آخر الأخبار

5 أيام في مدريد.. فاتنة تجمع الماضي بالحاضر

شارك

مدريد – "الفيلا والمحكمة" هو اللقب الذي اكتسبته مدريد، حاضرة إقليم قشتالة التاريخي، بعد أن اختارها الملك فيليب الثاني عام 1561 لتكون المقر الدائم للبلاط الملكي الإسباني وعاصمة البلاد الجديدة، بعد سابقتها طليطلة (توليدو).

ومنذ تلك اللحظة، أخذت مدريد طابعها المتناغم الذي يجمع بين الكلاسيكية المحتضنة إرث العائلة الملكية الإسبانية، والتطور السريع المهم لعاصمة البلاد، وباتت شوارعها ذات البنية التحتية الحديثة وخطوط المواصلات المترابطة تخترق الأزقة التاريخية ذات الهوية الإسبانية القشتالية.

واليوم، يسكن مدريد حوالي 3.4 ملايين نسمة، موزعين على مساحة المدينة التي تصل إلى 605 كيلومترات مربعة، بينما يصل العدد إلى قرابة 7 ملايين عند إضافة المناطق الحضرية المحيطة بها، وهذا يجعلها تحتل المركز الثاني في مدن الاتحاد الأوروبي من ناحية تعداد السكان بعد برلين.

مصدر الصورة مقر بلدية مدريد القديم في مركز المدينة (الجزيرة)

الثانية عالميا

ترتفع مدريد نحو 650 مترا فوق سطح البحر، وهذا يمنحها مناخا يميل إلى الاعتدال إجمالا لكن شتاءها بارد يلامس الصفر، وصيفها حار تتجاوز حرارته أحيانا 40 درجة، أما موقعها في قلب شبه الجزيرة الأيبيرية، فيجعل مناخها جافا بعيدا عن الرطوبة.

مصدر الصورة ترتفع مدريد نحو 650 مترا فوق سطح البحر وهذا يمنحها مناخا يميل إلى الاعتدال إجمالا (الجزيرة)

كما أصبحت المدينة الثانية عالميا في الجذب السياحي بحسب تقرير "يورو مونيتور" للمدن السياحية، بعد أن حطّمت عام 2024 أرقامها القياسية مع وصول 7.84 ملايين زائر أجنبي (من خارج إسبانيا) إليها.

بينما يصل العدد الإجمالي مع الزوار المحليين إلى 11 مليونا، وهذا يجعلها من أبرز المدن جذبا للسياحة في إسبانيا وعلى المستوى الأوروبي.

والآن، هل ازدادت رغبتكم بزيارة المدينة، إليكم جدولا بأبرز الأماكن السياحية التي يمكن زيارتها في مدريد خلال 5 أيام فقط.

أهلا مدريد

مع اقتراب هبوط الطائرة نحو العاصمة الإسبانية، تستقبلكم بوابتها الجوية الرئيسة مطار أدولفو سواريز/باراخاس، الواقع في شمال شرق المدينة.

إعلان

ويعد ثاني أكبر مطار في أوروبا من حيث المساحة بعد شارل ديغول في باريس، إذ يتألف من 4 محطات استقبال، ويمتلك 4 مدارج موازية لتيسير أكبر عدد من الإقلاع والهبوط في وقت واحد.

وبعد حزم الأمتعة، وتنفس أنسام الهواء المدريدية الأولى، يكون موعد اختيار وسيلة المواصلات المناسبة للاتجاه نحو قلب العاصمة.

مصدر الصورة أحد المسارات في حديقة ريتيرو والتي تعد من مقاصد زوار العاصمة الإسبانية (الجزيرة)

التنقل والمواصلات

مترو مدريد، حيث يصل الخط 8 إلى محطة مركز الأعمال "نويفوس مينيستيريوس" خلال 15 دقيقة، ومنها يمكن الانتقال إلى محطات أخرى بحسب الوجهة، وتبلغ قيمة بطاقة المترو 10 يورو، وتغطي 10 رحلات وتكلفة التوجه من وإلى المطار.

مصدر الصورة يعتبر الباص الخيار المناسب للتعرف على المدينة وشوارعها (الجزيرة)

باص "إي إم تي"، وهو الخيار المناسب للتعرف على المدينة وشوارعها، لكنه يستهلك وقتا كثيرا، ويتأثر بالازدحام الذي قد يكون خلال فترات الذروة، ويمكن استخدام نفس بطاقة المترو، أو الدفع نقدا للرحلة الواحدة، بقيمة 1.5/ 2 يورو.

القطار السريع "سيركانياس" وهو قطار يربط أطراف المدينة ومراكزها الرئيسة، حيث يمكن الانتقال من المطار إلى محطة "أتوتشا" جنوب المدينة، أو "شامرتين" في شمالها، وهي مراكز الاستقبال الرئيسية، بالإضافة إلى محطات أخرى في المدينة.

مصدر الصورة التكتكوك أحد الوسائل المستخدمة في الجولات السياحية في مدريد (الجزيرة)

سيارات الأجرة الكلاسيكية أو سيارات الأجرة عبر التطبيقات، وهي خيار مناسب لمن يفضل الخصوصية، حيث تبلغ قيمة التوصيل من المطار إلى أي مكان في مركز المدينة 30 يورو، وتعادلها بشكل أو بآخر في تطبيقات التوصيلات الشهيرة مثل أوبر وبولت وغيرها.

خيارات السكن

أما بخصوص الإقامة، فرغم أن الفنادق كثيرة جدا في مدريد وتعد الخيار المفضل لمن يبحث عن إقامة رفاهية، إلا أنها قد تكون الأغلى، ويختلف سعرها بحسب أيام الأقامة (خلال الأسبوع أو في عطلة نهاية الأسبوع) وبحسب المنطقة (قربها أو بعدها من مركز المدينة).

من خيارات السكن بمدريد بيوت الضيافة المعروفة باسم "هوستل" (المبنى الأبيض) (الجزيرة)

وينطبق الأمر كذلك على خيارات السكن الأخرى، لكنها قد تكون ذات تكلفة أقل، مثل بيوت الضيافة "هوستل" وهي فنادق بدرجة خدمة أقل، أو الشقق الفندقية وهي الخيار الأنسب للعائلات، أو الشقق والغرف التي يتم تأجيرها من خلال تطبيقات مثل "إير بي إن بي" والمتوفرة بشكل واسع في مدريد، وأخيرا يبقى الخيار الأوفر وهو حجز سرير في غرفة مشتركة في "الهوستلز".

في قلب العاصمة

الوجهة الأولى ستكون روح مدريد وقلبها التجاري النابض هو شارع "غران فيا" والذي يحتوي على الكثير من المطاعم والمحلات التجارية ومراكز التسوق الترفيه والمسارح، بالإضافة للعديد من الفنادق والأسطح ذات الإطلالة المميزة على قلب المدينة، وهو وجهة جميلة سواء في النهار أو الليل، حيث تعكس أضواؤه الليلية نشاط وصخب المدينة التي لا تنام.

شارع "غران فيا" قلب مدريد التجاري النابض والذي يحتوي على الكثير من المحال التجارية ومراكز التسوق (الجزيرة)

بالاتجاه غربا، يطل مبنى الكابيتول، أحد أبرز المعالم المعمارية والثقافية التي تجذب عدسات التصوير، بسبب شاشة النيون الملونة التي تعلوه، والتي باتت رمزا من رموز مدريد السياحية.

إعلان

وبإكمال الطريق، نصل إلى "ساحة إسبانيا" وهي واحدة من أكبر الساحات التي تشتهر بها العاصمة، وتحيط بها مساحات شجرية ومقاهي ومتاجر، وهي مثالية للراحة والتصوير والمشي، وتقام بها بين الحين والآخر مجموعة من الفعاليات الفنية والثقافية والبارازات الشعبية.

ساحة الشمس "بلازا دي سول" إحدى بوابات المدينة القديمة وتحتوي على مقر الحكومة التاريخي (الجزيرة)

وبالعودة شرقا، نصل إلى ساحة الشمس "بلازا دي سول" والتي تعرف بأنها نقطة الإنطلاق الصفرية نحو جميع المناطق في إسبانيا، وسميت بهذا الاسم لأنها إحدى بوابات المدينة القديمة، وتشتهر بوجود تمثال الدب مع الشجرة، الذي يمثل رمز بلدية مدريد، كما تحتوي على مقر الحكومة التاريخي، وفيها تقام بعض الأنشطة الرسمية والشعبية.

ومن هناك، نستطيع الوصول إلى الطرف الآخر من شارع "غران فيا" حيث تتربع مبان تاريخية كمبنى ميتروبوليس الأيقونة المعمارية الذي يعلوه تمثال "النصر المجنح"، ومبنى "تيليفونيكا" أول ناطحة سحاب في أوروبا والأطول في مدريد حتى عام 1953.

وينتهي الشارع من طرفه الآخر بمبنى بنك إسبانيا التاريخي، وقصر "سيبيليس" وهو مركز بلدية مدريد الحالي، وأخيرا بوابة "ألكالا" أول قوس نصر شيد في أوروبا بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية.

بوابة "ألكالا" أول قوس نصر شيد في أوروبا بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية (الجزيرة)

يوم ملكي

على مسافة ليست ببعيدة من مركز المدينة، يمكن الوصول مشيا نحو القصر الملكي، الذي بني بأمر الملك فيليب الخامس بين عامي 1738 و1764، ليكون أكبر قصر ملكي في أوروبا الغربية، ويضم حوالي 3418 غرفة ضمن مساحة إجمالية تبلغ 135 ألف متر مربع، لكنه يُستخدم اليوم في المناسبات الرسمية فقط، ولا تسكنه العائلة المالكة.

القصر الملكي في مدريد هو أكبر قصر ملكي في أوروبا الغربية ويستخدم اليوم للمناسبات الرسمية (الجزيرة)

يحتوي القصر على متحف مخصص للزوار، ويمكن خلال الجولة -التي تستغرق ساعات في حال الرغبة بالوقوف على التفاصيل- الدخول إلى قاعات القصر المختلفة كقاعة العرش والمرايا وغيرها من الغرف التي تحتوي مقتنيات ملكية، وفي خارج القصر ساحة تشرف على غرب مدريد، حيث يكون الغروب ساحرا فيها.

ومقابل بوابة القصر تماما، تقع كاتدرائية ألمودينا، والتي تعتبر المقصد الديني الرئيس لمدريد، والتي بدأ إنشاؤها عام 1883 بإشراف من الملك ألفونسو الثاني عشر لتكون قبرا لزوجته، لكن افتتاحها تأخر حتى عام 1993، وذلك لأسباب عدة منها وفاة المهندس، والحرب الأهلية الإسبانية، ونقص التمويل.

كاتدرائية ألمودينا تعتبر المقصد الديني الرئيس لمدريد والتي بدأ إنشاؤها عام 1883 (الجزيرة)

الوجهة بعد ذلك قد تكون "بلازا مايور"، وهي ساحة مركزية مستطيلة الشكل بطراز مدريدي كلاسيكي، محاطة بمبان سكنية من 3 طوابق تستخدم اليوم كسكنات سياحية، وتنتشر على دائرها مطاعم ومقاهي شعبية وحديثة، بينما تستخدم الساحة للعروض الشعبية في المناسبات والأعياد المختلفة.

يوم "مدريدي"

يتربع ملعب "سانتياغو برنابيو" للنادي الملكي "ريال مدريد" على رأس قائمة المناطق التي يرغب زوار مدريد بزيارتها، فالملعب الذي افتتح عام 1947، وأعيد افتتاحه بعد تجديده منتصف العام الحالي، بات من أكثر الملاعب تطورا بالتقنيات العالية المستخدمة فيه، وتتسع مدرجاته حاليا لحوالي 78 ألف و300 متفرج، ليصبح الآن من بين أفضل الملاعب تقنيا في أوروبا.

ملعب "ريال مدريد" يتربع على رأس قائمة المناطق التي يرغب ضيوف مدريد بزيارتها (نادي ريال مدريد)

ويمكن للزائر أن يقوم بجولة بانورامية لكافة مرافق الملعب، تستغرق حوالي ساعة على الأقل، تشمل زوايا عرض الكؤوس والإنجازات، وعروض معلومات وصور اللاعبين، ومدرجات الملعب وغرف وممرات اللاعبين، وتختتم الجولة في متجر يعرض كل ما يتعلق بالنادي الملكي.

المقاهي والمطاعم

ومن ناحية أخرى، تتميز مدريد بكثرة وتنوع خيارات المقاهي والمطاعم والأسواق التجارية، سواء الإسبانية أو العالمية، لكن المدينة تحتوي بعض المطاعم التراثية التقليدية.

إعلان

ويأتي في مقدمة المطاعم مطعم "سوبرينو دي بوتين" وهو أقدم مطعم في العالم مستمر في العمل بحسب موسوعة غينيس، حيث تأسس عام 1725، ومقهى "سان غينيس" الذي تأسس عام 1894 والمشهور بحلوى الشوروز التقليدية الإسبانية مع الشوكولاتة الساخنة.

تتميز مدريد بكثرة وتنوع خيارات الأسواق والمطاعم الشعبية في مركز المدينة (الجزيرة)

ولمحبي الأسواق الشعبية التقليدية، يمكن زيارة سوق "سان ميغيل" قرب "بلازا مايور" والذي يضم أكثر من 30 جناحا يقدّم أطعمة متنوعة، وسوق ذواقة يزوره أكثر من 7 ملايين شخص سنويًا، وفي منطقة "شويكا" يوجد سوق "سان أنتون" للمنتجات الطازجة ومطاعم الوجبات الخفيفة، وسوق "سان يديفونسو" الذي يوفر تجربة المأكولات الإسبانية الشعبية وأخرى من دول لاتينية وعالمية مختلفة.

تنتشر المقاهي والمحلات في ساحة مايور (الجزيرة)

يوم لكل الهوايات

وبعيدا عن الطعام والأسواق، توفر مدريد مساحات شاسعة لمحبي الهوايات المختلفة، ففي غرب المدينة تقع أول وأكبر حديقة عامة في مدريد، وتحتوي على مساحات خضراء واسعة للاسترخاء أو ممارسة المشي، وفيها حديقة الورود التي تضم أكثر من 20 ألف وردة من 600 نوع، ومعبد "دي ديبود" المصري، الذي أهدي إلى إسبانيا عام 1968 بفضل دعمها لإنقاذ معابد النوبة، وأعيد بناؤه داخل الحديقة.

حديقة "ريتيرو" كانت في السابق مقرا ترفيهيا للأسر الملكية لكنها افتتحت للجمهور في 1868 (الجزيرة)

وفي الطرف الآخر تماما، وسط مدريد نحو الشرق، تقع حديقة "ريتيرو" التي كانت في السابق مقرا ترفيهيا للأسر الملكية، لكنها افتتحت للجمهور سنة 1868، وهي مكان مناسب للأطفال وركوب الدراجات، وفيها بحيرة كبيرة يمكن استئجار قوارب خشبية لتجربة التجديف فيها، كما تحتوي على "قصر الكريستال" المصمم من الحديد والزجاج، ويُستخدم اليوم كمعرض للفن الحديث.

عشاق المتاحف

وقرب الحديقة، توفر مدريد فرصة ثلاثية لمحبي زيارة المتاحف، في مقدمتها متحف "البرادو" الذي يُعد المتحف الوطني الأهم في إسبانيا، وأحد أعرق المتاحف العالمية، ويضم مجموعة ضخمة من الفن الأوروبي من القرن الـ12 وحتى الـ20.

مدخل ساحة متحف برادو والتي أصبحت مكان للتجمعات والاحتجاجات (الجزيرة)

وعلى مقربة منه أيضا متحف الملكة صوفيا، أحد أهم متاحف الفن المعاصر، ويحتوي أعمالا للفنانين بيكاسو ودالي وغيرهم، لتكتمل الثلاثية بمتحف "تيسين بورنيميزا" الذي يتميز بتنوع فني واسع من عصر النهضة حتى القرن الـ20، ويعرض فيه أعمال لفنانين مثل فان غوخ، وسيزان، وغيرهم.

وفي جنوب مدريد يقع "ماتاديرو" أحد أشهر مشاريع التحول الحضري في مدريد، فقد تحول عبر قرن من الزمن من مجمع صناعي ضخم ومسلخ للمواشي إلى مركز ثقافي عالمي، يحوي صالات عرض ومسرحا للرقص، ومكتبة وثائق، وسينما وثائقية، وتقام فيه مهرجانات تفاعلية تعكس هوية المدينة الثقافية النابضة بالحياة.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا