أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استلم من الصليب الأحمر، رفات رهينة كان محتجزاً في غزة، في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
داء ذلك بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق، أن "الصليب الأحمر، تسلّم نعشاً يحمل رفات رهينة، وهو في طريقه إلى قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة".
وأكد مصدر مطلع في حركة حماس تسليم الرفات للصليب الأحمر - بحسب فرانس برس - قائلاً إن "جثة رهينة إسرائيلي عثر عليها اليوم في قطاع غزة وتم تسليمها للصليب الأحمر".
ومساء الاثنين، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها ستُسلم جثة رهينة عثرت عليها في غزة، موضحة أن موعد التسليم سيكون عند "الساعة التاسعة مساء (1800 بتوقيت جرينتش)" حسبما ذكرت على حسابها عبر منصة تلغرام.
يأتي ذلك بعد أن أكدت حماس التزامها بتسليم جثامين 13 رهينة لا تزال في قطاع غزة هم 10 إسرائيليين اختطفوا إبان هجوم الحركة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وإسرائيلي مفقود منذ العام 2014، وعامل تايلاندي وآخر تنزاني.
وفي بيان للقيادي البارز في الحركة خليل الحية في وقت سابق الاثنين، قال إن الحركة تواجه "إشكاليات في البحث عن جثامين أسرى الاحتلال، لأن الاحتلال الإسرائيلي غيّر طبيعة أرض غزة، وحتى إن بعض من دفن هذه الجثامين استشهد أو ما عاد يعرف أين دفنهم" بحسب نص البيان.
وأرسلت مصر في اليومين الماضيين وبموافقة إسرائيل، فرق مع معدات ثقيلة للمساعدة في عملية استعادة الرفات.
وفي وقت سابق الاثنين، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، رفع حالة الطوارئ في البلدات الجنوبية القريبة من قطاع غزة، للمرة الأولى منذ هجوم حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقال كاتس في بيان صادر عن مكتبه "قررت تبني توصية الجيش الإسرائيلي ورفع حالة الطوارئ الخاصة بالجبهة الداخلية، وذلك للمرة الأولى منذ السابع من أكتوبر/(تشرين الأول 2023)".
وبحسب البيان فإن القرار "يعكس الواقع الأمني الجديد في جنوب إسرائيل" كما يأتي في وقت يتواصل فيه سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 من تشرين الأول/أكتوبر 2025.
دعا منتدى عائلات الرهائن في إسرائيل الإثنين، إلى تعليق المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة "إلى حين تسليم حماس جميع الرفات المتبقية لديها"، وفق ما نقلت فرانس برس.
وقال المنتدى في بيان "حماس تعرف بالضبط مكان كل واحد من الرهائن القتلى المحتجزين لديها. مر أسبوعان منذ الموعد النهائي المحدد في الاتفاقية لإعادة جميع الرهائن الـ48، ومع ذلك لا يزال 13 منهم في قبضة حماس".
وجاء في البيان "تحث العائلات حكومة إسرائيل والإدارة الأميركية والوسطاء على عدم الانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاقية حتى تفي حماس بجميع التزاماتها وتعيد كل الرهائن إلى إسرائيل".
وكانت إسرائيل وحركة حماس أبرمتا في 10 من تشرين الأول/أكتوبر 2025، اتفاقاً بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية، يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد حرب استمرت لعامين.
وبموجب الاتفاق، أفرجت حماس عن 20 رهينة أحياء وسلمت رفات 15 رهينة من بين 28 سبق أن أعلنت إسرائيل مقتلهم.
لكن أعلنت إسرائيل أن الصليب الأحمر وفريقاً مصرياً وحركة حماس تشارك في البحث عن رفات الرهائن في غزة.
وفي سياق ذلك، لم يُحدد جدول زمني للمرحلة التالية من الاتفاق لكن الإدارة الأمريكية تسعى إلى إنشاء قوة أمنية دولية تضم قوات من دول عربية وإسلامية لمراقبة الوضع.
وأعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها إقامة مركز التنسيق المدني-العسكري لدعم استقرار غزة، كما أوفدت عدداً من كبار مسؤولي إدارة الرئيس دونالد ترامب لتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار.
وسحبت إسرائيل بموجب الهدنة قواتها داخل غزة إلى ما أطلق عليه "الخط الأصفر"، لكنها لا تزال تسيطر على أكثر من نصف مساحة القطاع كما تُشرف على كل قافلة مساعدات أممية تدخل الحدود.
وعلى الجانب الآخر، حثّ عرب البرغوثي - نجل السجين الفلسطيني لدى إسرائيل، مروان البرغوثي - الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على "اغتنام الفرصة" التي وفّرها اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والضغط على إسرائيل للإفراج عن والده، إذ يرى أنه الوحيد القادر على توحيد الفلسطينيين.
ويُنظر إلى مروان البرغوثي، البالغ من العمر 66 عاماً - الملقب بـ"مانيلا فلسطين" - على أنه "أحد مهندسي الانتفاضة الفلسطينية الثانية في مطلع الألفية الثانية"، وغالباً ما يُطرح اسمه كخليفة محتمل للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال عرب البرغوثي في مقابلة مع وكالة فرانس برس في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، إن والده "قادر ولديه سجل حافل يخوّله توحيد الشعب الفلسطيني".
وأضاف من مقرّ حملة تدعو للإفراج عن والده: "شخص مثله يمثّل فرصة كبرى للمجتمع الدولي لإثبات جديته في دعم حلّ الدولتين".
يشار إلى أن مروان البرغوثي محكوم بالسجن المؤبد خمس مرات، بعد إدانته بالتورّط في أربع هجمات ضد إسرائيليين، بينما ينفي البرغوثي هذه التهم.
في غضون ذلك، أعلن الهلال الأحمر المصري الاثنين، استمرار تسيير قوافل الإغاثة الإنسانية إلى قطاع غزة، عبر البوابة الجانبية لمعبر رفح الحدودي جنوبي القطاع، باتجاه معبري كرم أبو سالم والعوجة.
وأعلن الهلال الأحمر المصري في منشور له عبر حسابه على منصة فيسبوك، عن تسيير قافلة جديدة من مبادرة "زاد العزة" تضم نحو 10 آلاف طن من المساعدات الإنسانية، من بينها 6 آلاف طن سلال غذائية ودقيق طحين، وأكثر من 2700 طن مستلزمات طبية وإغاثية ضرورية يحتاجها القطاع، وأكثر من 1500 طن مواد بترولية.
وتسمح السلطات الإسرائيلية بموجب الخطة الأمريكية لإنهاء حرب غزة، بإدخال نحو 400 شاحنة مساعدات يومياً، ترتفع إلى 600 شاحنة يومياً مع تقدم تنفيذ مراحل الاتفاق.
بينما يستمر إغلاق معبر رفح أمام حركة دخول وخروج الأفراد من وإلى قطاع غزة، مع استمرار الاعتراض الإسرائيلي على تشغيل المعبر وفق آلية المراقبة الأوروبية التي نص عليها اتفاق شرم الشيخ الأخير، قبل تسليم جميع جثامين الرهائن الإسرائيليين.
المصدر:
بي بي سي
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة