أعلن الجيش البولندي اليوم الأحد أن طائراته وطائرات دول أخرى في حلف شمال الأطلسي ( ناتو ) بدأت العمل في أجواء البلاد نظرا لنشاط الطائرات الروسية البعيد المدى، في حين رصدت الدانمارك مسيّرات جديدة.
وقال الجيش البولندي -في بيان- إنه بعد تفعيل القوات الجوية، أقلعت طائرات حربية، ووُضعت منظومات الدفاع الجوي والاستطلاع الراداري في حالة استعداد قصوى.
وتابع أن هذه الإجراءات ذات طابع وقائي، وهدفها تأمين المجال الجوي وحماية البولنديين، خصوصا في المناطق المهددة.
وأكد الجيش البولندي أن قيادة العمليات تتابع الوضع الراهن، وهي على أهبة الاستعداد للاستجابة الفورية.
ويأتي هذا التطور بعد أسبوعين من اختراق مسيّرات الأجواء البولندية وإسقاط بعضها من قبل دفاعات الحلف الأطلسي.
واتهمت دول أعضاء في الناتو روسيا بتعمد اخترق أجواء بولندا، لكن موسكو نفت ذلك بشدة.
وقبل 10 أيام، أعلن الحلف الأطلسي أن سلاح الجو التابع له اعترض مقاتلات روسية انتهكت المجال الجوي لإستونيا، ونفت موسكو أيضا أن تكون مقاتلاتها انتهكت أجواء إستونيا العضو في الحلف.
وفي مقابلة مع الجزيرة، قال الفريق آندروس ميريلو، قائد قوات الدفاع الإستونية، إن روسيا تخطت كل الحدود، وباتت تتعمد مضايقة جيرانها.
وأكد ميريلو أن إستونيا والناتو مستعدان لكل الاحتمالات، لكن ذلك لا يعني الاقتراب من الحرب.
في غضون ذلك، كشف وزير الدفاع البريطاني جون هيلي عن اعتزام بلاده نشر طائرات من دون طيار بريطانية الصنع لإنشاء ما وصفه بجدار دفاعي لحماية حلف شمال الأطلسي من العدوان الروسي.
وقال هيلي في تصريحات لصحيفة التلغراف إن ما وصفها بالمناورات المتهورة والخطيرة ستقابل برد فعل من دول الناتو، بما في ذلك الدفاعات الحدودية الجديدة.
وأضاف أن بريطانيا ستنتج كميات كبيرة من المسيّرات باستخدام تقنيات التصنيع الحديثة، وستزود أوكرانيا بآلاف منها.
وكان قادة أركان دول الحلف الأطلسي اختتموا أمس السبت اجتماعا استمر يومين في ريغا، عاصمة لاتفيا، ضمن اللجنة العسكرية للحلف.
وناقش المجتمعون قدرات الحلف ووضع الجبهة الشرقية، بالإضافة إلى مراجعة انتشار القوات ورفع مستوى الكفاءة والردع.
وخلال الاجتماع، قال رئيس اللجنة العسكرية للحلف الأطلسي الأدميرال جوزيبي كافو دراغوني إن كل اختراق لحدود الحلف الجوية والبرية والبحرية سيقابل برد حاسم.
ومن نيويورك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن أي عدوان على بلاده سيكون الرد عليه حاسما، وحذر من إسقاط أي طائرة داخل المجال الجوي الروسي.
وقبل أيام، أطلق الحلفاء عملية "الحارس الشرقي" لتعزيز حماية الحدود الشرقية للناتو في وجه ما يعتبرونها تهديدات متزايدة من روسيا.
وبالتزامن مع تصاعد التوتر مع روسيا، يُجري الناتو مناورات عسكرية في بحر الشمال بمشاركة 13 دولة.
على صعيد آخر، أعلن الجيش الدانماركي اليوم أن مسيّرات رُصدت الليلة الماضية لليوم الثاني على التوالي فوق مواقع عسكرية في البلاد.
وقالت وسائل إعلام دانماركية إن السلطات لم تغلق أي مطارات إثر رصد المسيّرات.
وقبل أسبوع، تسبب رصد مسيّرات غامضة في أجواء الدانمارك في إغلاق عدد من المطارات، ولمحت السلطات إلى احتمال ضلوع روسيا في ذلك، وهو ما نفته الأخيرة عبر سفارتها في كوبنهاغن.
ووصفت الحكومة الدانماركية الأحداث بـ"الهجوم الهجين"، ويشتبه المحققون في أن تكون هناك جهة محترفة تهدف لبث الاضطراب في البلاد.
في الأثناء، أعلن وزير النقل الدانماركي توماس دانييلسن اليوم أن المجال الجوي للبلاد سيُغلق أمام جميع المسيّرات المدنية من الاثنين إلى الجمعة كإجراء أمني بمناسبة انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي.