إسرائيل وحماس تتفقان على بدء تنفيذ المرحلة الأولى من خطة لوقف الحرب في غزة، بعد مفاوضات دولية شاركت فيها قطر ومصر. ومن المقرر توقيع الاتفاق الخميس، وسط دعوات دولية لاحترامه.
رحبت وكالة الأونروا، الخميس، باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس لوقف إطلاق النار في غزة معتبرة أنه يثير "ارتياحاً كبيراً".
وأكدت الأونروا استعدادها لإدخال مساعدات إلى القطاع تكفي لسد حاجات سكانه في ظل الأزمة الإنسانية البالغة.
وكتب المدير العام للوكالة فيليب لازاريني عبر إكس إن "الأونروا لديها طعام وأدوية وغيرها من الإمدادات الأساسية لغزة. لدينا ما يكفي لإطعام جميع السكان على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة".
من المتوقع أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ فقط بعد مصادقة الحكومة الإسرائيلية عليه.
ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الأمني المصغّر أولاً عند الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي (الثالثة بتوقيت غرينتش) لمناقشة الاتفاق، قبل عرضه على الحكومة بكامل أعضائها للتصويت عليه.
ويُنظر في إسرائيل إلى الاتفاق على أنه شبه مؤكد من حيث تمريره.
ويتعين على الحكومة المصادقة على القائمة النهائية للسجناء الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، وفقاً للقانون الإسرائيلي الذي ينص على منح المواطنين مدة 48 ساعة لتقديم طعون قانونية ضد أي اسم وارد في القائمة.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو،الاتفاق بأنه "نجاح دبلوماسي وانتصار وطني وأخلاقي لدولة إسرائيل".
لكن حلفاءه في الائتلاف اليميني المتطرف عبّروا عن معارضة شديدة لأي اتفاق مع حركة حماس.
وكتب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على منصة إكس" أن "القضاء الحقيقي على حماس" يجب أن يتم بعد إعادة الرهائن، مؤكداً أنه لن يصوّت لصالح الاتفاق، لكنه لم يلوّح بإسقاط الحكومة.
عبد الله غالب البرغوثي، الملقب بـ"مهندس حماس"، يُصنّف على أنه صاحب أعلى حكم في العالم، إذ صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد 67 مرة، وهو قيادي في حركة حماس، ومهندس وخبير في صناعة المتفجرات يبلغ من العمر نحو 53 عاماً.
اعتقلت إسرائيل البرغوثي عام 2003، لإدانته بالتورط في سلسلة من الهجمات، من ضمنها تفجير مطعم "سبارو" في القدس في 2001، الذي راح ضحيته 15 إسرائيلياً وأُصيب 130 آخرون، وهو من أقارب مروان البرغوثي، القيادي في حركة فتح في الضفة الغربية المحتلة.
يُعد إبراهيم حامد "أخطر سجين" تحتجزه إسرائيل حالياً، بحسب تايمز أوف إسرائيل، ويواجه ثاني أعلى حكم في السجون الإسرائيلية بعد عبد الله البرغوثي.
وكان حامد قائد الجناح العسكري لحركة حماس في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، ويُتّهم بالمسؤولية عن العديد من الهجمات، كما أُدين بقتل 46 إسرائيلياً وحُكم عليه بـ 54 حكماً بالسجن المؤبد.
بدأ مروان البرغوثي نشاطه السياسي في سن الـ 15 في حركة فتح، التي قادها رئيس السلطة الفلسطينية، الراحل ياسر عرفات.
وسجن البرغوثي إثر عملية "الدرع الواقي" الإسرائيلية عام 2002.
وحُكم على البرغوثي بخمسة أحكام بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى حكم بالسجن لمدة 40 عاماً، لاتهامه بالمسؤولية عن هجمات.
يُعتقد أن هناك حوالي 20 رهينة إسرائيلياً، مازالوا على قيد الحياة لدى حركة حماس، ومن المتوقع الإفراج عنهم جميعاً ضمن الصفقة التي تم الاتفاق عليها.
ومن هؤلاء الرهائن سواء إسرائيليون أو من جنسيات أخرى:
صديقا الطفولة إيفياتار ديفيد وجاي جلبوع دلال. نشرت حماس مقاطع فيديو لهما في حالة هزال، بينما تم إجبار ديفيد على حفر قبره بيده في أحد أنفاق حماس الخرسانية.
وهناك أيضاً ألون أوهيل، البالغ من العمر 24 عاماً، عازف بيانو موهوب. نشرت حماس مؤخراً مقطع فيديو له، وقالت عائلته إنه يبدو قد فقد البصر في إحدى عينيه.
كما تعتقد إسرائيل أن التوأم غالي وزيف بيرمان، 28 عاماً، على قيد الحياة. أخذت حركة حماس زيف رهينة أثناء حمايته للرهينة البريطانية-الإسرائيلية السابقة إميلي داماري، التي أُطلق سراحها في وقت سابق من هذا العام، وحضرت احتفالاً مع عائلته الليلة الماضية.
ومن نبيال النيبالي بيبين جوشي، الذي كان يدرس الزراعة في إسرائيل. نشرت عائلته أمس مقطع فيديو سابق لحماس ظهر فيه جوشي بعد احتجازه كرهينة، وأعربت العائلة عن اعتقادها بأنه لا يزال على قيد الحياة، لكن هناك مخاوف على حياته.
وبحسب الاتفاق سوف تعيد حماس أيضاً جثث القتلى في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وكذلك الذين قُتلوا أثناء وجودهم لدى الحركة، على الرغم من وجود مخاوف من عدم تمكّن حماس من تحديد مكانهم جميعاً.
ومن بين القتلى الجنديان بالجيش الإسرائيلي أوز دانيال وإيتاي تشين.
بالإضافة إلى عميرام كوبر، البالغ من العمر 85 عاماً، وأرييه زلمانوفيتش، 85 عاماً أيضاً، الذي يقول ابنه إنه "قُتل" في أحد مستشفيات غزة.
كما تحتجز حماس أيضاً جثة امرأة واحدة، تُدعى إنبار هايمان، التي اختُطفت من مهرجان نوفا.
وهناك أيضاً جثة محمد الأطرش، كان من البدو في الجيش الإسرائيلي، ولديه 13 طفلاً.
ومن تنزانيا جوشوا موليل، كان يدرس الزراعة في إسرائيل، وقد نقلت حماس الجثة إلى القطاع بعد مقتله في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
كما كافحت عائلة يوسي شرابي، من بريطانيا من أجل الإفراج عن جثته. وتحدّث شقيقه إيلي شرابي، لبي بي سي الأسبوع الماضي، عن مدى أهمية إقامة جنازة وإغلاق الملف بالنسبة للأسرة.
احتفل إسرائيليون فجر الخميس بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، والذي يشمل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، وذلك بعد مفاوضات دولية مكثفة شاركت فيها مصر وقطر والولايات المتحدة.
وشهدت عدة مناطق في إسرائيل مظاهر فرح، حيث تجمّع مواطنون في الساحات العامة ورفعوا الأعلام، فيما عبّر ذوو الرهائن عن ارتياحهم بعد انتظار دام أكثر من عامين.
قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إنّ "إقرار اتفاق لوقف إطلاق النار حالياً في غزة لا يمكن إلا أن يثير ارتياحاً عاماً. إننا نرحب بكل هذه الجهود" مضيفاً: "نأمل أن يتم التوقيع اليوم وأن تلي ذلك أفعال لتنفيذ التفاهمات".
يتواصل القصف الإسرائيلي على مدينة غزة، حيث استهدفت غارة جوية عنيفة منطقة النفق شمال المدينة، فيما تواصل القصف المدفعي على مناطق قرب شارع الرشيد غرب القطاع.
وفي تطور ميداني لافت، تقدّمت دبابات إسرائيلية نحو شارع الرشيد الساحلي، وقطعت الطريق أمام النازحين العائدين من جنوب غزة إلى شمالها، مطلقة عدداً من القذائف باتجاه تجمعاتهم.
أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الخميس، أن الاتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن في غزة لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد الحصول على مصادقة الحكومة، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.
وقال المكتب في بيان "على عكس ما ورد في تقارير وسائل إعلام عربية، سيبدأ العد التنازلي لمدة ال72 ساعة، فقط بعد المصادقة على الاتفاق في اجتماع مجلس الوزراء، المتوقع في ساعات المساء".
رحّب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخميس بالإعلان عن "اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة بعد عامين من المعاناة".
ورأى أنّ "العالم شهد لحظة تاريخية تُجسّد انتصار إرادة السلام على منطق الحرب" بالتوصل إلى الاتفاق بعد أيام من المحادثات في مصر، مشدداً على أنه "لا يطوي صفحة حرب فحسب، بل يفتح باب الأمل لشعوب المنطقة في غدٍ تسوده العدالة والاستقرار".
ومن جهتها، رحبت وزارة الخارجية المصرية بالاتفاق ورأت فيه "لحظة فارقة" في حرب غزة. وجاء في بيان الوزارة أن وزير الخارجية، بدر عبد العاطي، سيتوجه إلى باريس الخميس للمشاركة في اجتماع وزاري حول ترتيبات ما بعد الحرب في غزة "فى ضوء التطورات الإيجابية الأخيرة فى شرم الشيخ، وما تشكله من لحظة فارقة" في النزاع المدمر المتواصل منذ سنتين.
تبين هذه اللقطات اللحظات الأولى لتلقي الرئيس الأمريكي تحديثات عن المفاوضات في شرم الشيخ، التي نقلها إليه وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو.
وقال ترامب بعدها للصحفيين في البيت الأبيض: "لقد تلقيت للتو مذكرة من وزير الخارجية تقول إننا قريبون للغاية من التوصل إلى اتفاق في الشرق الأوسط، وأنهم سيحتاجون إليَّ بسرعة كبيرة".
أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها ستجتمع الخميس عند الساعة 15,00 ت غ لمناقشة خطة تأمين إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في قطاع غزة منذ عامين بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقالت الحكومة في بيان "اجتماع الحكومة الساعة 18,00 (بالتوقيت المحلي، 15,00 ت غ). على جدول الأعمال، خطة إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين".
رحّبت المملكة العربية السعودية، الخميس، بالاتفاق الذي توصلت إليه إسرائيل وحركة حماس معربة عن أملها في أن يمهّد لـ"سلام شامل وعادل". وأفادت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، "تعرب وزارة الخارجية عن ترحيب المملكة العربية السعودية بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بشان غزة، وبالبدء في تنفيذ المرحلة الأولى من مقترح الرئيس ترامب الهادف إلى وقف الحرب على قطاع غزة وتهيئة مسار سلام شامل وعادل". وأضافت أن المملكة "تثمّن الدور الفاعل لفخامة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وجهود الوساطة التي بذلها الأشقاء في دولة قطر وجمهورية مصر العربية والجمهورية التركية للتوصل إلى هذا الاتفاق".
يتوجه المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، كبير مستشاري ترامب السابق وصهره، إلى إسرائيل الليلة، وفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية.
كان الاثنان من بين من أُرسلوا إلى مصر للمشاركة في مفاوضات السلام. وقد وصفهما ترامب سابقاً بأنهما "مساعدتان هائلتان".
رحّب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الخميس باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة باعتباره "خطوة كبيرة نحو سلام دائم"، مؤكداً استعداد المنظمة لـ"تكثيف" مساعدتها الصحية في القطاع.
وكتب غيبرييسوس عبر إكس أن "منظمة الصحة العالمية مستعدة لتكثيف عملها لتلبية الحاجات الصحية الماسّة للمرضى عبر أنحاء غزة ومساندة إعادة تأهيل النظام الصحي المدمر".
إسرائيل
اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن التوصل لاتفاق لوقف الحرب في غزة، "يوم عظيم لإسرائيل".
وشكر نتنياهو القوات الإسرائيلية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه على "تعبئتهم لهذه المهمة المقدسة المتمثلة في إطلاق سراح رهائننا"، في إشارة إلى الإسرائيليين المحتجزين حالياً لدى حماس في غزة.
وقال في بيان: "بعون الله سنعيدهم جميعاً إلى ديارهم".
ترامب
أما الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فأصدر بياناً على منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" الليلة الماضية، قال فيه: "هذا يوم عظيم للعالمين العربي والإسلامي، وإسرائيل، وجميع الدول المحيطة، والولايات المتحدة الأمريكية".
ووجه الشكر إلى الوسطاء مصر وقطر وتركيا، "الذين عملوا معنا لتحقيق هذا الحدث التاريخي وغير المسبوق. هنيئاً لصانعي السلام!".
كما قال ترامب في تصريح لقناة فوكس نيوز إن غزة "سيُعاد إعمارها، وسوف تصبح مكاناً أكثر أمناً" بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.
حماس
ووفقاً لقناة سي بي إس، شريكة بي بي سي الإخبارية الأمريكية، فإن حماس قالت إن الاتفاق "سيُنهي الحرب على غزة، ويضمن الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال، ويسمح بدخول المساعدات الإنسانية، ويُنفّذ عملية تبادل أسرى".
وأشار البيان إلى تقدير الحركة "عاليا جهود الإخوة الوسطاء في قطر ومصر وتركيا ، كما نثمّن جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الساعية إلى وقف الحرب نهائيا وانسحاب الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة".
ودعا البيان "الرئيس ترامب والدول الضامنة للاتفاق، ومختلف الأطراف العربية والإسلامية والدولية، إلى إلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملةً، وعدم السماح لها بالتنصّل أو المماطلة في تطبيق ما تم التوافق عليه".
وأضافت حماس أن شعب غزة "أظهر شجاعة وشرفاً وبطولة لا مثيل لها".
وقالت الحركة: "لن نتخلى أبداً عن حقوق شعبنا الوطنية حتى ينال الحرية والاستقلال وتقرير المصير".
رحب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الخميس، بإعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف الحرب في قطاع غزّة.
وأعرب عباس عن أمله بأن تكون هذه الجهود مقدمة للوصول إلى حل سياسي دائم كما أعلن الرئيس ترامب، يؤدي إلى إنهاء "الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وأشاد الرئيس بـ"الجهود الكبيرة" التي بذلها الرئيس ترامب وجميع الوسطاء مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة للتوصل إلى هذا الاتفاق في مرحلته الأولى.
وشدد الرئيس على ضرورة التزام جميع الأطراف بالتنفيذ الفوري للاتفاق والإفراج عن جميع الرهائن والسجناء، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة عبر منظمات الأمم المتحدة، وضمان عدم التهجير أو الضم، والبدء بعملية إعادة الإعمار".
رحّب الأردن، الخميس، بالتوصل لاتفاقية لوقف إطلاق النار في غزة والاتفاق على آليات تنفيذ المرحلة الأولى منه، بما يؤدي لوقف الحرب وتنفيذ اتفاقية تبادل وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع وإدخال المساعدات الإنسانية.
وأشاد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومقترحه إنهاء الحرب، وإعادة إعمار غزة، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني، ودفع عجلة السلام الشامل، وإعلانه بأنه لن يسمح بضمّ الضفة الغربية.
ووصف الصفدي دور ترامب بـ"الحاسم" في إنجاز الاتفاق.