أظهرت دراسة حديثة أن الانتقال من حياة العزوبية إلى علاقة عاطفية، خصوصا مع العيش مع الشريك، يؤدي إلى زيادة ملحوظة في الرضا عن الحياة.
وتوصل إلى هذه النتيجة باحثون من جامعتي بيليفيلد وغرايفسفالد في ألمانيا، إضافة إلى جامعة ووريك في بريطانيا، واعتمدت الدراسة على بيانات 1103 أشخاص تم جمعها ضمن أبحاث طويلة الأمد في ألمانيا وبريطانيا.
بداية العلاقة والزواج
وبحسب الدراسة، فإن أهم نقطة تحول نحو الرضا عن الحياة هي بداية العلاقة نفسها.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة من جامعة بيلفيلد أسامة العوض: " بداية العلاقة هي نقطة التحول نحو الرضا عن الحياة، والعيش المشترك يضيف إلى ذلك استقرارا واضحا، وهو ما أكدته البيانات بشكل جلي"، مضيفا أن هذا التأثير الإيجابي يستمر لمدة عامين على الأقل.
وعلى عكس بيانات قديمة تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، لم يرصد الباحثون في البيانات الحديثة آثارا إضافية للزواج في الرضا عن الحياة خلال العام الأول من الانتقال للعيش مع الشريك أو عقب الانتقال مباشرة.
وقال العوض في ضوء استنتاجات الدراسة: " الزواج صار أقل أهمية اليوم مما كان عليه في الماضي، على الأقل في السنوات الأولى من العلاقة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى التغير الاجتماعي والقبول المتزايد للشراكات الحياتية خارج نطاق الزواج".
التأثير المؤقت
وأكدت الباحثة المشاركة أنو ريالو من جامعة ووريك، أن الأمر لا يقتصر على " تأثير شهر العسل" المؤقت، حيث أثبتت البيانات أن الرضا عن الحياة يظل مرتفعا خلال السنوات الأولى من العلاقة.
وقالت: "بذلك تتعارض هذه النتائج مع الرأي الشائع سابقا، الذي يفيد أن الناس يعودون بسرعة بعد الأحداث الإيجابية أو السلبية إلى حالة أساسية محددة وراثيا من الشعور بالرفاه".
ومن خلال هذه الدراسات، حدد الباحثون 1103 أشخاص كانوا عزابا في إحدى جولات الاستطلاع، ثم دخلوا في علاقة خلال عامين متتالين وانتقلوا للعيش مع شركائهم.
وبالنسبة لمعظمهم الذين استمروا في العلاقة، تمت متابعة مستوى رضاهم عن الحياة لعامين إضافيين، مع رصد بعض الحالات التي أقدمت على الزواج خلال هذه الفترة.