تنخرط إيران والقوى الأوروبية في محادثات لمنع إعادة فرض عقوبات من الأمم المتحدة ضد طهران، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ونقلت وكالة رويترز، الثلاثاء، عن مسؤولين إيرانيين ودبلوماسيين غربيين، قولهم إن إيران والقوى الأوروبية منخرطة في محادثات اللحظة الأخيرة لمنع معاودة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران، محذرين من أن فرص النجاح لا تزال ضئيلة.
وأضافت المصادر، أن وزراء خارجية إيران وبريطانيا وفرنسا وألمانيا سيجتمعون اليوم الثلاثاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لبحث طموحات إيران النووية المثيرة للجدل وسط تهديدات وشيكة بالعقوبات.
وأطلقت دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا، المعروفة باسم الترويكا الأوروبية، في 28 أغسطس عملية مدتها 30 يوما لمعاودة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، متهمة طهران بعدم الالتزام بالاتفاق النووي المبرم عام 2015 بهدف منعها من صنع سلاح نووي.
وتقول طهران منذ فترة طويلة إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية.
وقال مسؤول إيراني رفيع المستوى: "تواصلت إيران مع مسؤولي الدول الأوروبية الثلاث (الترويكا) والاتحاد الأوروبي، ومع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، منذ صباح أمس في الأمم المتحدة. طرحت أفكار مختلفة وخضعت للنقاش".
وأضاف: "سيلتقي وزير الخارجية الإيراني اليوم بنظرائه في الدول الأوروبية الثلاث، ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، وسيواصلون المناقشات".
وقال مسؤول إيراني رفيع المستوى آخر إن "الجميع يسعى فيما يبدو" لحل النزاع النووي. وأكد دبلوماسيان أوروبيان عقد الاجتماع اليوم الثلاثاء.
وقال دبلوماسيان أوروبيان، إن القادة الإيرانيين لم يلبوا حتى الآن الشروط التي وضعتها الترويكا الأوروبية.
وأضاف أحد الدبلوماسيين: "الكرة الآن في ملعب إيران. الأمر متروك لها لاتخاذ خطوات ملموسة بسرعة خلال الأيام المقبلة لتفادي إعادة فرض العقوبات. وإذا لم تفعل، فسيُعاد فرض تلك العقوبات".
وقال دبلوماسي أوروبي آخر إن فرص التوصل إلى اتفاق ضئيلة.
وأضاف: "الحد الأدنى (من الإجراءات) هو أن يقدم الإيرانيون تقريرا خاصا ويسمحوا بزيارة رمزية للمفتشين لبعض المواقع النووية، ولكن حتى في هذه الحالة، قد لا يكون ذلك مقبولا، ومن المرجح أيضا أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ( الفيتو)".
وطالب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي القوى الأوروبية بالاختيار بين "التعاون أو المواجهة".
وقال عراقجي للتلفزيون الإيراني: "اختبروا إيران مرارا وأدركوا أننا لا نستجيب للغة الضغط والتهديد.. أتمنى أن نجد حلا دبلوماسيا في الأيام المقبلة، وإلا ستتخذ طهران الإجراءات المناسبة".
وتابع عراقجي: "أنا في نيويورك للاستفادة من الأيام المتبقية من المشاورات الدبلوماسية التي قد تفضي إلى حل... سنواصل طريقنا إذا لم نتوصل إلى هذا الحل".
وفي مسعى لمنح فرصة للسبل الدبلوماسية، عرضت الدول الأوروبية الثلاث تأجيل إعادة فرض العقوبات لمدة تصل إلى ستة أشهر، إذا سمحت إيران لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول مواقعها النووية، وعالجت المخاوف بشأن مخزونها من اليورانيوم المخصب، واستأنفت المحادثات مع الولايات المتحدة.
وسيعاد فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع دول الترويكا الأوروبية بشأن تمديد المهلة بحلول 27 سبتمبر.