( CNN )-- في أعقاب تفاخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باختبار بلاده لطوربيد نووي وصاروخ كروز جديد، رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور مطول على منصته "تروث سوشيال"، وقال ترامب: "نظرا لبرامج اختبار دول أخرى، فقد وجهت وزارة الحرب (الدفاع) ل بدء اختبار أسلحتنا النووية على قدم المساواة. وستبدأ هذه العملية على الفور".
والآن، تتساءل هيئات الرقابة النووية حول العالم عما قد يسفر عنه تصريح ترامب - وما الذي يعنيه بالأساس، نظرا لأن الولايات المتحدة لم تجر أي تجربة نووية منذ عقود.
وقال ماثيو بون، خبير الأسلحة النووية في جامعة هارفارد: "أولا، كل ما ورد في هذا المنشور خاطئ". وأضاف: "ليس صحيحا أن الولايات المتحدة تمتلك العدد الأكبر من الأسلحة النووية في العالم. وليس صحيحا أن دولا أخرى تُجري تجارب نووية. يبدو أن (ترامب) يعتقد أن وزارة الدفاع هي التي تجري التجارب النووية. هذا غير صحيح. إنها وزارة الطاقة".
وبدا مرشح ترامب نفسه لرئاسة القيادة الاستراتيجية الأمريكية غير واضح بشأن نية الرئيس، أثناء مواجهته لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في جلسة استماع لتأكيد تعيينه، الخميس. وقال نائب الأدميرال البحري ريتشارد كوريل: "لم تقم الصين ولا روسيا بإجراء أي تجربة تفجير نووي، لذا لا أستنتج أي شيء من ذلك ولا أفسره".
ويعرّف مركز الحد من التسلح ومنع الانتشار التجارب النووية بأنها "تفجيرات يتم التحكم فيها بشكل عام للأجهزة نووية، مثل القنابل أو الرؤوس الحربية"، ولا تطابق تجارب الصواريخ والطوربيدات الروسية هذا التعريف الدقيق.
وعلاوة على ذلك، أشار جون وولفستال، الذي قدم مشورة في الشؤون النووية لكل من جو بايدن وباراك أوباما، إلى أن دولا أخرى تجري بالفعل تجارب مماثلة - إلى جانب الولايات المتحدة. وقال وولفستال: "تستثمر روسيا والولايات المتحدة والصين عشرات المليارات من الدولارات في منصات إطلاق نووية جديدة - صواريخ وقاذفات قنابل وغواصات". وأضاف: "لقد عدنا إلى ديناميكيات سباق التسلح في الحرب الباردة حيث يعتقد كل جانب أن الأسلحة النووية ضرورية".
ومع ذلك، إذا كان ترامب يريد حقا استئناف تجارب الأسلحة النووية، يقول محللون إن التعقيدات عميقة وواسعة النطاق. بداية، وافقت جميع الدول ذات القدرات النووية تقريبا في العالم طواعية على تجنب مثل هذه التجارب لعقود من الزمن. حيث أجرت روسيا آخر تجاربها عام 1990، والولايات المتحدة عام 1992، والصين عام 1996. وكوريا الشمالية هي الدولة الوحيدة التي أجرت تفجيرات نووية هذا القرن، وقد ساهم ذلك في وضع بيونغ يانغ كدولة منبوذة على الساحة الدولية.
وبخلاف المخاطر الدبلوماسية التي تترتب على إجراء مجموعة جديدة من التجارب في الولايات المتحدة، هناك تحديات تقنية. فقد أظهرت الدراسات الفيدرالية أن إجراء مثل هذه الاختبارات بأمان سيتطلب على الأرجح عدة سنوات من التحضير، وحتى ذلك الحين، قد لا يسفر عن معلومات مفيدة تُذكر. وتجري الولايات المتحدة اختبارات دورية على مكونات الأسلحة النووية بدقة بالغة، لدرجة أن أمريكا تعد على نطاق واسع كنزا من المعرفة النووية لا تضاهيها أي دولة أخرى.
ويقول النقاد إنه إذا بدأ ترامب عصرا جديدا من التجارب النووية، فإن ذلك سيؤدي فقط إلى فتح الباب أمام أي دولة أخرى لديها أحلام نووية للبدء في اللحاق بالركب.
وقال بون: "الدولة التي ستستفيد أكثر من غيرها هي الصين".
وقال عضو الكونغرس الديمقراطي السابق جون تيرني، الذي يرأس حاليا مركز الحد من التسلح ومنع الانتشار: "هذا أمر غير منطقي من الناحية الاستراتيجية للولايات المتحدة".
ويشير خبراء الأسلحة النووية إلى أن روسيا والصين عززتا بالفعل طموحاتهما النووية. ويتكهن بعض المحللين السياسيين بأن ترامب يأمل في كبح جماحهما بتصريحات صارمة، وهي فكرة يبدو أنه يكررها. وقال الرئيس: "أود أن أرى نزع السلاح النووي. نحن في الواقع نتحدث مع روسيا حول هذا الموضوع، وسيتم إضافة الصين إلى ذلك إذا أنجزنا شيئا ما".
ولم تقدم وزارة الدفاع ولا البيت الأبيض شرحا أكثر شمولا للخطة حتى الآن.
لكن تيرني يرى أن تقلبات الرئيس المستمرة في الخطاب أمرا مقلقا، على أقل تقدير، ويخشى أنه في ظل بيئة دولية تشهد توترا بالأساس، يُضيف ترامب المزيد من عدم الاستقرار - وهو أمر قد يكون أمرا يؤدي إلى تفجر الأوضاع.
وقال تيرني: "يريد ترامب يوما ما أن يتخلص الجميع من أسلحتهم النووية". هل يريد بدء الاختبار في اليوم التالي؟ إنه لأمر خطير.
 المصدر:
        
             سي ان ان
    
    
        المصدر:
        
             سي ان ان