آخر الأخبار

تفاصيل المرحلة الثانية من خطة ترامب لغزة

شارك

واشنطن- في إفادة صحفية مغلقة حول تطورات الأوضاع في المنطقة لعدد محدود من الصحفيين، شاركت فيها الجزيرة نت، عرض مستشاران رفيعان ب البيت الأبيض التطورات المتعلقة بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لسلام الشرق الأوسط مع الانتهاء من مرحلتها الأولى، وبدء الثانية.

واتفق المستشاران -اللذان فضلا عدم الكشف عن هويتهما- على أن المرحلة الأولى من الاتفاق "نجحت وتمت بصورة مناسبة"، وتعتبر مكتملة مع انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى الخط الأصفر، ووقف إطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وتبادل المعتقلين والأسرى الفلسطينيين مع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء.

وأشارا إلى أنه "لا توجد ثقة كبيرة بين الطرفين، من هنا عمل الرئيس ترامب بجهد مع الوسطاء لجعل هذا النجاح ممكنا".

وأكدا على عدة أولويات للمرحلة الثانية، من أهمها تفادي الاستفزازات، ووقف النزاع ، واستمرار دخول المساعدات الإنسانية دون انقطاع، واستعادة الجثث المتبقية وإعادتها إلى عائلاتها، ووضع مسار لنزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية ( حماس )، ووضع مسار لتشكيل القوة دولية للاستقرار، وتمهيد أراضي غزة لإعادة الإعمار وإزالة الأنقاض، بما في ذلك نزع الذخائر غير المنفجرة.

وأكدا أن هناك تنسيقا أميركيا مستمرا مع الأمم المتحدة وإسرائيل لضمان إيصال المساعدات.

أوضاع صعبة

وتحدث أحد المستشارين "بإطراء وتأنٍّ" عن الأوضاع الصعبة للغاية داخل القطاع، وقال إنه زاره مرتين ولا يمكن تخيل حجم الدمار الناتج عن عامين من القتال، واعتبر أن ما شاهده يشبه ما تعرضه الأفلام السينمائية، وأنه لم يكن يتخيل أن يرى هذا الكم من الأنقاض، كما نوه لخطورة انتشار الذخائر غير المنفجرة، وأنه تُجرى عمليات مراجعة يومية للأوضاع.

وأشار كذلك إلى أن واشنطن تعمل عبر وسطاء مع حماس و القيادة العسكرية الأميركية الوسطى "سنتكوم"، وقد ترسل تركيا ودول أخرى فرقا خبيرة في رفع الأنقاض للبحث عن الجثث بما لديها من خبرات في الزلازل المتكررة فيها. وتحدث عن دراسة برنامج يمنح مكافآت لمن يساعد من سكان القطاع في تحديد مواقع الجثث.

إعلان

وقال المستشار الثاني "لدينا معلومات استخباراتية عن مواقع الوفيات والإصابات. وكلما زادت السيطرة على المناطق، يمكننا فعل المزيد، لكننا بحاجة إلى موارد أكبر. دول عدة تقدمت للمساعدة، اتصلت تركيا وعرضت إرسال فريق استعادة جثث من 81 فردا لديهم خبرة في الكوارث الطبيعية. نخطط لجلبهم مع آخرين".

وأضاف "نحن متفائلون ونُخرج المزيد من الجثث يوميا. نحن على تواصل مع الوسطاء العرب الذين على اتصال بحماس، ولن نتوقف حتى تعود جميع الجثث إلى عائلاتهم".

وقال المستشار الأول إن "نقاط خطة ترامب المتفق عليها واضحة: غزة ستكون منزوعة السلاح. الوصول إلى ذلك صعب جدا. نحن نحدد مسارا يجعل الجميع يشعر بالأمان. لكن ليس من الواقعي أن يتخلى الناس عن أسلحتهم دفعة واحدة، بعض أفراد حماس يخشون الانتقام من الآخرين. الديناميكيات معقدة، لكن ما نسمعه من الوسطاء العرب ومن الحركة هو مواصلة العمل معا نحو حل".

وتابع "نحن نسعى الآن للاستقرار الأساسي، وأن يبدأ تشكيل قوة الاستقرار. وبصفة عامة التخطيط والمحادثات إيجابية ولا نرى أي مؤشرات على التخلي عن الاتفاق. قد تكون هناك عقبات في التنفيذ بعد عامين من الحرب، لكننا سنستمر في العمل مع الطرفين لإظهار ضبط النفس وخلق شروط لنزع السلاح بصورة لا تشكل تهديدا لإسرائيل أو مواطنيها".

مصدر الصورة مقاتلون من كتائب القسام في غزة خلال وقف إطلاق النار السابق (الفرنسية)

نزع السلاح

وعن البيان الأخير لسنتكوم المندد بما تقوم به حركة حماس، والتقارير عن استهدافها أفراد العصابات المسلحة، قال المستشار الأول "نعمل مع الوسطاء لإيصال الرسالة بوجوب التوقف عن ذلك. نعمل أيضا مع إسرائيل لخلق مساحة في منطقة آمنة خلف الخط الأصفر حيث يمكن أن يذهب المهددون".

وبشأن بند نزع سلاح الحركة كأحد أهداف واشنطن الموجودة ضمن خطة ترامب المكونة من 20 نقطة، قال المستشار الثاني إن "الهدف هو غزة منزوعة السلاح، وألا تذهب أموال إعادة الإعمار إلى المناطق التي تسيطر عليها حماس حاليا، قد تبدأ إعادة الإعمار الأولية في المناطق الخالية منها مثل الأجزاء وراء الخط الأصفر".

وأضاف المستشار الأول أنه "إذا حاولت حماس أن تعيد تشكيل نفسها بطريقة تشكل تهديدا طويل الأمد لإسرائيل، فسيكون ذلك انتهاكا للاتفاق. لسنا في نقطة الآن تجعل أي طرف يشعر بأنه قد انتُهك، إنه اتفاق جديد في منطقة معقدة. نحن جميعا نعمل عن كثب للوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة. باختصار الأمر معقد، لكننا ملتزمون".

وأكد المستشار الثاني أن "النية هي أن حماس لن تسيطر على أي مكان في غزة، هذا هو الاتفاق ونعتزم تنفيذه. بعض المناطق وراء الخط الأصفر، مثل رفح ، تم تطهيرها ويمكن أن تكون مناسبة لإعادة الإعمار في المرحلة الأولى مع أمن محلي وإدارة مدنية".

وردا على سؤال حول بقاء سكان القطاع داخله أثناء إعادة الإعمار، قال المستشار الثاني "لن يُجبَر السكان على مغادرة غزة أثناء عمليات إعادة البناء. البعض غادر بسبب الظروف الحالية، لكن كثيرين صامدون، عائدون، ينصبون خياما، وتقدم لهم المساعدات".

واعتبر المستشاران أن الأولويات الآن تتضمن قيام فرق عمل فنية بتقييم جدوى إعادة الإعمار، ويشارك مطورون ومقاولون محليون من دول المنطقة في وضع هذه التصورات. والهدف هو التحرك بسرعة وخلق وظائف وتوفير مساكن وخدمات.

إعلان

وأكدا أن "أموال إعادة الإعمار لن تذهب إلى مناطق تسيطر عليها حماس. نخطط أن نبدأ في المناطق الخالية منها، لكي نخلق مناطق وظيفية في غزة يمكن أن تكون نماذج لبقية الأجزاء إذا نجح البرنامج".

المرحلة الثانية

في حين أشار المستشار الثاني إلى أن المرحلة الثانية ستشهد وضع تصور "لحكم فلسطيني تكنوقراطي غير سياسي".

ورفض الاثنان الحديث عن شكل ومستقبل الهدف طويل الأجل المتعلق بالفلسطينيين، وقالا إن الأداء العملي، مثل توفير الأمن وخلق الفرص الاقتصادية هو الأهم في هذه المرحلة، ويمكن أن "نبحث التعريفات السياسية لاحقا عندما تستقر الأوضاع".

وردا على سؤال إذا ما كان الحكم الذاتي الفلسطيني أو السيادة الفلسطينية مسألة مفتوحة للنقاش، أم أنها خارج الحسابات؟ قال المستشار الأول "سنلتزم بالخطة وتنفيذها كما هي. شكك الكثيرون في الصفقة، والمرحلة الأولى نفذت بشكل جيد. المرحلة الثانية تنادي بحكم فلسطيني تقني وغير سياسي، وهذه العملية بدأت. الهدف هو تجنب التلاعب بالألفاظ والمسميات والتركيز على المهام وتوفير الأمن والفرص الاقتصادية، ثم يمكن أن نبحث بقية الموضوعات عندما تتحسن الظروف".

وأشار إلى أن هناك "الكثير من الناس يتواصلون معنا، الناس يرون مستقبلا مختلفا ولديهم الشجاعة للتواصل. هناك كثير من الفلسطينيين المؤهلين في الشتات الذين يريدون المساعدة في خلق بديل عن السلطة الفلسطينية وعن حركة حماس. نريد قادة يبتعدون عن الفساد والمحسوبية".

وتحدث المستشاران عن مشاورات جارية حول تشكيل قوات الاستقرار مع عدة دول مثل إندونيسيا، ومصر، وقطر، والإمارات، وأذربيجان، وتركيا. ولفتا إلى أن دور الولايات المتحدة هو التنسيق والإشراف، و"هناك بالفعل نحو 20 عسكريا أميركيا على الأرض يقومون بأدوار تنسيقية غير قتالية".

وفي نهاية اللقاء قالا إنه "لا يُعتقد أن أيا من الجانبين ينتهك الاتفاق في الوقت الحالي، وأن التنفيذ لا يزال معقدا ومتقلبا ومتداخلا".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل أمريكا حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا