دبي، الإمارات العربية المتحدة ( CNN )-- تحدث مقتدى الصدر زعيم "التيار الوطني" الشيعي في العراق، الاثنين، على الانتخابات البرلمانية المقبلة في بلاده، والتي يقاطعها تياره ، ورد على الانتقادات التي توجه لأنصاره، محذرا من التصعيد قبل التصويت من جانب من وصفهم بـ"عشاق السلطة ومحبي الكراسي ومن يسيل لعابهم للأموال والمناصب".
وقال مقتدى الصدر، في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، تويتر سابقا: "إنها الانتخابات الأولى في العراق من دون التيار الشيعي الوطني، وهذا ما أدى إلى تزايد المخاوف عند المشتركين.. وتزايدت معها تكهناتهم للسيناريوهات المحتملة.. لذلك قيل إن (التيار الشيعي الوطني) سوف يمنع الوصول إلى صناديق الاقتراع بالقوة، وقيل إنه سوف يثير الفتن لكي لا تكون الأجواء جاهزة لإقامة الانتخابات.. وقيل إنه سوف يستعين بقواعده الشعبية المليونية وإنزالهم إلى الشارع باحتجاجات ومظاهرات كي لا تكون سلمية أو غير ذلك".
وأردف الصدر قائلا: "نعم، (اللي بعبه صخل يمعمع)، بل وكل إناء بالذي فيه ينضح، لأن الأمر لو كان معكوسا لفعلوها، بل ولأتوا بما هو أسوأ، بل إن بعضهم يتمنى ألا تكون هناك انتخابات في موعدها المحدد لأنه غير متيقن من نتائجها، فقد لا تكون لصالحه أو لكي يبقى بما حصل عليه من مغانم، وكأن وجوده أهم من العملية الديمقراطية إن وُجدت"، حسب وصفه.
وأردف زعيم التيار الشيعي العراقي في منشوره: "ولكن الغريب أن سهامهم ما زالت تُوجه نحو (التيار الشيعي الوطني) على الرغم من اعتزاله للعملية الديمقراطية، فضلا عن انتخابات مهلهلة لا تسمن ولا تغني من جوع.. يتربع من خلالها الخاسرون ويهيمن فيها الفاسدون ويبتعد عنها الذين سنوا قانون التجريم وقانون (الأمن الغذائي)".
وأكد مقتدى الصدر: "لكن لا يُرمى بالحجر إلا الشجر المثمر كما هو معروف...ولا ثمار لهم بطبيعة الحال"، وحذر: "فليتوقع الجميع وخلال ما تبقى من أيام لموعد الانتخابات تصعيدا من قبل عشاق السلطة ومحبي الكراسي ومن يسيل لعابهم للأموال والمناصب".
وقال الصدر: "فإن أردتم التصعيد، فأنتم تعلمون أننا لها ولن تخيفنا تهديداتكم ولن تضرنا سهامكم.. فما هي إلا شقشقة هدرت تم تتحول بعد الإعلان عن النتائج إلى صراعات بينكم أنتم الذين اشتركتم بها.. فالشعب وعي وللوطن رعى.. وسوف يقاطع المقاطعون ويشترك من أراد الاشتراك لكنه سيتبع تعليمات علمائه وحكمائه وسوف لن يعطي صوته للمجرب فالمجرب لا يُجرب...".
وأكد الزعيم الشيعي العراقي: "لكنهم لو كانوا من أهل الحكمة والنظر الثاقب لتركوا كل هذه الترهات وأخذوا بنظر الاعتبار التحديات والمخاطر التي تحيط بالعراق وشعبه من الداخل والخارج، ولا سيما في خضم ما يحدث في المنطقة والتي لن يكون العراق بمنأى عنها إذا ما تركوا الأهم وخاضوا بالترهات.. فالسلاح منفلت في عراقنا الحبيب، والاختراق مستمر، وقواتنا الأمنية لا رعاية لها ولا سيما الحشد الشعبي الذي تنازل الساسة عن سن قانونه سابقا بعد أن صدعوا رؤوسنا بقدسيته، ومن يتنازل عن نفع الحشد المقدس سوف يتنازل عن باقي مقدساته وبكل وهن وضعف واستكانة مع شديد الأسف".
وقال: "مضاف إلى ملفات الجفاف، والتلوث، والكهرباء، وسوء التعليم، وتردي الاقتصاد وحماية الحدود، والملفات الصحية والمستشفيات التي تعاني الويلات، والملفات الأمنية التي ليس لها من راع، فسلاح بعض العشائر من ناحية وسلاح الميليشيات من جهة ومقرات الميليشيات التي صارت في كل زقاق بلا نفع غير وجود أسلحة قد تنفجر وما من متضرر إلا الدم العراقي"، حسب تعبيره.
وختم مقتدى الصدر قائلا:" فيا أيها الرهط، إن كنتم تدعون أن قوتكم قوة للعراق وشعبه، فالعراق وشعبه في خطر، إذ البطالة مستشرية، والأفكار المنحرفة والمتشددة متفشية، والأمراض منتشرة والفقر والفساد الأخلاقي يتزايد، فالخطر خطر ديني وعقائدي وليس خطرا وطنيا فقط.. فأين أنتم من (التشيع)؟؟".