آخر الأخبار

لماذا أضاف ترامب "باغرام" إلى غرينلاند وبنما وكندا بقائمة رغباته؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

واشنطن- بعد مرور أكثر من 4 سنوات على الانسحاب الأميركي من أفغانستان، عاد الرئيس دونالد ترامب ليطالب باستعادة بلاده السيطرة على قاعدة باغرام ، وطرح الفكرة خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ، وعزا ذلك لأهميتها القصوى في منافسة بلاده الكبرى مع الصين.

وعكست رغبة ترامب طموحات واسعة في تبني سياسات توسعية تشمل ضم أراضي دول وأقاليم جديدة بهدف تغيير خريطة الحدود الأميركية المستقرة منذ عقود طويلة.

وكان قد أعلن عن عدة رغبات توسعية بداية من شراء جزيرة غرينلاند من الدانمارك، مرورا باستعادة السيطرة على قناة بنما ، وصولا إلى ضم كندا لتصبح الولاية الـ51 في الدولة الأميركية، وسبق أن عرض أيضا فكرة امتلاك بلاده ل قطاع غزة وتحويله إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، إلا أنه تراجع لاحقا عن هذا الطرح.



القوة الخشنة

وفي خطاب تنصيبه قال ترامب إن "الولايات المتحدة ستعتبر نفسها مرة أخرى أمة متنامية، دولة تزيد ثروتها وتوسّع أراضيها وتبني مدنَنا وترفع سقف توقعاتنا، وتحمل علمنا إلى آفاق جديدة وجميلة". وجاءت رغبته في استعادة قاعدة باغرام متسقة مع نسق بارز منذ عودته ل لبيت الأبيض .

وتشهد الولايات المتحدة حاليا، ومنذ عودة ترامب للحكم في يناير/كانون الثاني الماضي، فترة غير مسبوقة من لجوء الإدارة الحاكمة إلى اتباع "القوة الخشنة" في سياساتها وقراراتها داخليا وخارجيا بصورة لم تشهد لها مثيلا في تاريخها الحديث.

والقوة الخشنة هي مصطلح فضفاض يصف التكتيكات السياسية القسرية والعدوانية بما فيها استخدام القوة المادية والمالية والقانونية، أو التهديد باستخدامها. ويتم مقارنتها "بالقوة الناعمة" التي تعتمد على الجذب والإقناع ونشر الثقافة بصورتها العامة لتحقيق النتائج المرجوة.

إعلان

ويستخدم ترامب عبارات حازمة عبرت عن حدة وقوة إيمانه بضرورة تبني سياسات صارمة خشنة داخليا وخارجيا. وقال "بصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة، ليس لدي مسؤولية أعلى من الدفاع عن بلادنا من التهديدات والغزوات، وهذا بالضبط ما سأفعله. سنفعل ذلك على مستوى لم يشهده أحد من قبل".

وأضاف "لن نستسلم للهزيمة، ولن نخضع للترهيب، ولن ننكسر، ولن نفشل. من هذا اليوم فصاعدا، ستكون الولايات المتحدة أمة حرة وذات سيادة ومستقلة".

في أول يوم له في منصبه، جعل الرئيس الأميركي بنما وقناتها حالة اختبار مزدوجة لاثنتين من أكبر أولوياته؛ وقف الهجرة غير النظامية، ومواجهة نفوذ الصين المتزايد.

ووصف -خلال خطاب تنصيبه- معاهدة إعادة قناة بنما الموقعة عام 1977، والتي منحت دولة بنما السيطرة على القناة بحلول عام 2000، بأنها "هدية حمقاء".

وقال إن الغرض منها ومعناها قد تم تجاوزه، وإن "الصين تديرها، نحن لم نعطها لها، لقد أعطيناها لبنما وسنستعيدها". كما ادعى أن السفن الأميركية، بما في ذلك سفن البحرية العسكرية، تمر بالقناة بمقابل مالي "مبالغ فيه بشدة".

مصدر الصورة احتفال حركة طالبان بالذكرى الثالثة للسيطرة على الحكم في قاعدة باغرام الجوية (الفرنسية)

طموحات ترامب

في الوقت ذاته، لا يتوقف ترامب عن القول إنه من "الضرورة المطلقة لواشنطن أن تتولى ملكية غرينلاند، الجزيرة الشاسعة والغنية بالموارد في القطب الشمالي"، كما لم يستبعد استخدام القوة العسكرية للاستيلاء عليها، وتُعد إقليما يتمتع بالحكم الذاتي ضمن مملكة الدانمارك، الدولة العضو ب حلف شمال الأطلسي (الناتو) .

ومع التغيرات المناخية، وذوبان القطب الشمالي بمعدلات أكبر، برزت أهمية غرينلاند في خطط الشحن البحري العالمية بموقعها الإستراتيجي المهم. كما يُعتقد أنها وأراضيها البحرية تحتوي على مخزون ضخم غير مستغَل من الوقود الأحفوري والمعادن النادرة التي يحتمل أن تكون ذات قيمة كبيرة.

وجمع ترامب بين الجد والهزل فيما يتعلق برغبته في ضم كندا كولاية أميركية جديدة. وخلال عشاء في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مع رئيس الوزراء الكندي السابق جاستن ترودو ، طرح الفكرة. وبحلول أوائل يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ في اقتراح التخلص من الحدود الأميركية الكندية، وقال إنها "خط مرسوم بشكل مصطنع". وغرّد بصورتين لخرائط تظهر كندا كجزء من الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين، لم يتراجع عن هذه التصريحات.

وعندما سُئل عما إذا كان سيفكر في استخدام القوة العسكرية للقيام بذلك، رفض ترامب استبعاد ذلك، كما طرح فكرة استخدام "القوة الاقتصادية" لجعل كندا تنضم إلى الاتحاد الأميركي وتصبح الولاية رقم 51.

تفاعل

استغل ترامب فوضى الانسحاب الأميركي في عهد سلفه جو بايدن ، وما تبعه من انهيار الحكومة الأفغانية المدعومة أميركيا، كدليل على حجم تدهور مكانة وصورة أميركا عالميا، وصولا للادعاء بأن هذه الخطوة شجعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

وقال متحدثا عن بوتين "لم يكن ليفعل ما فعله، إلا أنه لم يحترم قيادة الولايات المتحدة، لقد مروا للتو بكارثة كاملة في أفغانستان دون سبب على الإطلاق. كنا سنغادرها ولكن بقوة وكرامة. كنا سنحتفظ بقاعدة باغرام واحدة من أكبر القواعد الجوية في العالم. لقد أعطيناها لهم من أجل لا شيء".

إعلان

وفي الوقت الذي خضعت فيه جمهورية بنما للعديد من المطالب الأميركية المتعلقة بحجم النفوذ والوجود الصيني بها وبقناتها، أعلنت كندا رفضها الكامل لفكرة الانضمام للولايات المتحدة في حين تجاهلت الدانمارك رغبات ترامب. ومن غير الواضح ما إذا كانت واشنطن تجري أي محادثات جديدة مباشرة أو غير مباشرة مع حكومة حركة طالبان بشأن استعادة قاعدة باغرام.

بيد أن ترامب ألمح إلى أن الحركة، التي تعاني من أزمة اقتصادية وشرعية دولية وانقسامات داخلية، يمكن أن تنفتح على فكرته، وهو ما تنفيه حكومة كابل رسميا.

وقال الرئيس الأميركي ردا على استفسار صحفي حول رغبته في استعادة قاعدة باغرام "نحاول استعادتها لأنهم بحاجة إلى أشياء منا".

ولكنّ ذاكر جلالي، المسؤول في وزارة الخارجية الأفغانية، قال إن "أفغانستان والولايات المتحدة بحاجة إلى التفاعل بينهما ويمكن أن يكون لهما علاقات اقتصادية وسياسية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".

وأضاف "لم يقبل الأفغان بوجود عسكري في التاريخ، وقد تم رفض هذا الاحتمال تماما خلال محادثات الدوحة والاتفاق الذي تبعها، لكن الباب مفتوح لمزيد من التفاعل".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا