إسرائيل تعتذر عن هجومها على قطر خلال اتصال أجراه الرئيس الأمريكي مع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ورئيس الوزراء الإسرائيلي#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/RaP4WNFGnG
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) September 29, 2025
أعلنت الخارجية القطرية، اليوم الاثنين، أن إسرائيل اعتذرت عن هجومها على قطر في 9 سبتمبر/أيلول الجاري، في اتصال هاتفي مشترك أجراه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني .
وقالت الوزارة، في بيان، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي قدّم خلال الاتصال "اعتذاره عن هذا الهجوم وانتهاك السيادة القطرية، ما أسفر عن استشهاد المواطن القطري بدر الدوسري، متعهدا بعدم تكرار أي استهداف لأراضي دولة قطر في المستقبل".
من جانبه، أكد رئيس الوزراء القطري "رفض دولة قطر التام والقاطع المساس بسيادتها تحت أي ظرف من الظروف، مشددا على أن حماية المواطنين والمقيمين على أرضها تمثل أولوية قصوى"، كما رحب "بالضمانات المقدمة حيال حماية دولة قطر من الاستهداف والتعهدات بعدم تكرار هذه الاعتداءات".
كما أبدى رئيس الوزراء القطري استعداد بلاده "لمواصلة الانخراط في العمل للوصول لنهاية للحرب في قطاع غزة في إطار مبادرة الرئيس الأميركي، استمرارا على النهج الذي طالما التزمت به الدولة تجاه حل الأزمات عبر السبل الدبلوماسية، وبما يتوافق ودورها في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي".
وكان مصدر دبلوماسي مطلع قال للجزيرة في وقت سابق إن نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية ، اعتذر عن انتهاك سيادة دولة قطر ومقتل رجل أمن قطري في الهجوم.
وأوضح المصدر أن ذلك جاء في اتصال هاتفي بمبادرة من ترامب خلال اجتماعه مع نتنياهو في البيت الأبيض ، اليوم الاثنين، وأن المباحثات جرت بمشاركة الأطراف الثلاثة.
من جهته، أكد البيت الأبيض لاحقا أن "نتنياهو أعرب عن أسفه لانتهاك إسرائيل سيادة قطر، وأكد أن إسرائيل لن تنفذ مثل هذا الهجوم مرة أخرى".
🇺🇸🇶🇦 🇮🇱مكالمة هاتفية بحضور الرئيس ترامب جرت الآن يعتذر فيها نتنياهو من رئيس وزراء قطر عن الضربة التي وجهها إلى الدوحة، وعن مقتل رجل أمن قطري.
— White House in Arabic البيت الأبيض بالعربية (@WHinarabic) September 29, 2025
كما أبدى نتنياهو "أسفه البالغ لمقتل رجل أمن قطري دون قصد في الضربة الصاروخية على قيادات حماس في قطر"، على حد تعبير البيت الأبيض.
وأضاف البيت الأبيض أن "رئيس الوزراء القطري رحب بالتصريحات وأكد استعداد قطر لمواصلة المساهمة الهادفة لتحقيق أمن الإقليم"، مشيرا إلى أن ترامب والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ونتنياهو "بحثوا مقترحا لإنهاء الحرب في غزة وآفاق شرق أوسط أكثر أمنا".
مراسل الجزيرة في الدوحة صهيب العصا يستعرض تداعيات اعتذار نتنياهو لرئيس الوزراء القطري عن انتهاك سيادة الدوحة#الأخبار pic.twitter.com/xwtg3rF8lr
— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 29, 2025
وواجهت إسرائيل إدانة عربية ودولية واسعة بعدما قصفت العاصمة القطرية، حيث استهدفت مقرات سكنية لأعضاء الوفد القيادي لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) بينما كانوا مجتمعين لمناقشة مقترح ترامب لوقف إطلاق النار في غزة.
ونجا قادة حماس من الهجوم، في حين استشهد 5 من أفراد حركة حماس وعنصر من قوة الأمن الداخلي القطري.
ووصفت قطر -التي تقوم بدور الوسيط لإنهاء حرب الإبادة في غزة منذ نحو عامين- الهجوم الإسرائيلي بأنه عدوان غادر وإرهاب دولة، مؤكدة أنه يعتدي على مبدأ الوساطة بحد ذاته، وتعهدت باتخاذ كل الإجراءات لحماية أمنها وسلامة أراضيها.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر قوله إن قطر طلبت اعتذار نتنياهو شرطا لاستمرار مشاركتها في المفاوضات، كما نقلت الهيئة عن مصدر أن نتنياهو لم يبلغ وزراء حكومته بقضية الاعتذار لقطر.
من جهة أخرى، وصف الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان الخبير بالشؤون الاستخباراتية نتنياهو بأنه "بطل الإخفاقات والاعتذارات".
لماذا لم يُبلغ نتنياهو وزراءه بتقديم الاعتذار لقطر؟ محمود يزبك يحلل المشهد#الأخبار pic.twitter.com/YWgxNiLoJb
— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 29, 2025
وقال ميلمان إن ترامب أجبر نتنياهو على الاعتذار لرئيس الوزراء القطري عن الهجوم على الدوحة، كما أجبره الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما على الاعتذار لرجب طيب أردوغان -رئيس الوزراء التركي آنذاك- عن مهاجمة أسطول الحرية عام 2010.
وفي عام 1997، اعتذر نتنياهو لملك الأردن الحسين بن طلال عن محاولة اغتيال القيادي في حركة حماس خالد مشعل في عمّان. وأضاف ميلمان "يقر بيبي (نتنياهو) العمليات المشبوهة ويعتذر عن فشلها".
في الوقت نفسه، استنكر وزراء وبرلمانيون إسرائيليون اعتذار نتنياهو، ولا سيما وزراء اليمين المتطرف إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وأوريت ستروك.
أما رئيس حزب "الديمقراطيين" المعارض يائير غولان، فقال إن نتنياهو "أذل نفسه وانحنى"، واصفا إياه بالضعيف.