آخر الأخبار

لوموند بعد 3 ساعات بغزة: مدينة مدمرة وفارغة من سكانها

شارك

قالت صحيفة "لوموند" إن مراسلها في القدس لوك برونير دخل مدينة غزة برفقة موكب عسكري إسرائيلي في زيارة نادرة دامت ثلاث ساعات، سمح فيها الجيش بدخول 15 وسيلة إعلام دولية إلى أجزاء من القطاع .

وأوضح المراسل أن هذه الزيارة تأتي بعد قرابة عامين من الحصار الكامل ومنع الصحفيين الأجانب من دخول غزة، ومع ذلك كشفت لهم حجم الدمار غير المسبوق، بعد أن دخلوا منطقة دمرت بشكل شبه كامل بفعل القصف والجرافات، وخلت تماما من سكانها الذين فر معظمهم نحو جنوب القطاع.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 جدعون ليفي: العالم لن ينسى إبادة غزة وسيتوارث الناس ذكراها جيلا بعد جيل
* list 2 of 2 ليبراسيون: الجنود الإسرائيليون العائدون من غزة سيمثلون أزمة نفسية هائلة end of list

ومنذ الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل حربا شاملة ومتصاعدة، أعلنت أنها تهدف لتدمير البنية التحتية لحماس، ولكنها دمرت كل القطاع، كما يقول المراسل.

مصدر الصورة تصاعد سحب الدخان والغبار الكثيف لحظة انهيار برج مشتهى وسط مدينة غزة (الجزيرة)

ووصف لوك برونير القطاع بأنه منطقة أشباح، تمتد فيها مشاهد الخراب من الحدود الشرقية مع إسرائيل حتى البحر الأبيض المتوسط، ولم يبق فيها شيء تقريبا على حاله، فالمنازل مدمرة، والأبنية منهارة، والمدارس مهدومة، والمساجد مسواة بالأرض.

سياسة الأرض المحروقة

وحسب الأمم المتحدة، 78% من المباني، و88% من المؤسسات التجارية، و77% من الطرق دمرت أو تضررت خلال عامين من الحرب، كما أن حجم الأنقاض يقدر بأكثر من 61 مليون طن، 15% منها ملوثة بمواد سامة.

وتعد هذه الأرقام -حسب المراسل- دليلا على سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها إسرائيل في حملتها العسكرية، التي شاركت فيها الجرافات العسكرية إلى جانب القصف الجوي والمدفعي في إزالة أحياء كاملة من الخريطة.

وفي قلب هذا الدمار، يغيب البشر تماما عن المشهد -كما يقول المراسل- لأن السكان الذين كانوا يعدون بالملايين فرض عليهم التهجير القسري نحو الجنوب، تحت التهديد بالقوة، فتجد الشقق السكنية كما هي، فيها ألعاب أطفال على الأرض، وملابس مبعثرة، مما يدل على هروب سريع ومفاجئ.

إعلان

الوضع الإنساني بالغ السوء -كما نقل المراسل- حيث تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 1.5 مليون شخص بحاجة إلى مأوى طارئ، وسط نقص حاد في الغذاء، وغياب شبه تام للخدمات الطبية، خاصة أن منظمات ك الصليب الأحمر الدولي و أطباء بلا حدود اضطرت إلى تعليق عملياتها بسبب كثافة القصف.

وفي خضم هذه الجولة -كما يقول لوك برونير- حاول الجيش الإسرائيلي تبرير العمليات عبر عرض نفق بطول كيلومتر، زعم أنه وجد تحت المستشفى الميداني الأردني في غزة، وقال إنه كان يستخدم لتصنيع الصواريخ، وأكد أن العمليات مستمرة لاستئصال "البنية التحتية الإرهابية".

ومع ذلك نبه المراسل إلى أن طبيعة القتال على الأرض قد تغيرت، لأن حماس لم تعد تخوض مواجهات مفتوحة، بل لجأت إلى حرب عصابات صغيرة، تشمل عمليات قنص، وعبوات ناسفة، وكمائن في مبان مدمرة.

مكان لا يصلح للعيش

أما على الصعيد البشري، فالحرب حصدت أرواح أكثر من 66 ألف فلسطيني، وجرحت 170 ألفا آخرين، معظمهم من المدنيين والأطفال، وفق تقديرات جهات دولية ومنظمات إنسانية تؤكد موثوقية هذه الأرقام، وقد أقر بها رئيس الأركان الإسرائيلي السابق هيرتسي هاليفي .

غزة بعد الحرب تبدو مكانا لا يصلح للعيش، مدينة أشباح مدمرة في بنيتها، فارغة من سكانها، ومهددة في بيئتها وصحتها العامة، مما يعني أن القطاع كما كان، لم يعد موجودا

وذكر المراسل بأن الدمار لا يقتصر على المباني والسكان، بل يمتد إلى الطبيعة والبيئة، ووصف أحد الجنود الإسرائيليين الشباب ذلك قائلا "غزة.. جنون جنون جنون"، وهو يلوح بيديه ليصف حجم الدمار، الطبيعة نفسها تبدو وكأنها اختفت، 97% من المحاصيل الزراعية اختفت منذ 2023، كما أن الثروة الحيوانية دمرت بالكامل تقريبا.

إضافة إلى ذلك، يهدد انهيار شبكات الصرف الصحي وتلوث المياه الجوفية -حسب المراسل- بجعل غزة غير صالحة للحياة لفترة طويلة، حتى في حال التوصل لوقف إطلاق نار.

وبالفعل حذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة من أن الأثر البيئي للحرب قد يدمر الصحة العامة في غزة لأجيال قادمة.

وختم لوك برونير تقريره بوصف قاتم قائلا إن "غزة بعد الحرب تبدو مكانا لا يصلح للعيش، مدينة أشباح مدمرة في بنيتها، فارغة من سكانها، ومهددة في بيئتها وصحتها العامة، مما يعني أن القطاع كما كان، لم يعد موجودا".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا دونالد ترامب اسرائيل حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا