آخر الأخبار

محللون إسرائيليون: غموض خطة ترامب لغزة يهدد بفشلها

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

تناولت 3 مقالات رأي في صحيفة هآرتس اليسارية الإسرائيلية خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديدة لوقف إطلاق النار وإعادة إعمار قطاع غزة ، محلّلةً أبعادها وتداعياتها من زوايا مختلفة.

واستعرض الكُتّاب الثلاثة -جاك خوري ومايكل راتني وجوناثان ليس- في مقالاتهم كيف تدفع الخطة حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) إلى اتخاذ خيار مؤلم، ولماذا تفتقر إلى المصداقية وقابلية التنفيذ، وكيف يمكن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المتهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية بجرائم في قطاع غزة- أن يستغل غموضها لتأجيل تنفيذها أو إفشالها بالكامل.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 محللون بريطانيون: خطة ترامب خدعة لفرض استعمار جديد على غزة
* list 2 of 2 تسيبي ليفني: سيكون من الصعب جدا ترميم صورة إسرائيل في الخارج end of list

احتلال ناعم أو عنيف

في مقاله، يجادل محرر الشؤون العربية بالصحيفة جاك خوري بأن خطة وقف إطلاق النار التي اقترحها ترامب تضع حركة حماس أمام أصعب قرار منذ بدء الحرب: فإما القبول بشروط تعادل عمليا الاستسلام، أو رفضها ومواجهة تدمير إسرائيلي أشد بدعم أميركي.

فالموافقة تعني تسليم الأسرى الإسرائيليين -آخر أوراق القوة لدى حماس – مقابل وعد مبهم بانسحاب عسكري إسرائيلي، وإدارة مؤقتة متعددة الجنسيات، وتحول لاحق نحو سيطرة أمنية فلسطينية، حسب الكاتب.

كما أن الخطة تفتقر إلى جداول زمنية واضحة أو إستراتيجيات لإعادة الإعمار أو أفق سياسي حقيقي، أما الرفض، فيمنح إسرائيل ذريعة بتدمير ما تبقى من قطاع غزة إلى أن يتحقق الاحتلال الكامل، "حتى لو كان ذلك على حساب حياة الأسرى الإسرائيليين".

وبالنسبة لحماس والقيادة الفلسطينية الأوسع، قد يجلب القبول وقفا لإطلاق النار ومساعدات إنسانية وصفقات تبادل أسرى، لكنه لن يقدّم أكثر من ذلك، حسبما يرى خوري.

ونقل الكاتب عن القيادي في حماس محمد مرداوي القول إن الخطة -التي لم تُعرض حتى الآن على أي فصيل فلسطيني- تعكس وجهة النظر الإسرائيلية بشكل شبه كامل، وتهدف إلى وقف الزخم الدولي نحو إقامة دولة فلسطينية.

إعلان

كما أن نموذج الحكم الذي تقترحه يعتمد -من وجهة نظره- على تكنوقراط وأموال أجنبية مع الإبقاء على سيطرة إسرائيلية غير محددة المدة.

ويضع خوري هذا المأزق في سياق تاريخي مألوف، من اتفاقات أوسلو إلى خطة الانسحاب الإسرائيلي عام 2005، مشيرا إلى أن هناك "فجوة واضحة" بين ما تتعهد به إسرائيل وما تنفذه فعليا.

غير أن جوهر الخطة -كما يراها الكاتب- هو الاختيار بين احتلال أجنبي "ناعم" تديره أطراف أجنبية، أو احتلال إسرائيلي "عنيف" لا يعرف المساومة، من دون أي مسار نحو السيادة الفلسطينية.

نقاط ضعف الخطة

أما السفير الأميركي السابق لدى الرياض، مايكل راتني، فيقر في مقاله بأن خطة ترامب المكونة من 20 بندا تتضمن بعض العناصر الإيجابية.

ويشير هنا إلى تعهّد نتنياهو العلني بعدم ضم غزة أو تهجير سكانها قسرا، والحكم الذاتي الفلسطيني وحتى إمكانية إقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف.

ورغم أنه يزعم أن تنفيذ خطة البيت الأبيض بالكامل سيكون أفضل بكثير من الوضع القاتم والمرهق القائم حاليا، فإنه يحذر من أخذ تصريحات ترامب أو نتنياهو على أنها تعني أن الخطة ستُنفَّذ فعليا.

كما لا ينبغي -برأيه- النظر إلى هذه التصريحات باعتبارها تحولا جوهريا في مسار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، رغم ثقة ترامب بها.

واستطرادا، يؤمن راتني بأن بعض الأفكار الكبرى -مثل إنشاء مجلس سلام يرأسه ترامب نفسه- تبدو غير واقعية.

ويضيف أن النسخة النهائية من الخطة أُفرِغت من مضمونها عبر ثغرات صيغت لإرضاء الاعتبارات السياسية الإسرائيلية الداخلية، مما قوّض مصداقيتها لدى الأطراف الإقليمية الفاعلة.

بيد أن أحد العيوب الجوهرية -حسب المقال- هو أن الانسحاب العسكري الإسرائيلي من غزة مشروط بتحقيق "مراحل" مرتبطة بنزع السلاح، يتم التفاوض بشأنها بين الجيش الإسرائيلي وقوة دولية لتحقيق الاستقرار، معتبرا أن ذلك يترك وتيرة الانسحاب ومداه تحت السيطرة الإسرائيلية تقريبا.

مصدر الصورة خطة السلام تنص على أن تعمل الولايات المتحدة مع شركاء عرب ودوليين لتطوير قوة استقرار دولية مؤقتة لنشرها فورا في غزة (الأوروبية)

وفي تقدير راتني أن أي خطة لإعادة الحياة إلى غزة ستتطلب -في نهاية المطاف- ما هو أكثر من قيادة الولايات المتحدة للعملية، أو نزع سلاح حماس، أو امتثال السلطة الفلسطينية، أو دعم المنطقة.

لكنه يستدرك منبها إلى أن نهج إسرائيل تجاه أي أمر يتعلق بالفلسطينيين يتسم بالحذر، والتردد، وكثرة الشروط، والارتباط بالحسابات السياسية.

نتنياهو يماطل

وفي مقاله، يتناول الكاتب جوناثان ليز الغموض الذي يكتنف خطة ترامب، مشيرا إلى أنه يمنح نتنياهو مساحة واسعة لتأجيلها أو تقويضها.

ورغم دعم نتنياهو العلني للخطة، فإن المراقبين الإسرائيليين والدوليين يشككون في التزامه بتنفيذها، مستشهدين بسوابقه في إبطاء المفاوضات وإفشال صفقات تبادل الأسرى خوفا على حكومته، حسبما يؤكده ليز.

ويشير كاتب المقال إلى أن نتنياهو هدد في تصريحات بمعية ترامب بمواصلة الحرب حتى "القضاء على حركة حماس" إذا لم تتعاون.

وفي تقدير ليز أن الخطة نفسها تفتقر إلى جداول زمنية وآليات تنفيذ واضحة، وهو ما يسمح لنتنياهو بالمماطلة وإعاقتها.

إعلان

ووفقا للمقال، فإن الخطة تثير أسئلة جوهرية لم تُحسم، مثل: "ماذا سيحدث إذا لم تتمكن حماس من العثور على جميع الرهائن أو إطلاق سراحهم خلال 72 ساعة؟ ومن يقرر أي الأسرى الفلسطينيين يجب أن تطلق إسرائيل سراحهم؟ وهل سيسمح لقادة حماس بالبقاء في غزة إذا تخلوا عن السلاح، وهل يمكنهم الاحتفاظ بأسلحتهم الشخصية؟".

ويرى الكاتب ليز أن كل هذه الثغرات تفتح الباب أمام تأجيج الخلافات والتأجيل، مضيفا أن بعض المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن نتنياهو ليس بحاجة حتى لتخريب الخطة عمدا، لأن بنودا رئيسية فيها غير قابلة للتنفيذ أصلا.

وقد أعلن سكرتير الحكومة يوسي فوكس بالفعل أن السلطة الفلسطينية لن تحكم غزة أبدا، وأن الخطة لن تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية، وهو موقف يشاركه فيه نتنياهو وائتلافه بالكامل، حسب تعبير المقال.

ويخلص ليز إلى أنه "رغم تصوير خطة ترامب على أنها تمثل اختراقا في الصراع الإسرائيلي العربي، فإنها تعاني مشاكل في التصميم والتنفيذ، فغموضها يعيد لإسرائيل أسراها، ويتيح لنتنياهو تعطيلها دون رفضها علنا مع استمرار السيطرة العسكرية على قطاع غزة".

الخلاصة

صفوة القول إن المقالات الثلاث تكشف عن خلل عميق في خطة ترامب، حيث تطرق جاك خوري إلى أنها تُخَيِّر الفلسطينيين بين الاستسلام والدمار، بينما يفضح راتني ضعفها الهيكلي واعتمادها على تعاون إسرائيلي غير مضمون.

أما جوناثان ليز، فقد أوضح أن غموضها يتيح لنتنياهو فرصة للمماطلة والتخريب. وفي النهاية، تبدو الخطة عاجزة عن إنهاء الحرب أو إطلاق مسار سلام حقيقي، وهو خلاصة ما ذهبت إليه المقالات.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا