آخر الأخبار

محلل عسكري لهآرتس: خطة ترامب تحرم نتنياهو من الانتصار

شارك

في لقاء يُتوقع أن يكون الأكثر أهمية منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يجتمع اليوم الاثنين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع ترامب لمناقشة الخطة الأميركية الجديدة المكوّنة من 21 بندا لإنهاء الحرب في غزة ومحاولة تجديد عملية السلام في المنطقة.

ويرى المحلل العسكري لصحيفة هآرتس، عاموس هرئيل، أن "قبولها لن يُعد انتصارا لنتنياهو"، بل على العكس، قد تكشف التناقضات بين وعوده لقاعدته اليمينية وما تتطلبه التسوية الفعلية.

تفكيك ادعاءات نتنياهو

بحسب هرئيل، فإن هذا اللقاء يأتي في ظل أجواء مختلفة عن الاجتماعات الثلاثة السابقة التي عقدها نتنياهو مع ترامب منذ عودته إلى الرئاسة في يناير/كانون الأول الماضي. ويقول "هذه المرة، يُثير الجانب الأميركي آمالا كبيرة، إذ غرّد ترامب نفسه أمس قائلا: "هناك فرصة لحدث كبير في الشرق الأوسط . ولأول مرة، الجميع مهتم"، وهو ما يعكس الرهان الأميركي على إمكانية تحقيق اختراق حقيقي".

التفاصيل المسربة عن خطة ترامب، التي صاغها بالتعاون مع فريقه وفي مقدمتهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير وصهره جاريد كوشنر الذي عاد للواجهة السياسية، تتجاوز "الوعود الجوفاء" بحسب وصف هرئيل. فالمؤشرات تدل على أن واشنطن عازمة هذه المرة على الدفع جديا بالمسار الجديد، خصوصا بعد الاجتماع الأخير لترامب مع قادة الدول العربية والإسلامية في نيويورك.

ويستدعي المحلل العسكري تسويق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي صورة مفادها أن الخطة أميركية المضمون، لكن "ببصمة إسرائيلية" واضحة، حيث تم تسريب أن نتنياهو ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر "شاركا في ربط كل فاصلة في نقاط ترامب". غير أنه يشير إلى أن مثل هذا الخطاب قد لا يُستقبل جيدا في واشنطن، لأن "الرئيس لا يحب أن يتقاسم الفضل، وبالتأكيد لا يريد أن يُصوّر على أنه دمية نتنياهو".

إعلان

ويُضيف هرئيل أن الادعاء الإسرائيلي مشكوك في صحته، رغم أن نتنياهو ما زال يتمتع بـ"نفوذ غير عادي على ترامب يتجاوز القوة الحقيقية لإسرائيل".

ويرى المحلل العسكري أن النسخة الحالية من خطة ترامب ليست سوى تحديث لخطة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن منتصف العام الماضي. يومها وافق نتنياهو على الخطة ثم تراجع عن تنفيذها بذريعة مختلفة. ويؤكد أنه إذا ما جرى القبول بالنسخة الجديدة، فهي لن تكون "انتصارا كبيرا لرئيس الوزراء"، بل على العكس، تحمل عناصر تتناقض بشكل صارخ مع تعهداته لليمين.

فالخطة، بحسب التسريبات، لا تتضمن "الحل النهائي لمشكلة حماس"، إذ إن تفكيك الحركة كقوة عسكرية منظمة تحقق بالفعل قبل أشهر. فهي لا تفرض "نزع سلاح كامل للقطاع"، بل على العكس تنص على "انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من غزة". وإضافة إلى ذلك، لن تتحقق "الأوهام الخطيرة لليمين الإسرائيلي المتشدد التي روج لها نتنياهو، مثل إعادة الاستيطان في غزة وتهجير السكان الفلسطينيين.

من بين النقاط الحساسة في الخطة، منح السلطة الفلسطينية دورا محدودا في الترتيبات المستقبلية. ووفق التقرير، شدد نتنياهو مؤخرا على "سعيه لمنع السلطة الفلسطينية من المشاركة"، لكن الصيغة الأميركية تسمح بوجودها بدرجة معينة، وهو ما قد يعرضه لانتقادات من شركائه اليمينيين. ومع ذلك، يمكن لنتنياهو أن يسوق الأمر داخليا باعتباره "إنجازا باستبعاد السلطة في المراحل الأولى من الخطة بفضل علاقاته الوثيقة مع ترامب".

إحباط اليمين الإسرائيلي

وبالنسبة لموقف حماس، فيرى هرئيل أنها لم تُبدِ موقفا نهائيا من الخطة الجديدة لأنها لم تُعرض بشكل رسمي بعد، ولكنه يرى أن الحركة ستواجه "ضغوطا هائلة من الدول العربية للرد بإيجابية". ويضيف أن "مشكلتها الرئيسية تكمن في التوفيق بين مطلبها التقليدي بإنهاء الاحتلال والانسحاب الإسرائيلي الكامل، وبين مسألة إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة".

غير أنه يرى أن التنازلات المطلوبة ستكون "شديدة الصعوبة" على ائتلاف نتنياهو، فهي لا تقتصر على الانسحاب من غزة ومنع إعادة الاستيطان، بل تشمل أيضا التزام ترامب العلني بأنه "لن يسمح بضم المستوطنات في الضفة الغربية ". والأكثر حساسية هو نية الإفراج عن نحو 200 أسير فلسطيني من المحكومين بتهم قتل إسرائيليين، وهي خطوة ستجد الأحزاب اليمينية صعوبة كبيرة في قبولها.

إذا قرر ترامب فرض سلطته بالكامل على نتنياهو، فسيكون الأخير أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الامتثال وبالتالي انهيار ائتلافه الحاكم، أو الدخول في مواجهة مباشرة مع البيت الأبيض. ويذكّر هرئيل بأن نتنياهو دأب على "إغراق الرؤساء الأميركيين بمشاكله الداخلية"، معتمدا على أن ذلك يدفعهم غالبا لمزيد من المراعاة والمرونة، غير أن الأمر قد يكون مختلفا هذه المرة مع ترامب.

ويقول هرئيل: "من الأفضل لترامب أن يتذكر أن نتنياهو لا يواجه أي عائق حقيقي أمام الموافقة على صفقة أسرى حتى في حكومة انتقالية، إذ إن المحكمة العليا لن تتدخل غالبا، خصوصا بعد أن وعد زعيم المعارضة يائير لبيد بمنح نتنياهو شبكة أمان سياسية لدعم الصفقة".

إعلان

ويلفت المحلل العسكري إلى أن وزير الدفاع السابق بيني غانتس يبدو "على بُعد خطوة أو اثنتين من العودة إلى الائتلاف"، بعدما انفصل عمليا عن شركائه في المعارضة، مشيرا إلى أن خطوة كهذه قد تمنح نتنياهو مخرجا سياسيا إذا ما قرر المضي في التنازلات المطلوبة.

في الخلاصة، يشدد هرئيل على أن الأهم ليس مستقبل نتنياهو السياسي، بل إنهاء الحرب التي تحولت منذ أشهر طويلة إلى "حرب عبثية في قطاع غزة". ويذكّر بأن قرار نتنياهو المتهور بخرق وقف إطلاق النار في مارس/آذار الماضي والعودة إلى القتال، كان وراء استمرار النزيف الحالي.

ويختم بالقول إن أحداث الأيام الأخيرة، ومنها إجبار الجيش على بث خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة عبر مكبرات الصوت لسكان غزة، "تُبرز الحاجة الملحّة لوقف القتل، وإطلاق سراح المختطفين، وإعادة جثث القتلى للدفن".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا