في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أكد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إخفاق دفاعات الاحتلال في الكشف عن المسيّرة اليمنية التي وصلت إلى هدفها في إيلات ، رغم المسافة الطويلة التي تبلغ حوالي 2100 كيلومتر، والتي كان من المفترض أن تُكتشف وهي تحلق فوق البحر على مستوى منخفض.
وأفادت مصادر إعلامية إسرائيلية، اليوم الأربعاء، بإصابة 22 شخصا، بينهم اثنان بحالة خطرة، جراء سقوط وانفجار المسيّرة المنطلقة من اليمن في منطقة سياحية بمدينة إيلات جنوبي إسرائيل .
ووفقا للشرطة الإسرائيلية، أسفر سقوط المسيّرة وسط إيلات عن إصابات وأضرار مادية، في حين أجرت تقييما ميدانيا للوضع.
وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المسيّرة حلّقت على ارتفاع منخفض فوق الأرض مما صعّب على القبة الحديدية اعتراضها، الأمر الذي يفسر جانبا من أسباب الفشل الدفاعي.
وفي هذا السياق، أكد الدويري أن الطبيعة الجغرافية لمنطقة إيلات كمدينة شاطئية تختلف كليا عن شمال فلسطين ، حيث كانت المسيّرات تُطلق من لبنان عبر مسافات قريبة من منطقة البقاع الشرقي عبر جغرافيا متموجة وجبلية.
وأوضح أن المسيرة اليمنية سلكت مسارا مختلفا تماما فوق البحر احتراما للأجواء السعودية والمصرية.
وإلى جانب الإخفاق في الكشف المبكر، حدث فشل إضافي في التعامل مع المسيرة رغم اكتشافها ومتابعتها عبر شاشات التلفزيون، وبحسب الخبير العسكري فإن ذلك يعود إلى اقتصار الاعتماد على منظومة القبة الحديدية من دون استخدام وسائل متعددة كالطائرات المقاتلة أو المروحية.
وحول فعالية هذه المنظومة الدفاعية، فنّد الدويري الادعاءات الترويجية التي تشير لنسبة نجاح تبلغ 95% في اعتراض الصواريخ، مؤكدا أن المتابعة الدقيقة والإحصائية من خلال الحروب السابقة تُظهر أن نسبة نجاحها الفعلية تتراوح بين 65 إلى 70% ضد الصواريخ فقط، ونظريا، كان من المتوقع أن تحقق نجاحا أكبر ضد المسيّرات نظرا لبطء حركتها النسبي.
غير أن التطور التقني غيّر المعادلة، إذ لفت إلى اعتماد المسيرات الحديثة على نظامين متطورين: الطيار الآلي (جهاز الحاسوب المتحكم بالطائرة) والطيار الأرضي (الموجه أو المسيطر)، وهذا يمكنها من تنفيذ مناورات حادة تُصعب من عملية اعتراضها حتى بالأنظمة المتقدمة.
وفيما يتعلق بتطور قدرات جماعة أنصار الله ( الحوثيين )، أكد الدويري أن هذا الأمر ليس مستغربا، مشددا على وجود خبرة تراكمية منذ عام 2005 في استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ ضد دول الجوار.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول تحديدا، هناك استخدام وتحسين شبه مستمر للقدرات، تُوّج بتطوير سلسلة طائرات "صماد" المسيّرة من الإصدار الأول حتى الرابع.
وأوضح أن هذا التطوير التقني المتدرج مكّن المسيّرة الأخيرة من التغلب على المنظومة الرادارية الإسرائيلية، مستشهدا بأن محاولة اعتراضها تطلبت إطلاق صاروخين حسب قواعد عمل الدفاع الجوي، لكن كليهما فشل في تحقيق هدفه.
وتأتي هذه العملية في إطار المواجهة المستمرة التي بدأتها جماعة أنصار الله منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ضد إسرائيل دعما لغزة، والتي امتدت لتشمل مواجهة مع الولايات المتحدة ، قبل التوصل لاتفاق مع واشنطن وضع حدا للضربات المتبادلة في الممرات البحرية بالمنطقة.