صنعاء..
سقوط ضحايا مدنيين جراء غارات إسرائيلية استهدفت مقر جهاز الأمن القومي في مدينة صنعاء القديمة.فيديو متداول من المكان#اليمن pic.twitter.com/YEtUERvzcp
— فارس الحميري Fares Alhemyari (@FaresALhemyari) September 25, 2025
صنعاء- هزّت عشرات الانفجارات العنيفة والقوية الناجمة عن أوسع قصف إسرائيلي على العاصمة صنعاء ، عصر الخميس. وأعلنت السلطات الصحية ارتفاع ضحايا العدوان إلى 8 قتلى و142 جريحا في حصيلة غير نهائية.
ورصدت الجزيرة نت دوي أصوات "انفجارات مرعبة" شهدتها صنعاء في وقت الذروة عصرا، حيث الحركة المرورية وزحمة السيارات على أشدها في الطرقات. وجراء القصف، اختلطت الدماء بالأشلاء وبحجارة المنازل المدمرة.
وبحسب وسائل إعلامية تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، فإن "العدوان الإسرائيلي" استهدف:
وبحسب شهود عيان تحدثوا للجزيرة نت، فإن القصف الإسرائيلي طال مواقع مدنية، حيث تهدمت وتضررت عشرات المنازل والمباني، وأدى القصف لسقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.
ونقلت قناة المسيرة التابعة للحوثيين عن مصدر بجهاز الأمن والمخابرات قوله إن العدوان الإسرائيلي على صنعاء استهدف إحدى الإصلاحيات (السجون) التابعة للجهاز، والتي تضم عددا من السجناء والمعتقلين، ولم يذكر المصدر سقوط ضحايا من بينهم.
ونفى مصدر عسكري بوزارة الدفاع في صنعاء "ادعاء العدو الصهيوني استهداف القيادة والسيطرة"، وقال إن "هجومه الفاشل استهدف مباني سكنية وأعيانا مدنية لا علاقة لها بوزارة الدفاع وهيئة الأركان".
في المقابل، ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن 20 طائرة شاركت في الهجوم على صنعاء وأطلقت 65 صاروخا، وهو أكبر هجوم من نوعه منذ بداية استهداف إسرائيل لليمن.
ويعتقد يمنيون أن الهجوم الإسرائيلي الواسع، الذي شاركت به 20 مقاتلة وصواريخ من البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر، على صنعاء الخميس، جاء انتقاما من ضربة المسيّرة الانقضاضية التي استهدفت فندقا في مدينة إيلات على البحر الأحمر، الأربعاء.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أفادت بإصابة 50 شخصا بجروح متفاوتة جراء سقوط طائرة مسيّرة في مدينة إيلات جنوبي إسرائيل، 3 منهم حالتهم خطيرة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المسيّرة الحوثية سقطت في منطقة سياحية، وأن مروحيات قد أُرسلت لإجلاء المصابين بجروح خطيرة إلى مستشفى في وسط إسرائيل.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن منظومة القبة الحديدية أطلقت صاروخين لاعتراض المسيّرة في إيلات، لكن محاولات الاعتراض فشلت.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر بالجيش الإسرائيلي قولها إن التحقيقات أظهرت أن المسيّرة حلقت على علو منخفض، ولم يتم رصدها قبل الاقتراب من شواطئ إيلات.
وأثار تركيز جماعة أنصار الله (الحوثيين) على استهداف مدينة إيلات منذ بداية سبتمبر/أيلول الجاري، وقصفها بالمسيّرات عدة مرات، التساؤلات عن أسباب إخفاق الدفاعات الإسرائيلية في رصد واعتراض المسيّرات اليمنية.
وكان الناطق العسكري للحوثيين العميد يحيى سريع قد أعلن، في بيان يوم 18 سبتمبر/أيلول الجاري، أن مدينة أم الرشراش (إيلات) "ستبقى تحت دائرة الاستهداف بشكل متواصل".
ورصد مراقبون تصعيدا في هجمات الحوثيين بالمسيّرات في أعقاب اغتيال إسرائيل رئيس الوزراء بحكومة صنعاء أحمد غالب الرهوي في أغسطس/آب الماضي، حيث زادت الهجمات بنسبة 200%، مع التركيز على مدينة إيلات المنفذ الرئيسي للوصول الإسرائيلي إلى البحر الأحمر.
ويرى هؤلاء المراقبون أن الحوثيين تمكنوا من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية عدة مرات سواء بالمسيّرات التي ضربت إيلات ومطار رامون ومن قبلها مدينة تل أبيب نفسها وقتل حينها إسرائيلي وجرح عدد آخر، أو بالصواريخ الباليستية والفرط صوتية وخاصة ذات الرؤوس المتعددة التي تمكنت من إحداث فجوة وسط منظومة الدفاع الإسرائيلي المدعومة بمنظومة ثاد الأميركية.
ويعتقد الخبير العسكري والإستراتيجي الدكتور علي الذهب، أن التركيز الحوثي على استهداف مواقع داخل مدينة إيلات بشكل شبه يومي، يعود لاعتبارات عدة منها:
وفيما يتعلق بتطوير الحوثيين مسيّرات قادرة على التخفي والوصول لأهدافها، قال الدكتور علي الذهب في حديث للجزيرة نت إن المسيّرات الانقضاضية الانفجارية لديها القدرة على التخفي والهروب من الرصد الراداري، وجرى تطوير هذه المسيّرات بإدخال تقنية لإخفاء صوتها الذي كان يسمع بوضوح.
وبحسب المحلل، فإن هذا التطوير يعطيها ميزة أكثر في التخفي وعدم رصدها بواسطة العين المجردة أو سماع صوتها، فضلا عن كون هذه المسيّرات تتمتع بقدرة التخفي عن الرادارات أصلا.
وبشأن تقليل الحوثيين مؤخرا من عمليات استهداف تل أبيب ومدن الوسط ذات الثقل الإستراتيجي والحيوي، أشار الخبير علي الذهب إلى أن اختيار الهدف متغير بتغير الزمن.
وأوضح أن التركيز على استهداف إيلات يأتي لكونها هدفا عسكريا أولا وبها مواقع حساسة وحيوية مثل المطارات والميناء، وبالإضافة لاحتوائها على قاعدة البحرية الإسرائيلية الأكبر على البحر الأحمر.
ويرى الدكتور علي الذهب أن الحوثيين ركزوا سابقا على استهداف تل أبيب وما حولها وسيواصلون ذلك، لأن هدف عملياتهم هو التأكيد على قدرة الوصول إلى "عاصمة العدو" ومركزه السياسي والإستراتيجي.
ويضيف الذهب أن الحوثيين هدفوا كذلك إلى "إحداث رعب نفسي ومعنوي داخل مجتمع الكيان وإدخاله في دوامة الخوف والقلق والتوتر لزيادة الضغط على حكومة نتنياهو لوقف الحرب في غزة".