آخر الأخبار

قادة العالم من الأمم المتحدة: مطالبات بوقف حرب غزة ودعم لأوكرانيا ورفض لـ"هيمنة شريعة الغاب"، وترامب يثير الجدل بخطاب حطّم الرقم القياسي

شارك
مصدر الصورة

طغت حرب غزة على كلمات رؤساء ومندوبي الدول الأعضاء في الاجتماع السنوي الثمانين الذي عُقد الثلاثاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بينما حطم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رقماً قياسياً في أطول خطاب أمام الأمم المتحدة.

وعلى مدار نحو ساعة، هاجم ترامب خصومه، وأشاد بالولايات المتحدة وبشخصه. واعتبر أن الولايات المتحدة تعيش عصراً ذهبياً. وكرر ادعائه المُثير للجدل بأنه أنهى بنفسه سبع حروب، وأن ذلك يجعله جديراً بجائزة نوبل للسلام.

ويُمنح كل متحدث عادةً 15 دقيقة للتحدث، بينما تجاوز خطاب ترامب 56 دقيقة.

وهاجم ترامب الأمم المتحدة، بقوله إنها لم تساعده في صنع السلام، ووجه لها الاتهامات بسبب مساعداتٍ تُقدمها لطالبي اللجوء الراغبين في دخول الولايات المتحدة، وفق قوله "من المفترض أن توقف الأمم المتحدة الغزوات، لا أن تُنشئها ولا تُمولها".

لم يكتفِ ترامب بذلك بل هاجم أيضاً الأمم المتحدة بسبب تعطل السلم الكهربائي أثناء صعوده وزوجته، وتعطل جهاز التلقين الخاص بخطابه.

ومن بين الإنجازات التي يراها ترامب في بلاده، الاستثمار، وانخفاض التضخم وأسعار الوقود، و"الاتفاقيات التجارية التاريخية" التي وُقّعت بعد فرض الرسوم الجمركية.

أمّا عن الصراعات المستمرة في جميع أنحاء العالم، فيعتقد ترامب أن إنهاء الحرب في أوكرانيا سيكون الأسهل. وأضاف أن أولئك الذين يتفاوضون على وقف إطلاق النار في غزة "يجب أن ينجزوا ذلك"، ويجب إطلاق سراح الرهائن.

ورأى أن الاعتراف بدولة فلسطينية، كما فعلت دول غربية حضرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأيام الأخيرة، سيكون "مكافأة" للفظائع التي ارتكبتها حماس.

كما هاجم إيران، ووصفها بأنها "الراعية الرئيسية للإرهاب" في العالم، ولا يمكن السماح لها بامتلاك أخطر الأسلحة، في إشارة إلى برنامج طهران النووي.

وهاجم أيضاً الحلفاء الأوروبيين. ولم تفلت من انتقاداته الصين والهند أيضاً اللتان لم تتوقّفا عن شراء النفط من روسيا، وفق قوله. وبشأن موسكو أبدى استعداد واشنطن لفرض عقوبات لم يحدّد طبيعتها.

وصوّب ترامب نيرانه نحو الهجرة، وارتفاع تكلفة الطاقة المتجددة الخضراء. وأضاف أن الدول التي تعتز بالحرية "تتلاشى بسرعة" بسبب سياساتها بشأن هذين الموضوعين.

واختتم ترامب بالقول: "نحن بحاجة إلى حدود قوية ومصادر طاقة تقليدية إذا كنتَ تريد أن تصبح عظيماً مرة أخرى".

اجتماع مع ترامب لمناقشة حرب غزة

وعلى هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، التقى ترامب قادة دول عربية وإسلامية. وركز الاجتماع على إنهاء الحرب الدائرة في غزة والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

وبحسب الوكالة، كان من الأولويات التي ناقشها الاجتماع، إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، واتخاذ خطوات لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، الذي مزقته الحرب.

وأضافت الوكالة أن الاجتماع ضم قادة من الإمارات العربية المتحدة وقطر والمملكة العربية السعودية ومصر والمملكة الأردنية الهاشمية وتركيا وإندونيسيا وباكستان.

ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اللقاء بأنه "مثمر للغاية"، رغم عدم الإعلان عن أي تطورات ملموسة.

وأفاد أردوغان في حديثه للصحفيين بعد الاجتماع، بأنه "راضٍ" عن النتائج التي خرج بها النقاش، مشيراً إلى أن بياناً مشتركاً سيُنشر قريباً، دون أن يقدّم مزيداً من التفاصيل.

وتجدر الإشارة إلى أن تركيا، العضو في حلف الناتو، وجّهت انتقادات حادة للقصف الإسرائيلي على غزة، ووصفت ذلك مراراً بأنه إبادة جماعية.

كما دعت أنقرة إلى وقف إطلاق نار فوري في القطاع الفلسطيني، وحثّت المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات حازمة ضد إسرائيل.

وخلال اجتماعه بعدد من القادة العرب والمسلمين، وصف ترامب اللقاء بأنه "الأهم" بالنسبة له، مؤكداً أنه يسعى إلى وضع حد للحرب في غزة والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.

كما قال ترامب إنه سيتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في هذا السياق، مضيفاً: "نريد إنهاء هذه الحرب وإعادة الرهائن".

من جانبه، قال أمير دولة قطر إن "الوضع سيء جداً في غزة"، مؤكداً أن الهدف من اللقاء مع الرئيس الأمريكي هو بذل كل جهد ممكن لوقف الحرب واستعادة الرهائن. "نحن نعوّل على قيادتك للمساعدة في إنهاء هذه الحرب والتخفيف عن سكان غزة".

مصدر الصورة

كما أعلنت الخارجية الإيرانية الاتفاق مع الترويكا الأوروبية على استمرار المحادثات النووية، الأربعاء، بعد اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكّدة طرح أفكار جديدة لتجنّب إعادة فرض العقوبات.

ماكرون: القانون سبيلنا في منع هيمنة شريعة الغاب

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى توفير دعم دولي للمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، مؤكداً أن احترام القانون الدولي يمثل السبيل الأمثل لمواجهة منطق القوة، وفرض الأمر الواقع.

وجاءت دعوة ماكرون في ظل تجاهل بعض الدول لمذكرات توقيف أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق مسؤولين إسرائيليين وروس على خلفية الحرب في غزة والحرب في أوكرانيا.

وفي هذا السياق أكد ماكرون أن فرنسا ستواصل وقوفها إلى جانب أوكرانيا بالتنسيق مع الشركاء الأوروبيين، وأن هذا الموقف ثابت ولن يتغير.

يشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرضت عقوبات غير مسبوقة على مسؤولين في المحكمة.

ولفت ماكرون إلى أن محكمة العدل الدولية أصدرت أوامر أولية لإسرائيل تتعلق بمنع الإبادة الجماعية والكوارث الإنسانية في غزة، إلا أن تل أبيب تجاهلت هذه القرارات.

وقال ماكرون "فلندعم المحكمة الجنائية الدولية في معركتها ضد الإفلات من العقاب، ولنفسح المجال لتنفيذ أوامر محكمة العدل الدولية والالتزام بأحكامها". "سلطة القانون هي أفضل فرصنا لمنع هيمنة منطق شريعة الغاب".

كما أكد ماكرون، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، على ضرورة الالتزام بالقانون الإنساني الدولي واحترام أحكام محكمة العدل الدولية وقراراتها، معتبراً أن ذلك هو السبيل الوحيد لمواجهة "الازدواجية في المعايير".

وأعلن أن بلاده اعتمدت خطة "ذات مصداقية" تهدف إلى وضع حد للحرب في غزة وإحياء مسار حل الدولتين، مشيراً إلى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يشكّل دعماً لاستقرار المنطقة بأسرها.

واعتبر ماكرون في مقابلة مع قناة "بي أف أم تي في"، أن حصول نظيره الأمريكي على جائزة نوبل السلام رهن بوقفه الحرب في قطاع غزة، وقال "جائزة نوبل السلام غير ممكنة سوى في حال توصلتم إلى حل لهذا النزاع" في غزة.

من جانبهم أصدر وزراء خارجية مجموعة السبع (كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة)، بياناً جددوا فيه دعوتهم لـ"وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس".

يشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أكد في كلمته على "أهميّة القانون الدولي"، و"ضرورة تعزيز العدالة وحقوق الإنسان".

مصدر الصورة

الرئيس اللبناني يطالب بـ"وقف الاعتداءات الإسرائيلية"

من جانبه طالب الرئيس اللبناني، جوزاف عون، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، مشدداً على ضرورة تطبيق القرار 1701 كاملاً واستمرار تفويض قوات "اليونيفيل" في إطار شراكتها مع الجيش اللبناني.

كما دعا إلى وقف فوري للمأساة المرتكبة في غزة، وإحياء مسار سياسي جاد يفضي إلى حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن لبنان "لا يطلب امتيازاً بل مسؤولية دولية عادلة تعيده إلى رسالته مستقراً للحرية والتعددية".

وختم الرئيس اللبناني بالقول إن "الصراع ما زال شرساً بين أن يكون لبنان أرض حياة وفرح ومنصة لهما في المنطقة والعالم، وبين أن يكون بؤرة موت ومستنقع حروب".

وكان عون قد تحدث عن إطلاق بلاده مساراً تشريعياً يهدف لترسيخ استقلال السلطة القضائية، وتعزيز مكافحة الفساد وغسيل الأموال وتمويل الإرهاب.

مصدر الصورة

زيلنسكي "متفاجئ" من تغيّر موقف ترامب

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن كييف قادرة على "استعادة أوكرانيا كاملة بصورتها الأصلية"، مما يعد تحولاً كبيراً في موقفه من الحرب مع روسيا.

وفي منشور له عبر منصته "تروث سوشال"، أوضح ترامب أن أوكرانيا يمكنها استرجاع "الحدود الأصلية التي بدأت منها هذه الحرب" بدعم من أوروبا وحلف الناتو، نظراً للضغوط التي يتعرض لها الاقتصاد الروسي.

وجاءت تصريحاته عقب محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عُقدت بعد أن ألقى ترامب كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الثلاثاء.

وأشادت الدول الأوروبية بهذا التحول.

وعبّر ترامب مراراً عن رغبته في إنهاء الحرب، لكنه حذّر سابقاً من أن ذلك قد يستلزم تنازل أوكرانيا عن جزء من أراضيها، وهو ما رفضه زيلينسكي باستمرار.

وعلّق زيلينسكي في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" بأنه تفاجأ بهذا التغيير، لكنه يرى في ذلك مؤشراً على أن الولايات المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب أوكرانيا في سعيها لصدّ الغزو الروسي.

وأضاف أن ترامب "يدرك اليوم أننا لا يمكننا ببساطة تبادل الأراضي".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا