في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أفادت صحيفة تايمز البريطانية أن حدة التوترات تصاعدت في الآونة الأخيرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد سلسلة من العمليات الجوية الاستفزازية، بعد توغل طائرات روسية في أجواء الحلفاء.
وذكرت الصحيفة في تقرير إخباري أن بعض دول الحلف تخشى أن تؤدي خطوة خاطئة واحدة إلى اندلاع الحرب العالمية الثالثة.
وقالت إن هذه التطورات وضعت الحلف أمام معضلة إستراتيجية كبرى حول ما إذا كان يتعين عليه الاكتفاء باعتراض الطائرات الروسية لإبعادها كما جرت العادة، أو إصدار أمر بإسقاطها.
وأضافت أن هذه هي المعضلة التي تتمحور حولها النقاشات داخل الحلف الآن، بعد سلسلة من العمليات الجوية الروسية الاستفزازية فوق أراضي دول الناتو .
وأشارت إلى أن الجدل قد احتدم عقب تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الثلاثاء- الذي أعرب فيه عن اعتقاده بضرورة أن يستخدم الناتو القوة ردا على تلك الانتهاكات.
غير أن الموقف الرسمي لحلف الناتو إزاء ما حدث اتسم بما وصفته الصحيفة البريطانية بالغموض الإستراتيجي، إذ تبقى قواعد الاشتباك سرية لمنع موسكو من استغلالها.
ونقلت تايمز عن الأمين العام للناتو مارك روته تأكيده بأن كل قرار سيُتخذ بناءً على معطيات استخباراتية دقيقة تشمل نية الطائرة وتسليحها والمخاطر المحتملة على قوات الحلفاء أوالمدنيين أو البنى التحتية.
قادة عسكريون: على الحلف الأطلسي ضبط النفس وتجنب الاندفاع بتهور نحو التصعيد مع روسيا
ولفتت إلى أن العديد من القادة العسكريين يرون أن على الحلف ضبط النفس وتجنب الاندفاع بتهور نحو التصعيد مع روسيا.
وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إنه لا يرى مبررا للوقوع بالكامل في ما أسماه "فخ استفزازات" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، داعيا الناتو إلى التصرف "برزانة وحذر ومن دون تهويل، ولكن بحزم".
ومن جانبه، حذر قائد الجيش الفنلندي الجنرال يان جاكولا من اتخاذ قرارات عشوائية قد تؤدي لعواقب وخيمة.
في المقابل، يرى آخرون أن التردد يشجع موسكو على مواصلة الاستفزازات، بحسب الصحيفة ناقلة عن الوزير الليتواني السابق غابرييليوس لاندسبيرغيس اعتباره أن غياب الخطوط الحمراء هو الخطر الحقيقي، داعيا إلى التهديد بضرب صواريخ كروز مواقع إطلاق الطائرات المسيّرة الروسية بصواريخ كروز إذا تكررت الانتهاكات.
وبينما أعلنت بولندا استعدادها لإسقاط أي طائرة عسكرية روسية تخترق أجواءها، تدرس دول مثل السويد والدنمارك وإستونيا سن تشريعات تمنح قواتها صلاحيات مماثلة، فيما تسعى أوكرانيا لإرسال ألف جندي إلى بولندا للمشاركة في تدريبات دفاع جوي مشتركة، طبقا لتقرير تايمز.
وتفيد الصحيفة أن ثمة خيارات أخرى أقل تصعيدا مطروحة على الطاولة، أبرزها آلية تسمح لدول الحلف بتنفيذ هجمات سيبرانية "استباقية سرية" على أهداف روسية، على حد تعبير المقدم كريستوف كون، رئيس أركان مركز الدفاع السيبراني التابع للناتو في إستونيا، الذي استشهدت تايمز بأقواله.
ومع أن إسقاط الطائرات الروسية قد يرسل رسالة ردع قوية -طبقا للتقرير الصحفي- إلا أن أي خطوة من هذا النوع تتطلب دعما سياسيا وعسكريا واضحا من جميع أعضاء الحلف، ولا سيما الولايات المتحدة ، التي بدا رئيسها ترامب مترددا بشأن تقديم دعم عسكري في هذا الشأن.
وترى الصحيفة أن هناك عقبة أخرى تتمثل في أن بعض دول الناتو -مثل إستونيا- تعتمد إلى حد كبير على طائرات أو بطاريات دفاع جوي من الحلفاء.