في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
لم تمض ساعات على لقاء الرئيس اللبناني جوزيف عون بلجنة مراقبة وقف الأعمال الحربية مع الجانب الإسرائيلي حتى شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت عدداً من المناطق في البقاع شرقي البلاد.
إذ طالت الغارات جرود ومنطقة جنتا على السلسلة الشرقية، وامتدت لتشمل جرد شمسطار على السلسلة الغربية، ما أدى إلى مقتل عنصرين من حزب الله، وفق مراسل "العربية/الحدث".
كما استهدفت غارتان جرود الهرمل، فضلاً عن منطقة شربين شمال البلاد.
فيما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن "طائرات أغارت على عدة أهداف لحزب الله في منطقة البقاع، من بينها معسكر استخدم لتدريب عناصر الحزب" وأضاف أدرعي في منشور على منصة "إكس" أن "حزب الله استخدم المعسكر بغية تدريب وتأهيل عناصره، وبهدف التخطيط والإشراف على تنفيذ مخططات ضد قوات الجيش الإسرائيلي"، مردفاً أن "عناصر الحزب خضعوا لتدريبات رمي بالذخيرة الحية واستخدام وسائل قتالية من أنواع مختلفة".
كما أوضح أن الجيش الإسرائيلي هاجم أيضاً "بنى تحتية عسكرية داخل موقع لإنتاج الصواريخ الدقيقة لحزب الله، إلى جانب بنى تحتية داخل موقع عسكري للحزب في منطقة شربين شمال لبنان".
من جهته، أكد مسؤول عسكري إسرائيلي لـ"العربية/الحدث" أن هدف الهجمات منع إعادة البنية العسكرية لحزب الله، قائلاً: "لن نسمح لحزب الله بإعادة تأهيل بنيته التحتية".
كما أضاف المسؤول أن إسرائيل تتعامل فوراً مع أي محاولة من حزب الله لبناء قوته، قائلاً "سنتعامل مباشرة مع أي تهديد في لبنان". وشدد على أن القوات الإسرائيلية ترصد أي نشاط لحزب الله على طول الجبهة".
إلى ذلك، أفاد بأن إسرائيل هاجمت أكثر من 300 عنصر من حزب الله منذ اتفاق وقف النار الذي بدأ سريانه في 28 نوفمبر 2024.
أتى هذا التصعيد الإسرائيلي مع تأكيد الرئيس اللبناني في وقت سابق اليوم، أن بلاده لا تريد العودة إلى الحرب ثانية. وأوضح خلال لقائه رئيس لجنة الإشراف على وقف الأعمال الحربية "الميكانيزم"، الجنرال جوزيف كليرفيلد، أن "الجيش اللبناني يوسع انتشاره في الجنوب يوماً بعد يوم، ويقوم بواجبه كاملاً في جنوب نهر الليطاني".
كما حث لجنة الرقابة الدولية على ضرورة "منع الاعتداءات الإسرائيلية" على البلاد، واصفاً إياها بـ"غير المقبولة". وشدد على وجوب "الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي تحتلّها".
الرئيس جوزاف عون للرئيس الجديد للجنة الإشراف على وقف الأعمال الحربية "الميكانيزم"، الجنرال جوزيف كليرفيلد:
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) October 23, 2025
- لبنان يعلّق آمالًا كبيرة على عمل اللجنة للمساعدة في إعادة الاستقرار إلى الجنوب، ومنع الاعتداءات الإسرائيلية غير المقبولة، والضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي… pic.twitter.com/KFlMLh1MpD
بدوره، شدد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، خلال لقائه كليرفيلد، على أن بلاده ملتزمة بإنهاء عملية حصر السلاح جنوب نهر الليطاني قبل نهاية العام، كما ورد في خطة الجيش اللبناني.
كما أكد أن "على إسرائيل أن تقوم بواجباتها والتزاماتها لجهة الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف اعتداءاتها المستمرة".
يذكر أنه منذ 27 نوفمبر 2024 يسري اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل إثر مواجهة دامية لمدة عام، تم التوصل إليه برعاية أميركية وفرنسية. ونص الاتفاق على تراجع حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالي 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل)، وتفكيك بنيته العسكرية، وحصر حمل السلاح بالأجهزة الرسمية.
إلا أن إسرائيل واصلت منذ ذلك الحين شن غارات بشكل مستمر على مواقع في جنوب وشرق البلاد قائلة إنها تستهدف حزب الله، فضلاً عن تحليق مسيراتها أيضاً في مناطق عدة من ضمنها العاصمة بيروت.
كما أبقت إسرائيل قواتها في أكثر من 5 تلال استراتيجية جنوباً، علماً أن الاتفاق نص على انسحابها الكامل من المناطق اللبنانية التي توغلت داخلها خلال الحرب.
إلى ذلك، دأب المسؤولون الإسرائيليون على التأكيد أنهم لن يسمحوا لحزب الله بإعادة بناء قواه، أو التمدد جنوباً.
في حين اتخذت الحكومة اللبنانية في أغسطس قراراً بحصر السلاح بيد الدولة، مكلفة الجيش تنفيذه، إلى جانب انتشاره بشكل كامل في الجنوب.