دبي، الإمارات العربية المتحدة ( CNN ) -- أثار مقطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الجدل بين المستهلكين بشأن ظهور طماطم بيضاء اللون من الداخل أو ، وسط مزاعم بأنها رُشّت بمادة كيميائية تعرف باسم "الإيثريل" لتسريع عملية النضج، بينما دفعت وزارة الزراعة ذلك.
وفسّرت وزارة الزراعة، في بيان لها، أن ظاهرة الطماطم البيضاء "لا ترتبط مُطلقًا بأي مواد ضارة، وإنما ترجع لأسباب طبيعية وفنية، أبرزها تعرض الثمار للإجهاد الحراري الناتج عن تقلبات درجات الحرارة، أو خلل في التسميد مثل نقص البوتاسيوم والكالسيوم أو زيادة النيتروجين".
وأوضحت الوزارة أن هذه العوامل تؤثر على إنتاج صبغة "الليكوبين" المسؤولة عن اللون الأحمر للطماطم، ما يؤدي لظهور اللون الأبيض في بعض الأجزاء الداخلية"، مُشددة على أن استهلاك هذه الثمار "آمن تمامًا ولا يشكل أي مخاطر صحية".
وقال رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة المصرية، محمد فهيم، إن "ظاهرة القلب الأبيض التي تظهر داخل ثمار الطماطم خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، خاصة في بداية فصل الخريف، هي نتيجة لظروف فيسيولوجية طبيعية تتسبب فيها التذبذبات الحرارية، وتختفي بمرور الوقت"، مضيفًا أن الظاهرة تحدث "عندما يتسبب اختلاف درجات الحرارة في نضج القشرة الخارجية للطماطم بشكل كامل، بينما يظل القلب الداخلي للثمرة أبيض، وهو ما يظهر بشكل خاص في الحجرات الداخلية للثمرة".
وأشار فهيم، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، إلى أن "الظاهرة ليست جديدة، حيث تتكرر كل عام، إلا أن العام الحالي تم ربطها بشائعة استخدام مادة "الإيثريل" في رش الطماطم".
وأكد فهيم أن الطماطم التي تظهر بها هذه الظاهرة "صالحة تمامًا للاستهلاك البشري، ولا تشكل أي خطر صحي أو تأثير سلبي على المستهلك".
وفيما يتعلق بمادة الإيثريل، قال فهيم إنها مادة مسموح بها في الاتحاد الأوروبي، وتستخدم في تلوين وتسريع نضج بعض المحاصيل، ولكنها ليست اقتصادية للاستخدام في الخُضر مثل الطماطم، مضيفًا أن هناك زيادة كبيرة في المعروض من محصول الطماطم خلال الفترة الأخيرة، مما أدى إلى انخفاض أسعارها؛ لأنها تتأثر بعوامل العرض والطلب، حيث يظل الطلب ثابتًا بينما يزيد العرض بشكل ملحوظ .
تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن حجم إنتاج مصر من الطماطم تجاوز 6.7 مليون طن سنويًا، من مساحة زراعية تصل إلى أكثر من 367 ألف فدان. ويحتل المحصول المركز التاسع بين صادرات البلاد الزراعية الطازجة، بكمية بلغت نحو 52 ألف طن في عام 2024 وأكثر من 80 ألف طن خلال النصف الأول من عام 2025 .
واستبعد نقيب الفلاحين المصريين، حسين أبوصدام، ما تم تداوله من شائعات حول رش الطماطم بمادة الإيثريل لتسريع النضج والتلوين، مؤكدًا أن "ارتفاع سعر هذه المادة يجعل استخدامها غير مجدٍ اقتصاديًا في الطماطم، حيث تستخدم بشكل محدود في بعض الفواكه كما التفاح، للحصول على لون خارجي فقط، كما أن الطماطم التي ترش بهذه المادة ستكون غير ناضجة، ذات لون خارجي أحمر، ولكنها ستظل خضراء من الداخل، وهو ما يجعلها غير صالحة للأكل" .
وأوضح أبوصدام، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية"، أن ما أسماه بـ"التجويف الأبيض" في الطماطم يعود إلى ثلاثة أسباب رئيسية: أولًا، التغيرات المناخية، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تغير فيسيولوجي في النبات يسبب القلب الأبيض، ثانيًا، بعض أصناف الطماطم التي تتسم طبيعيًا بوجود قلب أبيض، وأخيرًا، قد يكون السبب زيادة التسميد النيتروجيني ونقص التسميد بالبوتاسيوم والكالسيوم .
وأكد أبوصدام، أن هذه الظاهرة لا تؤثر على صحة المستهلكين، وأنه يمكن استخدام الطماطم ذات "القلب الأبيض" في العديد من الأغراض، مثل الطهي، مضيفًا أن هناك رقابة مشددة على المنتجات الزراعية، وأن "هذه الشائعات تتكرر سنويًا في نفس التوقيت، وتفتقر إلى أساس علمي" .
من ناحية أخرى، قال أبوصدام إن زيادة المساحات المنزرعة بالطماطم أدت إلى خسائر للفلاحين بسبب بيع المحصول بأسعار أقل من تكلفة الإنتاج، موضحًا أن هذه المساحات تخطت 550 ألف فدان، بينما لا يتجاوز حجم ما يتم تصديره الـ500 ألف طن ما بين طازجة ومجمدة وصلصة، مطالبًا بضرورة التوسع في تصدير الفائض منها للخارج .
وأشار إلى أن هناك كميات ضخمة من إنتاج الطماطم في السوق، في ظل تداخل العروات على مدار العام التي تغطي حجم الاستهلاك، باستثناء الفترة الحالية التي يتأثر فيها إنتاج الطماطم بارتفاع درجات الحرارة في شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران، مما يؤدي إلى قلة العرض وارتفاع الطلب نتيجة لفترة المدارس، متوقعًا انخفاض الأسعار الشهر المقبل مع بدء حصاد العروة الشتوية.