أعلن المفتش العام للجيش الألماني، كارستن بروير، أن بلاده ستسرّع إدخال أنظمة أسلحة جديدة لمواجهة تهديدات الطائرات المسيّرة، في وقت تتصاعد فيه المخاوف الأمنية بأوروبا على خلفية اختراقات روسية متكررة لأجواء بولندا وإستونيا.
وقال بروير، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن الجدول الزمني لتطوير الدفاع ضد الطائرات المسيّرة سيتحدد بناءً على الاختبارات الجارية لأنواع مختلفة من المسيّرات القتالية، المعروفة بالذخائر المتسكعة أو "طائرات الكاميكاز". وأضاف: "اتخذنا قراراً بشأن الذخائر المتسكعة في مارس الماضي، وبحلول نهاية العام ستستخدمها القوات لأول مرة في إطلاق نار حي".
كما شدد المسؤول العسكري الألماني على أن التحديات الأمنية لا تقتصر على المسيّرات وحدها،. وأوضح قائلا: "لا يمكننا أن نقول إننا ننظر فقط إلى الطائرات المسيرة. فرغم أهميتها، لا تزال الصواريخ والطائرات التقليدية تشكل تهديداً رئيسياً".
جاءت تصريحات بروير في وقت حرج، إذ شهدت الأسابيع الأخيرة عدة حوادث مثيرة للقلق. ففي إستونيا، اخترقت ثلاث طائرات روسية من طراز MiG-31 الأجواء قرب جزيرة فايندلو، حيث حلّقت 12 دقيقة داخل المجال الجوي الإستوني دون خطط طيران معتمدة أو تشغيل أجهزة إرسال، وهو ما دفع إستونيا لاستدعاء السفير الروسي والطلب بفتح مشاورات طارئة في إطار المادة الرابعة من معاهدة حلف الناتو.
وفي بولندا، تعرّضت البلاد لموجة من الطائرات المسيّرة الروسية التي دخلت أجواءها من جهة بيلاروسيا، ما أدى إلى تفعيل الدفاعات الجوية وإسقاط بعضها. وردّت وارسو، بدعم من دول الناتو، بإطلاق مهمة دفاعية جديدة عُرفت باسم "Eastern Sentry" لتعزيز مراقبة الحدود الجوية الشرقية.
وأتت هذه التطورات بالتزامن مع مناورات روسية–بيلاروسية واسعة النطاق تحت اسم (Zapad-2025)، والتي ينظر إليها الحلف على أنها جزء من اختبار موسكو لردود فعل الناتو. ويرى خبراء أن مثل هذه الاختراقات تمثل رسائل سياسية أكثر منها عمليات عسكرية، لكنها تضع الحلف أمام تحدٍ مباشر لإثبات جهوزيته الدفاعية.
يشار إلى أنه بالنسبة لألمانيا، يُعَدّ تطوير الدفاعات ضد المسيّرات أولوية قصوى بعد أن أظهرت حرب أوكرانيا كيف يمكن للطائرات المسيرة الرخيصة نسبياً أن تُلحق أضراراً جسيمة بالبنية التحتية والقوات العسكرية. ويأمل الجيش الألماني أن تسهم هذه الأنظمة الجديدة في سد فجوات الحماية الجوية، خاصةً مع تعزيز التعاون داخل الناتو لمواجهة أي تصعيد محتمل.