في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في لبنان ، حيث تتجاور الوفرة مع العوز، وموائد الامتلاك مع موائد الانتظار، وُلدت مؤسسة برّاد الحي كمبادرة إنسانية تحمل في جوهرها رسالة كبيرة: لا يُفترض أن ينام أحد جائعا ما دام في الجوار من يملك لقمة يجود بها.
انبثقت فكرة المؤسسة من إيمان عميق بأن الهدر في الطعام لا يعني فقط خسارة مادة غذائية، بل ضياع فرصة لإنقاذ روح أرهقها الجوع. ومن هنا، جاءت مبادرة برّاد الحي لتكون حلقة وصل بين من يملك فائضًا من الطعام، ومن يحتاجه بكرامة، فكل شخص يمكنه وضع ما يزيد عن حاجته من الوجبات أو المواد الغذائية داخل البرّاد، ليصل بدوره إلى الأسر المحتاجة.
وفي هذا السياق، قالت بولا شمالي مديرة العمليات في مؤسسة برّاد الحي إن "المؤسسة تعمل على عدة مبادرات متكاملة لتلبية احتياجات مختلف الفئات".
وتضيف للجزيرة نت أن المبادرة تشمل علبة تحتوي على ترويقة (وجبة إطفال) متكاملة من اللبنة والجبن والبيض، وتستهدف الأسر وكبار السن، بالإضافة إلى مبادرة حقيبة الطعام المدرسية للأطفال، التي تنفذ بالتنسيق مع المدارس الحكومية لضمان وصول الغذاء الصحي والمتوازن إلى الطلبة المحتاجين.
وتؤكد شمالي أن الوضع المعيشي والأزمات المتتالية التي يمر بها لبنان، من حروب وانفجار بيروت وغيرها، تشكل تحديات كبيرة أمام استمرار مثل هذه المبادرات، لكنها تبقى حاضرة بفضل الالتزام المجتمعي والرغبة الحقيقية في مساعدة المحتاجين والحفاظ على استدامة الدعم الغذائي.
ومع مرور الوقت، تحوّل برّاد الحي إلى مساحة نابضة بالرحمة، يجتمع حولها الناس من مختلف الطبقات، تجمعهم روح المشاركة والإحساس بالآخر. فالأيادي التي تملؤه ليست أغنى من التي تأخذ منه، بل أكثر قدرة على المشاركة في لحظة معينة، لأن العطاء الحقيقي لا يُقاس بما نملك، بل بما نمنح.