واشنطن- في حديث مفصل لبرنامج 60 دقيقة الشهير والذي بثته أمس الأحد شبكة "سي بي إس"، وعلى مدار نحو 55 دقيقة، تحدث جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب و ستيف ويتكوف مبعوث الشرق الأوسط إلى المحاورة الشهيرة ليزلي ستال عن اللحظات الأخيرة قبل قبول إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) خطة إنهاء الحرب في قطاع غزة .
وقبل أسبوع، كان التوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع بمثابة مفاجأة كبيرة، وذلك بعد أشهر من المحاولات الفاشلة لإنهاء العدوان المستمر منذ أكثر من عامين. وبعد مرور أقل من أسبوع واحد عليه، يتعرض الاتفاق لاختبار عسير حيث نفذت إسرائيل غارات جوية بعد اتهامها حركة حماس بانتهاكه.
وفي حديثهما التلفزيوني المثير والكاشف لكثير من التفاصيل حول اللحظات التي سبقت التوصل للاتفاق، قال كوشنر إنه رد على سؤال من ترامب عن نسب نجاح جهوده وويتكوف في التوصل لاتفاق، فرد كوشنر بالقول "100%"، وذلك لأنه لا يمكن تحمل فشل هذه المفاوضات.
وردا على سؤال عما شاهداه أثناء زيارتهما ل غزة عقب توقيع الاتفاق بصحبة الجيش الإسرائيلي، قال كوشنر "بدا الأمر وكأن قنبلة نووية قد انفجرت في تلك المنطقة. ثم ترى هؤلاء الأشخاص يرجعون، وسألت الجيش، إلى أين هم ذاهبون؟ أنا أنظر حولي.. هذه كلها أطلال وأنقاض. رد وقال أحدهم (في إشارة لجيش الاحتلال) حسنا، إنهم سيعودون إلى المناطق التي كانت فيها منازلهم المدمرة، إلى أرضهم، وسوف ينصبون خيامهم هناك".
واعتبر كوشنر أن "هذا أمر محزن للغاية، لأنك عندما تنظر لنفسك، ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه". ثم سألت المحاورة ليزلي ستال "هل تقول الآن بعد أن كنت هناك، إن ما جرى كان إبادة جماعية؟ فأجاب كوشنر "لا.. لا"، ثم تدخل ويتكوف وقال "بالطبع لا.. لا، لا، كانت هناك حرب تخاض".
وتحدث كوشنر عن صعوبات مرحلة الاتفاق الثانية، وقال "إذا كانت المرحلة الأولى صعبة للغاية، فقد تكون الثانية أكثر صعوبة. هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، لأنك تحاول إنشاء حكومة وقوة شرطة من لا شيء".
وعند سؤالهما عما إذا كانا يعتقدان أن حماس تنتهك الاتفاق، وإذا ما كان هناك سوء نية فيما يتعلق بالبحث عن جثث القتلى الإسرائيليين، أوضح كوشنر أن "هناك جهدا مكثفا للغاية بيننا وبين إسرائيل من جانب، ومع الوسطاء من جانب آخر من أجل نقل أي معلومات لدى إسرائيل حول مكان وجود الجثث إلى الوسطاء وإلى حماس من أجل انتشالها".
وتابع "نحن نحاول فقط نقل المعلومات والتأكد من أن الجميع يعرف توقعات الطرف الآخر، ودفع كلا الجانبين ليكونا استباقيين من حيث إيجاد حل بدلا من إلقاء اللوم على بعضهم البعض".
وعندما سألته المحاورة إذا ما كانت الحركة تتصرف بحسن نية؟ رد كوشنر بالقول "نعم، بقدر ما رأينا مما يتم نقله إلينا من الوسطاء، فإنها كذلك حتى الآن، ويمكن أن ينهار ذلك في أي لحظة، لكننا رأيناهم الآن يتطلعون إلى احترام اتفاقهم".
وحين طرحت سؤالا مباشرا عن نقطة الدولة الفلسطينية التي تضمنتها خطة ترامب، رد كوشنر بالقول "حسنا، ما تقوله الخطة هو إنه يمكن أن يعبّد طريق لها".
وأضاف "ما نركز عليه الآن هو إيجاد وضع يخلق فرصا أمنية واقتصادية مشتركة للإسرائيليين والفلسطينيين حتى يتمكنوا من العيش بسلام جنبا إلى جنب بطريقة دائمة. لكن في الوقت الحالي. كانت هناك حرب طويلة، والآن انتهت. نأمل أن نظل على هذا النحو. ونريد تهيئة الظروف للنجاح على المدى الطويل".
وقبل نهاية اللقاء، تحدث كوشنر وويتكوف عن جهود كبيرة تقوم بها إدارة ترامب خلف الكواليس لإبرام صفقة سلام بين المغرب والجزائر، وأضافا "نحن نعمل عليها في الوقت الحالي، وسيكون هناك اتفاق سلام خلال الشهرين القادمين".
من ناحية أخرى، وخلال عودته أمس ل لبيت الأبيض ، تحدث ترامب للصحفيين من داخل الطائرة الرئاسية، وقال فيما يتعلق بإسرائيل وحماس إن وقف إطلاق النار "لا يزال ساريا"، وأضاف أن الحركة كانت "مشاغبة للغاية" لكنه يعتقد أن "قيادتها ليست متورطة في ذلك". وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن الضربة الإسرائيلية لها ما يبررها، قال إنه "سيتعين علي الرد عليكم بشأن ذلك لاحقا".