بريطانيا وأستراليا وكندا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين، إسرائيل تصف الاعتراف بأنه "ليس إلا مكافأة" لحماس، وبي بي سي ترصد ردود الفعل
في أول رد من رئيس الوزراء الإسرائيلي على اعتراف المملكة المتحدة وكندا وأستراليا رسمياً بدولة فلسطين، قال بنيامين نتنياهو في بيان مصور نشره على مواقع التواصل الاجتماعي: "لن تكون هناك دولة فلسطينية".
لقي اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية ترحيباً في مدينة القدس، حيث اعتبره مواطنون خطوة إيجابية رغم تأخرها، لكنها تثير في الوقت نفسه تساؤلات حول انعكاساتها على أرض الواقع.
ويقول غسان، أحد سكان القدس، إن الاعتراف يمثل "خطوة هامة تمزج بين الأمل وبين السؤال"، موضحاً أن أهمية القرار تكمن في بعده التاريخي ضمن مسار القضية الفلسطينية، رغم غياب الوضوح بشأن نتائجه العملية.
فيما أشار المواطن، أحمد منى، إلى أن الاعتراف يكتسب قيمة كبيرة على المستوى الدولي، لكنه شدد على ضرورة أن يُترجم إلى خطوات ملموسة تعزز إقامة الدولة الفلسطينية، بدلاً من أن يبقى "حبراً على ورق"، خاصة في ظل ما يجري ميدانياً من ممارسات تناقض مسار الدولة.
وقال منى إن الاعتراف البريطاني "إيجابي بالنسبة للقضية الفلسطينية"، لكن وصفه بالمتأخر، معتبراً أن الاعترافات كان من المفترض أن تأتي بعد توقيع اتفاق أوسلو عام 1993.
وأضاف أن "هذه الخطوة رغم تأخرها تعطي دعماً للقضية الفلسطينية على الصعيد الدولي"، لكنه أعرب عن أمله في أن تتبعها إجراءات عملية تعزز فكرة حل الدولتين.
أما إياد من مدينة القدس أيضاً، فأكد أن الشعب الفلسطيني يرحب بأي اعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنه اعتبر أن بعض الدول تلجأ إلى هذه الخطوات كبديل عن فرض عقوبات على إسرائيل بسبب ما ترتكبه من "جرائم بحق الشعب الفلسطيني"، بحسبه.
وأوضح أن الاعتراف البريطاني يظل مهماً، لكنه شدد على أن التطلّع الأكبر يبقى في أن يرى الفلسطينيون دولتهم قائمة بالفعل على أرضهم.
وفي آخر ردود الفعل من حزب المحافظين في المملكة المتحدة، أصدرت، بريتي باتيل، وزيرة الخارجية في حكومة الظل – وهو كيان يضم المعارضين للحكومة البريطانية - بياناً في أعقاب اعتراف رئيس الوزراء بالدولة الفلسطينية.
واتهمت باتيل، رئيس الوزراء ستارمر بـ "الاستسلام للفصائل اليسارية المتشددة في حزبه" بإعلانه الأخير.
وقالت: "إنه يفتقر إلى السلطة الأخلاقية بأسرها، ولفتته غير الصادقة بشأن الاعتراف تهدف فقط إلى حماية منصبه كزعيم لحزب العمال بدلاً من تأمين السلام والاستقرار".
وأضافت باتيل أنه في حين أن حماس لا تزال تحتجز رهائن في غزة، فإن هذه الخطوة ترسل "رسالة خطيرة حيث يمكن التسامح مع العنف والتطرف ومكافأتهما".
وتابعت بأن "محاولات ستارمر الضعيفة في اللحظة الأخيرة لاسترضاء الولايات المتحدة سطحية ولن تبرر أبداً قراره المتهور بالاعتراف".
في كلمة مسجلة، أعلن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية، واختار موقع إكس لنشر مقطع الفيديو الذي أورد فيه الاعتراف.
وقال ستارمر في كلمته إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يفتح باب الأمل مرة أخرى أمام حل الدولتين.
كما أكّد، ربما رداً على الانتقادات الاسرائيلية والأمريكية التي تقول إن هذه الخطوة "مكافأة" لحماس على هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أن الحكومة تنوي فرض مزيد من العقوبات على أفراد ينتمون لحركة حماس. وكان مسؤولون حكوميون قد قالوا لبي بي سي إن حماس لا تمثل الفلسطينيين.
وركز ستارمر في كلمته كثيراً على ملف الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وطالب بإطلاق سراحهم الفوري.
وبهذه الخطوة، تنضم المملكة المتحدة لأكثر من 150 دولة تعترف بالدولة الفلسطينية.
وتحدث ستارمر عن "الواجب الأخلاقي" لبريطانيا لدعم مستقبل سلمي للإسرائيليين والفلسطينيين.
واعتراف المملكة المتحدة أتى بعد دقائق من اعتراف كل من كندا وأستراليا بالدولة الفلسطينية.
وجاء توقيت الإعلان بعد يومين من انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، "التاريخية" لبريطانيا، التي أصبح من خلالها أول رئيس أمريكي يحظى بـ "زيارة دولة" رسمية ثانية.
وخلال الزيارة، تحدث ستارمر وترامب لأكثر من ساعة عن الملف الفلسطيني، وأكد ترامب على رفضه لخطوة الاعتراف بدولة فلسطينية، لكنه وبلهجة تحلّت بدبلوماسية قال إن هذه القضية من الملفات القليلة التي يختلف عليها الرجلان.
وتأتي خطوة الاعتراف بدولة فلسطين قبيل انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، التي من المتوقع أن تشهد اعتراف دول أخرى كفرنسا وبلجيكا بالدولة الفلسطينية.
وربما لن يتمكن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أو مسؤولون فلسطينيون آخرون من حضور اجتماعات نيويورك، بعد إعلان ترامب منع إصدار تأشيرات السفر للمسؤولين الفلسطينيين.
ويظل الاعتراف رمزياً، وربما لن يغير الكثير على أرض الواقع، على الأقل في الوقت الحالي، ولكن في ظل تزايد عدد الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية، والتغير الذي يشهده الرأي العام العالمي، قد تُحدِث هذه الخطوة فارقاً، خاصة أنه بعد اعتراف المملكة المتحدة، وربما بعد خطوة اعتراف فرنسا أيضاً المتوقعة خلال الأيام المقبلة، يصبح أربعة أعضاء في مجلس الأمن من أصل خمسة معترفين بوجود دولة فلسطينية، وهو ما يبقي الولايات المتحدة العضو الوحيد الدائم في مجلس الأمن التي يتخذ موقفاً مغايراً.
رصدت بي بي سي ردود أفعال الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة على قرار المملكة المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين.
وتباينت ردود الأفعال ما بين التشكيك بأهمية الخطوة، والأمل في أن تفضي إلى وقف الحرب في غزة.
وقال أبو إبراهيم، من قطاع غزة لبي بي سي، إن خطوة بريطانيا قد تكون جيدة لأنها قد توقف "شلال الدم"، على حدّ وصفه، مضيفاً أن الاعتراف الدولي بفلسطين قد "يجبر إسرائيل على وقف الحرب والتهجير".
وعبّر عن أمله في أن تقود الخطوة نحو "إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني".
وشكّك أحد النازحين في قطاع غزة في أهمية الاعتراف البريطاني، متسائلاً عن "الفائدة من هذا الاعتراف"، مضيفاً لبي بي سي: "الاحتلال احتلال لم يزد ولم ينقص، الاحتلال باقٍ والدمار باقٍ ونحن مهجرون".
وقلل نازح آخر في غزة من أهمية الخطوة، قائلاً إنه إذا أرادت الدول مساندة الشعب الفلسطيني، فعليها إرسال بعثات دبلوماسية لقطاع غزة ليروا "المجازر الإسرائيلية" على حدّ وصفه، مضيفاً أنه ما دامت الولايات المتحدة داعمة لإسرائيل، فلن تتمكن الدول الأخرى من وقف الحرب.
وكانت ردود الفعل أكثر إيجابية في الضفة الغربية، حيث قال أحد سكّانها لبي بي سي إنه يتوقع أن يكون الاعتراف البريطاني "خطوة جيدة، لأنه يعيد القضية الفلسطينية إلى الأذهان"، مضيفاً أن الاعتراف من قبل "دولة وازنة" مثل بريطانيا يعني أن للفلسطينيين حقّ.
وعبرت سيدة من الضفة الغربية عن تفاؤلها بشأن الخطوة البريطانية، قائلة إنها خطوة مهمة خاصة في ظل الأوضاع الحالية، وتساعد في تعزيز القرارات الدولية بشأن الدولة الفلسطينية.
وقال فلسطيني آخر من الضفة الغربية إن اعتراف بريطانيا يُعتبر إنجازاً دولياً ذا قيمة عالية ثمنه "دماء أطفال ونساء ورجال فلسطين".
ورأى أن الخطوة ورغم "أنها متأخرة" لكنها جاءت أخيراً رغم "الألم والمعاناة".
وعبّر عن أمله في أن تنحاز بقية الدول "لمظلومية الشعب الفلسطيني" وتعترف بدولة فلسطين.
قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "ليس سوى مكافأة لحركة حماس الجهادية، التي تشجعها جماعة الإخوان المسلمين التابعة لها في المملكة المتحدة".
وقال وزير خارجية إسرائيل، جدعون ساعر، في منشور له عبر حسابه على موقع إكس "يعترف قادة حماس أنفسهم صراحةً: إن هذا الاعتراف هو النتيجة المباشرة، و'الثمرة' لمذبحة السابع من أكتوبر".
أعلن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، اعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطين.
وقال ستارمر في بيان مصور: "اليوم، ولإحياء أمل السلام وحل الدولتين، أُعلن بوضوح، بصفتي رئيس وزراء هذا البلد العظيم، أن المملكة المتحدة تعترف رسمياً بدولة فلسطين".
وأضاف ستارمر في مقطع مصوّر نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، أنه "في مواجهة الرعب المتزايد في الشرق الأوسط، فإننا نتحرك للحفاظ على إمكانية السلام وحل الدولتين"، مشيراً إلى أن لحظة الاعتراف بالدولة الفلسطينية "قد حانت".
وشدد ستارمر على أن هذه الخطوة "ليست مكافأة لحماس"، لأن حل الدولتين يعني أن حماس "لا يمكن أن يكون لها مستقبل، ولا دور في الحكومة، ولا دور في الأمن"، مضيفاً أن دعوة بريطانيا لحل حقيقي قائم على دولتين هي نقيض "رؤية حماس البغيضة تماماً".
وقال ستارمر إنه التقى عائلات رهائن بريطانيين محتجزين لدى حماس في غزة، وإنه يرى "العذاب الذي يتعرضون له يومياً" والألم الذي يعتصر قلوب الناس في إسرائيل والمملكة المتحدة، مؤكداً على ضرورة إطلاق سراح الرهائن فوراً.
ووصف ستارمر الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة، قائلاً: "المجاعة والدمار لا يُطاقان إطلاقاً. هذا الموت والدمار يُرعبنا جميعاً".
ودعا ستارمر الحكومة الإسرائيلية إلى رفع القيود عند المعابر الحدودية، مضيفاً: "أوقفوا هذه الأساليب القاسية، ودعوا المساعدات تتدفق".
وكانت إسرائيل قد نفت في وقت سابق وجود أي قيود على المساعدات.
مع اعتراف بريطانيا بشكل رسمي بدولة فلسطين قبل قليل، استقبل غزيون كثر الخطوة بمشاعر إيجابية، واصفين إياها بـ"المنتظرة منذ سنوات".
تحدثت إلى بعض الأسر الفلسطينية في غزة عن هذا الإعلان، من بينهم عايدة الصفدي – وهي امرأة فلسطينية تعاني من السرطان ومرض في القلب. قالت لي عبر الهاتف إنها وعائلاتها كانوا ينتظرون الموقف الرسمي البريطاني هذا بـ"فارغ الصبر، فهو خبر جميل أن تعترف بنا بريطانيا بأننا دولة قد تستعيد سيادتها وكرامتها في يوم من الأيام".
تقول عايدة – البالغة من العمر 62 عاماً- إن الإعلان "هون كثيراً عليهم معاناة النزوح التي عاشوها على مدار الأسبوع الماضي" بعدما بدأت إسرائيل عمليتها البرية على غزة.
"لعلّها (خطوة الاعتراف البريطاني بفلسطين) تكون فاتحة الخير علينا في غزة وتتوقف الحرب" هكذا تقول بنبرة مبتهجة عبر الهاتف.
شاركها في الرأي ذاته زوج ابنتها عبد الله أبو ربيع الذي قال لي إن الأمر "ربما يضع ضغطاً على الإسرائيليين وعلى الدول الأوروبية الأخرى للنظر إلى الفلسطينيين بشكل مختلف الآن."
أما سلامة العوضي – فلسطيني يبلغ 40 عاماً – فيصف الخطوة بالتاريخية وإن كانت متأخرة بعض الشيء.
يقول لي في تسجيل صوتي عبر تطبيق واتساب: "أن تأتي متأخراً خيراً من ألا تأتي. الشعب الفلسطيني ينظر إلى بريطانيا على أنها السبب في دخول اليهود إلى الأراضي الفلسطينية من خلال وعد بلفور، فاعترافها بالدولة الفلسطينية اليوم هو تصحيح لهذا القرار التاريخي"
ويضيف العوضي أنه على الرغم من أن الاعتراف البريطاني إيجابي فإنه ربما لن يغيرشيئاً على الأرض.
"لا يزال القتال مستمراً والناس يموتون جوعاً. لا أقول إنه خبر غير إيجابي ولكن علينا أن نرى ما إذا كانت هذه الخطوة ستغير الوضع الحالي في غزة أم لا".
باتت المملكة المتحدة ثاني دولة من مجموعة الدول السبع الكبرى (G7) تعترف رسمياً بدولة فلسطينية، بعد كندا.
وتُهيمن هذه المنظمة، التي تضم أكبر سبع اقتصادات تُسمى "متقدمة" في العالم، على التجارة العالمية والنظام المالي الدولي.
واعترفت كندا قبل قليل بالدولة الفلسطينية، كما وضعت فرنسا خططاً للاعتراف بالدولة الفلسطينية أيضاً، ولكن من المتوقع أن تُعلن ذلك رسمياً في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع.
وصرح رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، في يوليو/تموز أن كندا ملتزمة منذ زمن طويل بحل الدولتين كجزء من عملية سلام تفاوضية.
وأشار إلى توسع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وتدهور الوضع الإنساني في غزة، قائلاً: "لم يعد هذا النهج قابلاً للاستمرار".
وفي إعلانه خلال الشهر نفسه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "التزاماً منها بالتزامها التاريخي بتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررت أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين".
وأضاف ماكرون: "يجب علينا أيضاً ضمان نزع سلاح حماس، وتأمين غزة وإعادة إعمارها".
وقالت الولايات المتحدة، التي انتقدت مواقف زملائها في مجموعة السبع، إنها "لا تنوي" اتباع نهجهم.
ولم تلتزم الدول الثلاث المتبقية في مجموعة السبع - إيطاليا وألمانيا واليابان - بالاعتراف.
خلال زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة الأسبوع الماضي، سُئل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط رئيس الوزراء البريطاني للاعتراف بدولة فلسطينية.
وقال ترامب، في معرض رده على أسئلة الصحفيين، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، في تشيكرز: "لدي خلاف مع رئيس الوزراء في هذا الصدد".
وأضاف "في الواقع إنها واحدة من خلافتنا القليلة".
وبدلاً من ذلك، أكد الرئيس الأمريكي أنه يود أن يرى حماس تفرج عن جميع الرهائن المتبقين والمحتجزين في غزة.
وقال ترامب "نريد أن ينتهي هذا. علينا استعادة الرهائن فوراً. هذا ما يريده شعب إسرائيل".
ويتوافق هذا مع ما قاله نائبه الشهر الماضي، عندما أكد أن الولايات المتحدة "ليس لديها خطط" للاعتراف بدولة فلسطينية، مشيراً إلى "عدم وجود حكومة فاعلة هناك".
لماذا تعترف المملكة المتحدة بدولة فلسطينية يوم الأحد، قبل يوم واحد من اتّخاذ فرنسا ومجموعة من الدول الأوروبية خطوة مماثلة؟
يظن البعض ربما أن القرار سيكون له تأثير أكبر لو أعلنته هذه البلدان مجتمعةً، بينما يقف قادتها جنباً إلى جنب في الأمم المتحدة بنيويورك.
تكمن الإجابة في حقيقة أن رأس السنة اليهودية - المعروفة باسم روش هاشناه - تبدأ مساء يوم الاثنين، ولم يرد الدبلوماسيون توجيه إساءة بالإعلان عمّا قد يكون قراراً مثيراً للجدل بالنسبة للبعض، في الوقت الذي يبدأ فيه العديد من الإسرائيليين الاحتفال بمناسبة مقدسة.
فيما قرر الفرنسيون، بعد أن نظموا مؤتمراً خاصاً في الأمم المتحدة، الالتزام بيوم الاثنين.
وربما يكون السبب الأكثر واقعية هو أن ستارمر لن يحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، ولا يمكن ترك إعلان بهذا الحجم لنائب رئيس الوزراء، ديفيد لامي، أو وزيرة الخارجية إيفيت كوبر، اللذين سيمثلان بريطانيا في نيويورك.
لاقت الخطوة المتوقعة من رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، اليوم انتقادات شديدة من الحكومة الإسرائيلية وبعض عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة.
وفي رسالة مفتوحة نُشرت يوم السبت، حثّت مجموعة مكونة من 16 فرداً من أقارب الرهائن الذين احتُجزوا في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ستارمر على عدم المضي قدماً في خطته للاعتراف بدولة فلسطينية.
وجاء في الرسالة: "إن إعلانكم المؤسف عن نية المملكة المتحدة الاعتراف بدولة فلسطينية أدى إلى تعقيد كبير للجهود الرامية إلى إعادة أحبائنا إلى ديارهم".
وورد كذلك: "احتفلت حماس بالفعل بقرار المملكة المتحدة واعتبرته انتصاراً، وتراجعت عن اتفاق وقف إطلاق النار. نوجه لكَ مناشدة بسيطة: لا تتخذ هذه الخطوة إلا بعد عودة أحبائنا إلى ديارهم وبين أحضاننا".
الجدير بالذكر أنه لا يزال هناك 48 رهينة محتجزين لدى حماس في غزة، ويُعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة.
قال رئيس البعثة الفلسطينية في المملكة المتحدة السفير حسام زملط، إن "أخطاء الماضي بدأت تُصحح"، وذلك رداً على سؤال حول معنى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأوضح زملط أيضاً أن السلطة الفلسطينية ملتزمة بإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن، مضيفاً أن ذلك غير ممكن حالياً في ظل "حواجز الطرق، ونقاط التفتيش، وإرهاب المستوطنين المتصاعد" في الضفة الغربية.
وقال إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "ضروري"، وإن أي شخص يعارض ذلك ينظر إلى الوراء لا إلى الأمام.
قال نائب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد لامي، الذي سيمثل المملكة المتحدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن "الاعتراف بدولة فلسطينية هو نتيجة التوسع الخطير الذي نشهده في الضفة الغربية، والنية والمؤشرات التي نلمسها إلى بناء المشروع (E1) مثلاً، الذي سيقوّض بصورة خطيرة فرص حل الدولتين".
وأكّد لامي خلال حديثه لتلفزيون بي بي سي أن الاعتراف بدولة فلسطينية لن يُنشئها "بين عشية وضحاها"، مشدداً على أن الاعتراف يجب أن يكون جزءاً من عملية سلام أوسع.
وأضاف قائلاً: "أي خطوة للاعتراف بها تنبع من رغبتنا في الحفاظ على فرص حل الدولتين".
تُمثّل هذه الخطوة تغييراً جذرياً في السياسة الخارجية البريطانية، بعد أن أكدت الحكومات المتعاقبة أن الاعتراف يجب أن يكون جزءاً من عملية السلام وفي وقتٍ يكون فيه تأثيره بالغاً.
وقد أثارت هذه الخطوة انتقاداتٍ لاذعة من الحكومة الإسرائيلية، وعائلات الرهائن، وبعض المحافظين.
وقال نتنياهو سابقاً إن مثل هذه الخطوة "تُكافئ الإرهاب".