اللقاء بين ترامب ونتنياهو في واشنطن يثير اهتماماً عالمياً، وتشير الخطة المتداولة إلى انسحاب إسرائيل تدريجياً، وحكومة انتقالية بتمويل عربي ورقابة دولية، فيما عبر نتنياهو لقطر عن "أسفه" بعد هجوم الدوحة.
نشر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خطته بشأن غزة قُبيل مؤتمره الصحفي المرتقب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في واشنطن، نقلاً عن رويترز وفرانس برس.
وقالت مصادر في البيت الأبيض إن الخطة تنص على أن يترأس ترامب لجنة تشرف على المرحلة الانتقالية في القطاع، مشيرة إلى أن الحرب ستنتهي فور موافقة الطرفين على الاقتراح. وأوضحت أنه في حال تأخرت حركة حماس أو رفضت المقترح، فإن بنوده ستُنفذ في مناطق "خالية من الإرهاب" تحت إشراف الجيش الإسرائيلي.
وأكد البيت الأبيض أن إسرائيل لن تحتل غزة أو تضمها، وأن أحداً لن يُجبر على مغادرة القطاع، مضيفاً أن غزة يجب أن تكون منطقة خالية من "التطرف والإرهاب" وألا تشكل تهديداً لجيرانها.
وبحسب الخطة، ستفرج إسرائيل، بمجرد إطلاق جميع الرهائن، عن 250 سجيناً محكوماً بالمؤبد، إضافة إلى 1700 معتقل من غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. كما سيجري الانسحاب الإسرائيلي وفق معايير وإطارات زمنية مرتبطة بعملية نزع السلاح.
وتتضمن الخطة أيضاً أن تطلق إسرائيل رفات 15 فلسطينياً مقابل كل رهينة إسرائيلي يُسلم جثمانه، وأن يُعفى عناصر حماس الذين يسلّمون أسلحتهم ويلتزمون بالتعايش السلمي.
وأوضح البيت الأبيض أنه خلال 72 ساعة من إعلان إسرائيل قبول الاتفاق، سيُعاد جميع الرهائن الأحياء ورفات القتلى.
كما أشارت المصادر إلى أن واشنطن ستطلق حواراً بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى "أفق سياسي" يفتح الباب أمام تعايش سلمي ومستقر.
أفادت القناة 13 الإسرائيلية، أن مسؤولين قطريين إضافيين من المتوقع أن يصلوا إلى واشنطن قريباً، في إطار الجهود المبذولة لدفع الاتصالات المتعلقة بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة.
ووفقاً لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة، فإن قطر تمارس ضغوطاً على حركة حماس للموافقة على المقترح الأمريكي، وأبلغت واشنطن بإمكانية التوصل إلى تفاهمات من جانب الحركة.
ونقلت الهيئة عن مسؤول أجنبي مشارك في المفاوضات قوله إن حماس قد تُبدي استعداداً للموافقة على نزع السلاح، لكن "بشروط محددة"، مشيراً إلى أن من بين الأفكار المطروحة في هذا السياق إنشاء آلية دولية تتولى مهمة استلام سلاح الحركة.
ورغم هذه التطورات، تبقى قضية نزع السلاح العقبة الأساسية أمام تنفيذ خطة ترامب، في ظل العديد من التساؤلات حول مدى قابليتها للتطبيق.
أعلن البيت الأبيض أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عبر لنظيره القطري، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، عن "أسفه" للهجوم الذي نفذته إسرائيل على الدوحة، وذلك خلال اتصال هاتفي ثلاثي بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضح البيت الأبيض في بيان، أن نتنياهو أبدى أسفه لانتهاك إسرائيل للسيادة القطرية" و"أكد أن إسرائيل لن تنفذ مثل هذا الهجوم مرة أخرى في المستقبل".
وأضاف البيان، أن "نتنياهو أبدى أسفه البالغ بسبب مقتل فرد أمن قطري دون قصد في الضربة الصاروخية الإسرائيلية على قيادات حماس في قطر".
وناقش القادة مقترحاً لإنهاء الحرب في غزة وآفاق شرق أوسط أكثر أماناً، كما وافق القادة على اقتراح ترامب بإنشاء آلية ثلاثية الأطراف، وفق البيت الأبيض.
وأشار البيت الأبيض، إلى أن ترامب أبدى رغبته في وضع العلاقات الإسرائيلية القطرية على مسار إيجابي بعد سنوات من الشكاوى المتبادلة وسوء الفهم.
خرجت مظاهرة تصف نفسها بالـ "مناهضة للصهيونية" أمام البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن، وفق رويترز، بالتزامن مع لقاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
في أول رد فعل رسمي إسرائيلي على "أسف" رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لنظيره القطري بشأن الغارة التي استهدفت العاصمة الدوحة، في سبتمبر/أيلول الماضي، وصف وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، العملية بأنها "هامة وعادلة وأخلاقية لا مثيل لها".
وفي منشور عبر حسابه على منصة إكس، قال بن غفير إن من "يرسل وحوشاً لحرق أطفال واغتصاب نساء وخطف مسنات" – في إشارة إلى هجوم حركة حماس – يجب أن يعلم أنه "لا يوجد مكان آمن له في العالم"، بحسب تعبيره.
وهاجم الوزير الإسرائيلي قطر، واصفاً إياها بأنها "دولة داعمة وممولة ومحرضة على الإرهاب"، مضيفاً: "لا مال يمكن أن يطهّر أيديها من الإرهاب".
وفي سياق متصل، علّق زعيم حزب الديمقراطيين، يائير جولان، على "الأسف" الذي قدّمه نتنياهو للدوحة، قائلاً في منشور على إكس: "يا لها من إهانة! لهزيمة حماس".
وأشار زعيم حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، في منشور على موقع إكس، إلى أن ما حدث يمثل أمراً غير معقول، مشيراً إلى أن نتنياهو "قدّم اعتذاراً" للقطريين الذين لم يدينوا حتى الآن أحداث السابع من أكتوبر، "في حين لم يعتذر للشعب الإسرائيلي رغم ما شهدته البلاد في عهده من قتل واغتصاب وخطف لآلاف الإسرائيليين"، على حد تعبيره.
تعترف حالياً بدولة فلسطينية نحو 75 في المئة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، البالغ عددها 193 دولة.
وفي الأمم المتحدة، تتمتع الدولة الفلسطينية بوضع "دولة مراقبة دائمة"، ما يتيح لها المشاركة في الأعمال، لكن دون حق التصويت.
وبعد اعتراف بريطانيا وفرنسا الأسبوع الماضي، أصبحت الدولة الفلسطينية تحظى بدعم أربعة من الأعضاء الدائمين الخمسة في مجلس الأمن الدولي، وهم: الصين وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا.
وقد اعترفت كل من الصين وروسيا بالدولة الفلسطينية منذ عام 1988، ما يترك الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، الدولة الوحيدة من بين الأعضاء الدائمين التي لم تعترف بها.
وكانت واشنطن قد اعترفت بالسلطة الفلسطينية، التي يترأسها حالياً محمود عباس، منذ تشكيلها في منتصف التسعينيات.
ومنذ ذلك الحين، أعرب عدد من الرؤساء الأمريكيين عن دعمهم لإقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف – لكن دونالد ترامب لم يكن من بينهم.
لم تُعرض خطة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، المكونة من 21 نقطة، رسمياً بعد.
ويقول ويتكوف، إن الولايات المتحدة قد وضعت خطة سلام جديدة من 21 نقطة للشرق الأوسط وغزة.
لا تزال تفاصيل الخطة شحيحة، ولم تُعرض رسمياً بعد. لكن تقارير إعلامية إسرائيلية مختلفة عرضت ما يُقال إنها بنودها الرئيسية.
تتضمن هذه النقاط، بحسب ما ورد، ما وصفته صحيفة تايمز أوف إسرائيل بأنه مسار نحو دولة فلسطينية مستقبلية.
ورفض نتنياهو بشدة فكرة إقامة دولة فلسطينية في خطابه الأخير أمام الأمم المتحدة.
كما أفادت التقارير بأن الخطة ستُمكّن الفلسطينيين من البقاء في قطاع غزة، بدلاً من تشجيع الكثيرين على المغادرة.
من المؤكد أن هذه البنود - إذا تأكدت - ستكون محور نقاش خلال لقاء ترامب - نتنياهو.
وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل - التي أفادت باطلاعها على نسخة من الاقتراح الأمريكي - أن المقترح يتضمن أيضاً التزاماً من حماس بنزع سلاحها، بالإضافة إلى نزع سلاح غزة بالكامل، وإطلاق عملية لنزع التطرف من سكانها.
من الواضح أن على كلٍّ من حماس والحكومة الإسرائيلية تقديم تنازلات أكبر مما التزمتا به حتى الآن، إذا أُريد للخطة، كما وردت، أن تحظى بأي فرصة للنجاح.
أفاد موقع أكسيوس، الاثنين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، "وقدم له اسفاً عن سقوط رجل أمن قطري في هجوم الدوحة "، وذلك خلال وجود نتنياهو في البيت الأبيض.
وقال مصدر لشركاء بي بي سي في الولايات المتحدة، نقلاً عن مسؤول مُطلع على تفاصيل المكالمة: "تلقى رئيس الوزراء القطري اتصالاً مشتركاً من الرئيس ترامب، ورئيس الوزراء نتنياهو، خلال لقائهما في البيت الأبيض".
وأضاف المصدر "عبر نتنياهو لرئيس الوزراء القطري في الاتصال الثلاثي عن "أسفه" لانتهاك سيادة قطر ومقتل رجل أمن في الهجوم على الدوحة".
قالت القناة 12 الإسرائيلية، إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أجرى اتصالاً هاتفياً بأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قبل لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض.
كما قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن وفداً قطرياً رفيع المستوى وصل إلى البيت الأبيض في واشنطن، وذلك في إطار الجهود لدفع صفقة وقف إطلاق النار في غزة قدماً.
قال رئيس محكمة الليكود الداخلية، ميخائيل كلاينر، إن "نتنياهو سيقول نعم لترامب حول الخطة" الخاصة بإنهاء الحرب في غزة.
وأضاف في تصريحات لقناة أي 24 الإسرائيلية: "نتنياهو لن يطلب أي تعديلات على اقتراح ترامب..هناك مصلحة مشتركة أمريكية وإسرائيلية وفلسطينية والعالم برمته لإنهاء الحرب".
"النقاط الـ21 لترامب، قدمت لنا الأساس لبناء الخطة التي تشمل نقاط نحبها ونقاط لا نحبها..لا توجد فوارق كبيرة كما كان في السابق ويمكن التغلب على جميعها إذا ما توفرت النية"، وفق كلاينر.