آخر الأخبار

فورين بوليسي: ترامب يقصي النساء من السياسة الخارجية الأميركية

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في خطوة وُصفت بأنها انقلاب على أكثر من 6 عقود من الإجماع الحزبي في واشنطن، ألغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب معظم السياسات والهياكل التي تُمكن النساء جزءا أصيلا من السياسة الخارجية للولايات المتحدة، لتطيح بذلك بإرث طويل رسّخته إدارات جمهورية وديمقراطية منذ سبعينيات القرن الماضي.

وفي مقال مشترك نشرته مجلة "فورين بوليسي"، ذكرت الكاتبتان ريبيكا توركينغتون وساسكيا بريشينماخر، أنه منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، اتجهت إدارته إلى تفكيك البرامج التي اعتُبرت لسنوات من ركائز النفوذ الأميركي الناعم، بدءا من دعم التعليم والصحة الإنجابية للنساء في العالم، وصولا إلى إلغاء مبادرات تعزز مشاركتهن في السلام والأمن.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 محاربات السلام: من يجرد الآخر من إنسانيته إنما يجرد نفسه منها
* list 2 of 2 لوبس: هكذا تتحايل روسيا على العقوبات النفطية بألف من "السفن الأشباح" end of list

وبحسب المقال، فإنه سرعان ما اتضح أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة في ولاية ترامب الثانية ستشهد تحوّلا جذريا، خصوصا حقوق النساء والمساواة بين الجنسين.

فبدلا من الاكتفاء بتوجيه الجهود نحو التمكين الاقتصادي للمرأة كما فعلت إدارات جمهورية سابقة، اختار ترامب هذه المرة تفكيك البنية السياسية والمؤسسية التي كرّست دعم قضايا المرأة في الدبلوماسية والمساعدات الأميركية لأكثر من 6 عقود.

إلغاء مكاتب وبرامج

وتشير توركينغتون وبريشينماخر -وهما باحثتان في معهد جورجتاون للمرأة والسلام والأمن، مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، على التوالي- إلى أن البيت الأبيض ألغى المكاتب والبرامج التي كانت تُعنى بحقوق المرأة داخل وزارة الخارجية و وكالة التنمية الدولية ، وحوّل ميزانيات المساعدات الخارجية لتقتصر على الإغاثة الطارئة فقط.

وتضيفان أن الإدارة الأميركية ألغت كل التمويل الثنائي لتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية وصحة الأم والطفل (باستثناء شلل الأطفال)، من ميزانية السنة المالية لعام 2026.

ولعل أكثر التراجعات المفاجئة -برأي المقال- تمثّل في إعلان وزير الحرب بيت هيغسيث في أبريل/نيسان الماضي إلغاء برنامج "النساء والسلام والأمن" الذي كان قد أُقرّ عام 2017 بدعم جمهوري واسع.

إعلان

وجاء الإعلان رغم أن وزارة الحرب كانت تعتبره "ميزة إستراتيجية فعّالة ومنخفضة التكلفة" تساعد على مكافحة التطرف والاتجار بالبشر ومواجهة نفوذ الصين وروسيا .

الإدارة الأميركية ألغت كل التمويل الثنائي لتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية وصحة الأم والطفل (باستثناء شلل الأطفال)، من ميزانية السنة المالية لعام 2026.

انهيار كامل

كما تقلص دعم الولايات المتحدة مؤسسات الديمقراطية التي كانت تعمل على تعزيز مشاركة النساء السياسية، وفي مقدمتها الوقف الوطني للديمقراطية، وهو ما اعتبرته المجلة تراجعا عن التزام قديم يستند إلى أن تعزيز دور النساء في الحكم يسهم في الاستقرار والازدهار العالميين.

وتؤكد توركنغتون وبريشينماخر، أن ما تفعله إدارة ترامب لا يُعد مجرد تحول محافظ في المقاربة الأميركية تجاه قضايا النوع الاجتماعي، بل يمثل "انهيارا كاملا للبنية السياسية والمؤسساتية التي دعمت حقوق المرأة عقودا".

وترى الكاتبتان أن هذا التحول يعكس رغبة واضحة في "إعادة تعريف السياسة الخارجية الأميركية على أسس محافظة ذكورية صريحة"، حيث يُعاد تصوير الاهتمام بحقوق النساء كأجندة يسارية راديكالية بدلا من كونها مصلحة وطنية أميركية.

إضعاف القوة الناعمة

ويحذر الخبراء من أن هذا الانسحاب قد يضعف قدرة واشنطن على استخدام قوتها الناعمة في الدبلوماسية والتنمية، ويقوّض نفوذها الأخلاقي في مواجهة منافسين مثل الصين وروسيا.

فبينما كانت الولايات المتحدة تُقدّم تمكين النساء باعتباره جزءاً من رؤيتها لعالم أكثر استقرارا، فإن إدارة ترامب الحالية تبدو -بحسب المجلة- "وكأنها تمحو النساء تماما من خريطة السياسة الخارجية الأميركية".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل فلسطين حماس أمريكا

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا