بالقرب من مبنى التليفزيون حالياً.
وفي عام 1859 بعد اكتشاف الأثاث الجنائزي للملكة إياح حوتب في ذراع أبو النجا في الأقصر، منح والي مصر دعماً مالياً لتوسيع المبنى، وجرى الافتتاح الرسمي لمتحف بولاق في عام 1863 بحضور الخديوي إسماعيل، لكن بحلول عام 1869 جرى توسيع المبنى مرة أخرى، كما أدّت فيضانات النيل عام 1878 إلى حدوث أضرار جسيمة للمتحف، وظل مغلقاً أمام الجمهور لإصلاحه حتى أعيد افتتاحه في عام 1881. وتحسباً لإحتمال حدوث فيضانات أخرى إلى جانب اكتشاف خبيئة المومياوات الملكية في الدير البحري في نفس العام، بدأ التفكير في ضرورة البحث عن مكان جديد.
توفي العالم مارييت، وخلفه عالم المصريات الفرنسي، غاستون ماسبيرو، مديراً لمتحف بولاق وقسم الآثار، وبحلول عام 1890 زادت مجموعة متحف بولاق بما تجاوز سعته، ولذلك جرى نقل المجموعة بأكملها إلى قصر إسماعيل باشا في الجيزة، والواقع في منطقة حديقة حيوان الجيزة حالياً.
وخلال الفترة بين عامي 1893 و1895 أعلنت لجنة رسمية من وزارة الأشغال العامة عن مسابقة دولية لتصميم متحف مصري جديد ومنح جائزة قدرها ألف جنيه مصري للفائز، وجرى تقديم 87 مقترحاً لمشروع المبنى الجديد، وأخيراً جرى اختيار تصميم لمبنى على الطراز الكلاسيكي الحديث صممه المهندس المعماري الفرنسي مارسيل دورنيون.
واحتل المتحف المصري في التحرير مساحة 15 ألف متر مربع وبلغت تكلفته نحو 240 ألف جنيه في ذلك الوقت وأعلنت صحيفة الأهرام المصرية اليومية الافتتاح الرسمي للمتحف المصري في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1902.
يشهد العالم افتتاح المتحف المصري الكبير، اليوم السبت، بتصميم معماري فريد يطل على أهرامات الجيزة، ليقف المتحف كجسر حضاري ويعيد إحياء أقدم حضارة عرفتها الإنسانية في إطار معاصر يجمع بين الأصالة والحداثة.
ويمتد المتحف على مساحة تبلغ نحو 500 ألف متر مربع، وهو ما يجعله الأكبر من نوعه في العالم، ويضم ما يعرف بـ "الدرج العظيم" الذي تصطف على جانبيه تماثيل ضخمة لملوك مصر، بارتفاع يصل إلى 6 طوابق.
كما يضم المتحف المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة في مكان واحد، وتضم ما يزيد على 5 آلاف قطعة من كنوز الملك الشاب، إلى جانب آلاف القطع الأثرية الأخرى التي تروي تاريخ مصر عبر العصور.
وفيما يلي أبرز المعلومات عن القطع الأثرية المنقولة للعرض في المتحف:
المصدر:
بي بي سي
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة