في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
معهد محمد بوذينة في مدينة الحمامات الساحلية بولاية نابل شمال شرق تونس كان حتى وقت قريب معروفا فقط لأهالي المنطقة، إلا أنه تحول فجأة إلى محور حديث منصات التواصل الاجتماعي في البلاد، فما القصة؟
تعود بداية الحدث إلى قرار مجموعة من الطلاب أداء صلاة العصر في ساحة المعهد خلال فترة الاستراحة، ليتفاجؤوا بمنعهم من قبل إدارة المعهد، حيث اعترضتهم القيمة العامة (مسؤولة إدارية) قائلة لأحدهم: "صلّي في داركم!" أي صل في بيتك ليرد أحد الطلاب بلهجته العامية: "باش نصلي لهنا، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".
الواقعة سرعان ما أثارت جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.
فكتب أحد المدونين: "تابعت البارحة على صفحات التواصل الاجتماعي تداعيات خبر منع تلاميذ معهد محمد بوذينة من صلاة العصر في فترة الاستراحة في ركن من ساحة المعهد.
وأضاف الآن الحدث يبدو نشازا في سياق التصالح الذي وصل إليه المجتمع التونسي مع دينه، فإنه يجب إعادة النظر في الموقف وفقا لجملة معطيات منها أن جزءا كبيرا من تلاميذ المعهد ينحدرون من عائلات محافظة ومتدينة، منهم من حفظ القرآن الكريم، وتربوا على المحافظة على الصلاة في وقتها، سواء في البيت أو المسجد أو المؤسسة التربوية أو مكان العمل، امتثالا لقوله تعالى: ‘إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا’.
وقد وفرت بعض الإدارات، مثل المندوبية الجهوية للتربية بنابل، مكانا مخصصا للصلاة في فضاء العمل، لتمكين الموظفين من ممارسة حقهم".
وأضاف المدون أن أداء الطلاب لصلاة العصر في ساحات المؤسسات التربوية رفقة المربين ليس بالأمر الجديد، بل هو ظاهرة قديمة عرفتها جميع المؤسسات التربوية في تونس عبر العقود الماضية.
وأشار مشاركون آخرون في الحوار إلى أن فترة الاستراحة المسائية، التي لا تتعدى 10 دقائق، تعتبر وقتا حرا للطلاب: فمنهم من يقضيها في التحاور مع الأصدقاء، ومنهم من يدخن أو يجلس أمام البحر، فما الذي يمنع مجموعة من الطلاب من استثمار هذه اللحظات في أداء الصلاة، مع الالتزام الكامل بأوقات الدروس؟
وذهب ناشطون تونسيون إلى اعتبار هذا الحدث جديرا بأن يكون الموضوع الأكثر تداولا في الإعلام المحلي، فيما وجه آخرون رسالة مباشرة إلى وزارة التربية والتعليم جاء فيها: "يا وزارة التربية، مهما كان انتماؤك أو توجهك، ما الذي يمنع من تخصيص قاعة صلاة للطلاب؟ ألستم تنادون بمحاربة المخدرات والجريمة؟ الصلاة هي الوسيلة الأنجع لتحقيق ذلك، جربوها".
وتابع هؤلاء مؤكدين استعداد أولياء الأمور لتجهيز بيت صلاة في كل معهد على نفقتهم الخاصة إذا سمحت وزارة التربية ووزارة الشؤون الدينية بذلك، معتبرين هذه دعوة لمبادرة مجتمعية.
من جهة أخرى، طرح أحد المتابعين تساؤلات حول وجود قانون يمنع الصلاة داخل المؤسسات التربوية، متسائلا: "وحتى إن وجد مثل هذا القانون، فهل يحق للمدير أو القيمة العامة ترويع أو تهديد الطلاب؟ كيف نريد منهم احترام الإدارة إذا كانوا يشعرون بالخوف أو الإهانة؟ القانون والرأي العام هما الفاصل بين الطلاب والإدارة ويجب احترام كرامة الجميع".