آخر الأخبار

لماذا تراجع ترامب عن منح أوكرانيا صواريخ توماهوك؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

واشنطن- قبل أيام، بدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب منفتحا بشأن احتمال بيع صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا، بينها صواريخ توماهوك ، وأعرب عن خيبة أمله من استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا.

ولكن بعد مكالمته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ، الخميس الماضي، بدا ترامب أكثر حذرا ومتراجعا عن موقفه الأول، وعبر عن قلقه بشأن استنفاد المخزون الأميركي من هذه الصواريخ.

وبعد لقائه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض ، أمس الجمعة، قال ترامب في تغريدة على منصة تروث سوشيال "إنه يجب على كل من روسيا و أوكرانيا إعلان النصر وترك الحكم للتاريخ!".

وفي حديثه إلى الصحفيين بعد اجتماع البيت الأبيض، أقر زيلينسكي بأنه من المحتمل ألا يحصل على صواريخ توماهوك في النهاية، وأضاف "أنا واقعي".

مشاركة بالحرب

وتحدث خبير عسكري سابق للجزيرة نت عن صعوبة منح هذه الصواريخ الأميركية المتطورة لأوكرانيا، لأن ذلك ببساطة سيكون بمثابة "إعلان حرب أميركية على روسيا".

وأوضح الخبير، الذي رفض كشف هويته، أن "الحصول على صواريخ توماهوك شيء، واستخدامها شيء آخر. فهي صواريخ متطورة للغاية، وتعتمد في إصابة أهدافها وتحديد مواقع هذه الأهداف وإحداثياتها الرقمية على منظومة إلكترونية معقدة ومتطورة مندمجة في نظام التموضع العالمي المرتبط بالأقمار الصناعية (جي بي إس)".

وأضاف "لا يمكن استعمال هذه الصواريخ دون دور وقدرات الاستخبارات العسكرية الأميركية الفنية والبشرية، ولا تستطيع أوكرانيا استخدامها دون الدعم الأميركي، وربما تحتاج لنحو عام كامل للتجهيز الفني والبشري، إضافة لربطها بنظم استطلاعاتها العسكرية".

ولا تملك أوكرانيا القدرات الفنية لإدارة وتنفيذ عمليات الاستهداف الدقيقة بصواريخ توماهوك، وهو ما يثير تساؤلات حول مقدار التوجيه ومشاركة الاستخبارات التي سيكون البنتاغون (وزارة الحرب الأميركية) على استعداد لدعم أوكرانيا بها لإنجاح إطلاق صواريخ توماهوك حال تمكنت كييف من الحصول عليها.

وقال مسؤولون أميركيون -قبل أيام- لصحيفة فايننشال تايمز إن البنتاغون قدّم الدعم الكامل في كل مرحلة من مراحل التخطيط لضربات أوكرانيا السابقة بعيدة المدى على مصافي النفط الروسية بطائرات مسيرة بدون طيار، بما في ذلك تخطيط المسار والارتفاع والتوقيت وتفاصيل المهمة.

إعلان

وعلى هذا النحو، يمكن توقع أن يوفر البنتاغون المعلومات اللازمة لشن هجمات توماهوك التي تتطلب بيانات أكثر تعقيدا من تلك التي تستخدمها الطائرات بدون طيار بسبب طرق الملاحة في توماهوك.

مصدر الصورة ترامب التقى أمس الجمعة نظيره الأوكراني زيلينسكي (يسار) بالبيت الأبيض (الفرنسية)

بهدف الضغط

ولدفع روسيا إلى مائدة التفاوض، هدد ترامب بإرسال صواريخ توماهوك إلى أوكرانيا في محاولة لإقناع الرئيس بوتين بإنهاء الحرب.

وتشير تقارير إلى أنه يمكن لصواريخ توماهوك دعم قدرات أوكرانيا الهجومية بشكل كبير، مما يُمكِّنها من ضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية، بما فيها القواعد العسكرية والمراكز اللوجستية والمطارات ومراكز القيادة التي لا يمكن الوصول إليها حاليا عن طريق المُسيَّرات.

وكانت روسيا قد أعربت عن قلقها الشديد إزاء احتمال قيام الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك، وسبق أن أشار بوتين إلى أن مثل هذه الخطوة ستضر بشكل خطير بالعلاقات بين موسكو وواشنطن.

وفي الوقت ذاته، ينطوي توفير صواريخ توماهوك لأوكرانيا ضربا لحسابات ترامب الذي يكرر رغبته بوقف الحرب وإقامة علاقة جيدة مع روسيا، وأوضح بوتين أنه سيعتبر أية خطوة من هذا القبيل تصعيدا كبيرا في الاتجاه المعاكس لطموحات ترامب.

ويرى بعض المراقبين أن روسيا قد تكون مستعدة لمهاجمة صريحة لدول حلف شمال الأطلسي " الناتو " حال استهدافها بصواريخ غربية متقدمة طويلة المدى.

وبعد أن فشلت جهود ترامب للتفاوض على صفقة سلام تنهي الحرب مع بوتين في أعقاب قمة ألاسكا في أغسطس/آب الماضي، شجع ترامب بوتين مرارا وتكرارا على إنهاء الحرب لكنه لم يحقق نجاحا يذكر. ونتيجة لذلك، توترت علاقاتهما، ومن ثم اتفاقهما على اللقاء قريبا في المجر بقمة جديدة.

الصاروخ وإمكانياته

توماهوك هو صاروخ كروز بعيد المدى يتم إطلاقه عادة من البحر لمهاجمة أهداف في مهام الضربات العميقة، كما يمكن إطلاقه من على مركبات فوق البر.

واستخدمت تلك الصواريخ لأول مرة عام 1991 خلال حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت ، وطورت شركة "رينثيون" المصنعة له إمكانيات الصاروخ على مدار الـ30 عاما الماضية.

ووفقا للشركة، يمكن للنسخ الحديثة من توماهوك تبديل الأهداف أثناء الطيران، والتسكع لساعات عند الحاجة، وتغيير المسار على الفور. وجاء آخر استخدام له عام 2024، عندما أطلقت البحرية الأميركية والبريطانية هذا النوع من الصواريخ على مواقع لجماعة الحوثيين في اليمن .



ويمكن لهذا السلاح الموجه بدقة أن يضرب أهدافا على مسافة 1600 كيلومتر، حتى في المناطق التي تحيطها نظم دفاع جوي متقدمة. ويبلغ طول الصاروخ الواحد 6.1 أمتار، ويصل طول جناحيه إلى 2.5 متر، ويزن حوالي 1510 كيلوغرامات، ويبلغ متوسط تكلفة الصاروخ الواحد 1.3 مليون دولار، وتنتج الولايات المتحدة ما بين 50 و70 صاروخا سنويا.

وقد أمضت روسيا سنوات في تحسين شبكة دفاعها الجوي ضد التهديدات التي تُمثّلها صواريخ توماهوك بما في ذلك صواريخ "سام" الأرضية، وبناء نظم اعتراضية مثل "إم آي جي-31 بي إم" بهدف مواجهة التهديدات التي تُمثِّلها صواريخ توماهوك.

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا حماس اسرائيل دونالد ترامب

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا