آخر الأخبار

وول ستريت جورنال: بلير سيتولى منصب الحاكم المؤقت لغزة

شارك

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين عرب وأميركيين أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير سيتولى منصب الحاكم المؤقت ل قطاع غزة بموجب خطة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وبموجب خطة للبيت الأبيض يجري اقتراحها على القادة العرب والإسرائيليين، فإن بلير البالغ من العمر 72 عاما سيرأس هيئة باسم السلطة الانتقالية الدولية بغزة، وتحظى بدعم قوة حفظ سلام دولية بقيادة عربية، إلى أن تتمكن من تسليم السيطرة الكاملة للفلسطينيين، وستدير القطاع لعدة سنوات.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب وأميركيين مطلعين على الخطة أن طاقم الهيئة المقترحة سيضم مجموعة من التكنوقراط الفلسطينيين.

ويحذر مسؤولو البيت الأبيض من أن الخطة التي تشمل بلير هي واحدة من عدة مقترحات قيد الدراسة، ولا تزال تواجه عقبات كبيرة، بما في ذلك الحصول على موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحركة المقاومة الإسلامية ( حماس )، الذين سيتعين عليها الإفراج عن جميع الأسرى والموافقة على نزع السلاح.

لكن محللين يقولون إن الخطوط العريضة للخطة حظيت حتى الآن باستقبال جيد من عدة دول عربية وبعض القادة الفلسطينيين، وإن دعم ترامب لها يجعلها الخطة الأكثر حظا بالنجاح مقارنة بأي خطة سابقة.

ولم يتضح بعد حجم الدور الذي سيلعبه بلير، وما إذا كان سيتولى مسؤوليات إدارية مباشرة أم سيكون رئيس هيئة إشرافية أشبه بـ"مجلس حكام". ولم يرد مكتب بلير على طلبات التعليق.

وكان بلير، الذي شغل منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة بين 1997 و2007، قد دفع خلال الأشهر الماضية بخطة لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، إذ التقى قادة عربا ومسؤولين في البيت الأبيض، وفقا لمسؤولين عرب وأميركيين. وفي أواخر أغسطس/آب، التقى ترامب وكبار مسؤولي البيت الأبيض، وكذلك صهر ترامب ومبعوثه السابق إلى الشرق الأوسط جاريد كوشنر، لمناقشة الخطوط العريضة للخطة.

شخصية مثيرة للجدل

وسيكون بلير شخصية مثيرة للجدل في غزة. فهو معروف في المنطقة بقراره عام 2003 إرسال قوات بريطانية لدعم الغزو الأميركي للعراق، وهو القرار الذي اعتُبر الأكثر إثارة للجدل في مسيرته، وخلص تحقيق رسمي لاحقا إلى أنه استند إلى معلومات استخباراتية جزئية ومغلوطة بشأن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل.

إعلان

وقد ارتبط اسم بلير بغزة لأول مرة بعيد الحرب، عندما اقترحت الحكومة الإسرائيلية أن يساعد في تنسيق المساعدات الدولية للقطاع. ولم يتم تنفيذ ذلك حينها، لكن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، الذي أسس شبكة واسعة عبر "معهد توني بلير للتغيير العالمي"، واصل عقد لقاءات مع جميع الأطراف خلال العام الماضي.

وتسارعت هذه الجهود خلال الأشهر الماضية، بعد أن قوبلت خطة ترامب في وقت سابق من العام، والتي دعت لأن تدير الولايات المتحدة القطاع وتنقل سكانه إلى خارجه، برفض واسع.

وكانت صحيفة هآرتس نقلت عن مصدر سياسي عربي لم تسمه أن الخطة الأميركية تتضمن إشراف بلير على عملية إعادة إعمار غزة وإدارتها، بمشاركة قوات دولية تتولى مهمة مراقبة وحماية حدود القطاع.

ونقلت الصحيفة عن المصدر أن الخطة التي جرى عرضها على قادة عرب، تتضمن في مرحلة لاحقة نقل إدارة القطاع إلى السلطة الفلسطينية ، غير أنها لا تحدد جدولا زمنيا لذلك.

وقبل يومين، ذكرت صحيفة لوتان السويسرية أن ثمة تحركات دبلوماسية ربما يكون الهدف منها هو التصدي لما يمكن أن تتمخض عنه موجة الاعتراف الحالية بدولة فلسطين، مبرزة -في هذا الإطار- عودة بلير للواجهة.

وذكرت أن لديه خطة سلام "منافسة" تهدف إلى رسم ملامح "اليوم التالي"، ليس فقط لغزة، بل للأراضي الفلسطينية بأكملها.

ووفقا للتقارير، فإن هذه الخطة تحمل بصمة جاريد كوشنر ، صهر الرئيس ترامب، وقد حظيت منذ ذلك الحين بموافقة البيت الأبيض .

وذكرت الصحيفة أن الخطة المذكورة لا تتضمن إنشاء دولة فلسطينية، بل تنص على تهميش السلطة الفلسطينية في غزة، مؤقتا على الأقل.

سجل بلير

ويمتلك بلير أيضا سجلا في جهود صنع السلام. فقد لعب دورا محوريا في عملية السلام في أيرلندا الشمالية التي تُوجت باتفاق "الجمعة العظيمة" عام 1998، منهية عقودا من العنف الطائفي بين الجمهوريين الكاثوليك المطالبين بوحدة أيرلندا وبين أغلبية بروتستانتية ضئيلة تعتبر نفسها بريطانية. وأسفر النزاع عن مقتل 3700 شخص.

وقد قال بلير مرارا إن تلك الاتفاقات ما تزال نموذجا يُحتذى، خصوصا في دفع القادة السياسيين لمواجهة ما وصفها بالعناصر المتشددة داخل قواعدهم الشعبية. وأضاف في مقابلة مع "بي بي سي" عام 2023: "كان هناك قادة مستعدون، حتى لو كلفهم ذلك ثمنا سياسيا شخصيا، لمواجهة العناصر المتصلبة في أحزابهم والمضي قدما. ولهذا السبب تشكل تلك التجربة درسا لعمليات السلام في كل مكان".

ومنذ مغادرته السلطة، خاض بلير مسيرة مهنية نشطة، إذ شغل بين 2007 و2015 منصب مبعوث الشرق الأوسط لما يُعرف بـ"اللجنة الرباعية" الدولية (الولايات المتحدة، الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، وروسيا) بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية ودفع حل الدولتين. كما عمل مع مسؤولين خلال إدارة ترامب الأولى، وخاصة جاريد كوشنر، في محاولة لإحلال سلام دائم في المنطقة.

كما أن للمملكة المتحدة تاريخا طويلا في المنطقة، فقد أدارت أجزاء واسعة منها لعقود، ولعبت دورا محوريا في إنشاء إسرائيل. ورغم كونها حليفا تقليديا لتل أبيب، فإنها أصبحت تشعر بقدر متزايد من الإحباط من حكومة نتنياهو ومن طول أمد حرب غزة. وخلال الأسبوع الماضي، انضمت إلى عدة دول أوروبية أخرى في الاعتراف بدولة فلسطين، وهي خطوة يقول محللون إنها ربما أكسبتها بعض الرصيد لدى الدول العربية كوسيط مقبول.

إعلان

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إنه لا علاقة للمملكة المتحدة بالخطة الرامية إلى إشراك بلير في إدارة غزة بعد الحرب.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا