آخر الأخبار

رفقاء قطر الخيرية.. تعرف على أكبر مشروع لكفالة الأيتام بالعالم

شارك

يشهد العالم يوميا تحوّل عشرات الآلاف من الأطفال إلى أيتام نتيجة الحروب والكوارث الطبيعية والأوبئة والمجاعات، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود أكثر من 150 مليون يتيم حول العالم، يعيش معظمهم في الدول الفقيرة والنامية، ويتركزون بشكل خاص في مناطق النزاعات مثل فلسطين و سوريا و العراق و أفغانستان .

وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، جاء مشروع "رفقاء" التابع لجمعية قطر الخيرية كأكبر منصة عالمية لكفالة الأيتام، إذ يقدّم الرعاية لأكثر من 220 ألف يتيم في 49 دولة.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 الأضاحي المعلبة.. مبادرة إنسانية لإطعام غزة المحاصرة
* list 2 of 2 تكافل يضيء عتمة النزوح في خيام غزة end of list

ولم يأت اختيار اسم "رفقاء" صدفة، بل استند إلى المكانة العظيمة لكافل اليتيم في الإسلام، حيث وعد النبي -صلى الله عليه وسلم- كافل اليتيم بمرافقته في الجنة، وهو شرف عظيم يعكس قيمة هذا العمل الإنساني.

انطلقت المبادرة رسميا في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2013 استنادا إلى الخبرة الطويلة التي راكمتها قطر الخيرية منذ تأسيسها عام 1982 في مجال رعاية الأيتام، والتي تطورت من مبادرة محلية إلى جمعية خيرية عالمية. وقد سعت المبادرة منذ بدايتها إلى تقديم نموذج متكامل للرعاية يتجاوز الدعم المالي إلى تقديم خدمات التعليم والصحة والإيواء والتمكين الاقتصادي، بما يضمن تنشئة الأيتام في بيئة آمنة ومستقرة تحفظ كرامتهم وتحقق تطلعاتهم.

ولتعزيز سهولة التواصل والدعم، دشنت المبادرة موقعها الإلكتروني (Rofaqa.com)، الذي يتيح للمتبرعين من مختلف أنحاء العالم كفالة الأيتام بطريقة إلكترونية آمنة وسريعة. كما يوفر الموقع فرصة للتعرف على ظروف الأيتام واحتياجاتهم الأساسية، مما يساهم في توجيه الدعم بشكل فعّال ويقوي العلاقة الإنسانية بين الكافل واليتيم، وهو ما يجعل من "رفقاء" منصة رائدة في العمل الخيري الرقمي.

وقد حصدت المبادرة تقديرا إقليميا ودوليا، كما حصلت على جائزة التميز في مجال رعاية الأيتام بدول مجلس التعاون الخليجي (كافل)، وجائزة السنابل للمسؤولية المجتمعية في مؤسسات رعاية الأيتام.

مصدر الصورة عبد العزيز حجي: رفقاء يهدف لتوسيع مفهوم الكفالة بحيث لا تقتصر فقط على توفير الدعم المعيشي لليتيم (الجزيرة)

مشروع متكامل

ويقول مدير إدارة العمليات التنموية بقطر الخيرية عبد العزيز حجي "رفقاء هي مظلة متكاملة لرعاية الأيتام، وقد وصلنا اليوم إلى ما يقرب من 220 ألف كفالة. وعند البحث، وجدنا أنه لا يوجد أي منظمة في العالم تقدم رقما قريبا من هذا الرقم، وهو ما يعني أننا بحمد لله أكبر منصة لرعاية الأيتام في العالم، ونقوم الآن بنقل تجاربنا في موضوع كفالة الأيتام للعديد من الدول خلال حضور بعض المؤتمرات واللقاءات سواء داخل قطر أو خارجها".

إعلان

ويضيف للجزيرة نت الكفالة لدينا مقسمة إلى عدة أنواع، مثل كفالة يتيم، وكفالة أسرة، وكفالة طالب، وكفالة معاق، وقد جاءت فكرة مبادرة "رفقاء" لتوسع مفهوم الكفالة بحيث لا تقتصر فقط على توفير الدعم المعيشي لليتيم، بل تشمل الجوانب التربوية والقيمية والصحية والتعليمية.

وأردف قائلا "الهدف هو رعاية اليتيم من كل جوانب الحياة، وقد وصلنا إلى مرحلة أننا نوفر للأسر التي نكفل أبناءها مشاريع تمكين اقتصادي، على سبيل المثال، نوفر للنساء مشاريع مثل ماكينات الخياطة. فنحن لا نكتفي بتقديم الكفالة الشهرية للأسر، بل نوفر لهم مصادر دخل أساسية".

وتابع حجي "نقوم بحملات موسمية مثل توزيع الأضاحي، والحقائب الشتوية، السلال الرمضانية والغذائية، والحقائب المدرسية، وجميعها تستهدف الأسر والأيتام الذين نكفلهم، وهذا يعكس اهتمامنا بتوفير حياة كريمة لهذه الأسر". كما أسسنا وحدة متخصصة في برامج تربوية الأيتام تحت مبادرة "فُرقان"، والتي تشمل برامج لقاءات وفعاليات، وأيضا الجانب القرآني الذي يتيح نوعا من التنافس بين مكفوليننا.

من بين أبرز أنشطة "فُرقان"، تنظيم مسابقة للقرآن تجمع الأيتام في الدوحة بالتعاون مع الجهات الرسمية ووزارة الأوقاف القطرية، وقد بدأنا بإجراء مقابلات مع المحكّمين للتصفيات، وسيصل حوالي 30 إلى 40 متسابقا للنهائيات في الدوحة.

مصدر الصورة قطر الخيرية شيدت مدارس لتعليم الأيتام في عدة دول (الجزيرة)

الدور الأبوي

وبحسب حجي تبذل قطر الخيرية جهودا مستمرة لتعزيز الدور الأبوي لليتيم من خلال الفعاليات والأنشطة التربوية والترفيهية والتعليمية المختلفة، إضافة إلى ذلك، لدينا موقع مخصص لتحقيق أمنيات الأيتام يسمى "أمنيتي"، حيث يتم رفع احتياجات اليتيم للكافل أولا، وفي حال عدم الاستطاعة يُعرض الطلب في الموقع للتبرع، وهذا يعكس التميز في تعاملنا مع الكفالات.

وأضاف "نحن نعمل على تغطية جميع احتياجات الأيتام بشكل شامل، لذلك أطلقنا مشروع "مدينة الحياة للأيتام" في إسطنبول بتركيا ، وهي أكبر مدينة سكنية تعليمية للأيتام في العالم تستهدف 2000 يتيم، وتهدف المدينة إلى توفير بيئة متكاملة للتعليم والرعاية الصحية والاجتماعية للأيتام من مختلف دول العالم، وتضم مرافق متنوعة كالمدرسة والمساكن والملاعب والمسجد".

وأكد حجي أن رفقاء تنظم لقاءات أسبوعية وشهرية مع الأيتام في مختلف البلدان، مثل ألبانيا والبوسنة، لأن لديها مدارس ومراكز تدريب خاصة للأيتام في تلك الدول، كما تقدم هذه المراكز خدمات أكاديمية وحرفية لتأهيل الأيتام لسوق العمل.

ويؤكد مدير إدارة العمليات التنموية بقطر الخيرية أن التحديات الرئيسية تشمل صعوبة الوصول للأيتام، خاصة في بعض الدول، بالإضافة إلى تحديات تحويل الأموال، ولتجاوز هذه التحديات، قمنا بتعيين مشرفين محليين لكل مجموعة من الأيتام.

أما عن حالات النجاح، فيقول لدينا المئات من النماذج المشرّفة، مثل مستشار رئيس وزراء الصومال الذي كان مكفولا لدينا، وكذلك، لدينا مكفولون أصبحوا كافلين ويساهمون الآن في العمل الخيري.

وشدد حجي على أن مشروع رفقاء يهدف إلى تمكين الأيتام حتى سن 23 بدلا من 18، كما يوفر المنح الدراسية للأيتام ليواصلوا تعليمهم أو يلتحقوا بمراكز تدريب تؤهلهم لسوق العمل، مضيفا "برامجنا ممتدة وتشمل اتفاقيات مع جامعات مثل جامعة مقديشو حيث خرجنا آلاف الطلاب، ونحن مستمرون في دعم الأيتام حتى يصبحوا أفرادا فعّالين في مجتمعاتهم، ونحرص على التكامل بين مختلف الجوانب التعليمية، الصحية، والتمكينية".

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا