عاجل| أحزمة نارية وقصف عنيف ينفذه الاحتلال الآن على حي تل الهوا في مدينة غزة. pic.twitter.com/7IWFmaKDB1
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) September 19, 2025
هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الجمعة بشن قصف غير مسبوق على غزة ، في وقت أوقعت غاراته عشرات الشهداء، وسط نزوح مستمر من المدينة نحو وسط وجنوب القطاع.
وأعلن جيش الاحتلال -في بيان- إغلاق محور صلاح الدين الذي فتحه مؤقتا لتسهيل مغادرة الفارين من شدة قصفه على مدينة غزة وشمال القطاع، ووجّه تهديدا جديدا للسكان بضرورة مغادرة المدينة إلى ما يطلق إليها "المنطقة الإنسانية".
وقال إنه اعتبارا من هذه اللحظة لا يتسنى الانتقال جنوبا إلا عبر شارع الرشيد علىى ساحل غزة.
وأضاف أنه سيواصل العمل بقوة "شديدة وغير مسبوقة" ضد حركة حماس والفصائل الفلسطينية، وكان يشير بذلك إلى تكثيف الغارت وعمليات التدمير للمناطق السكنية في مدينة غزة التي بدأها قبل أيام.
وأعلن جيش الاحتلال أنه بدأ الثلاثاء الماضي هجوما بريا على مدينة غزة في إطار عملية عربات جدعون 2 ، بيد أن تقدم قواته في أنحاء مدينة غزة كان محدودا للغاية، وفقا لمصادر متطابقة.
وتحت الصواريخ وقذائف المدفعية، استمرت اليوم حركة النزوح من مناطق في مدينة غزة نحو وسط وجنوب القطاع عبر شارع الرشيد وسط ظروف قاسية، في حين ظل مئات الآلاف داخل المدينة وفي شمال القطاع.
وقال مراسل الجزيرة إن جزءا كبيرا من العائلات الفلسطينية التي تنزح باتجاه الجنوب تأتي من المناطق الغربية لمدينة غزة ومنها مخيم الشاطئ ومحيط الميناء ومنطقة الشاليهات وحي تل الهوا، وهي المناطق الأكثر اكتظاظا وعرضة للقصف في هذه المرحلة.
وأضاف أن كثافة القصف على المناطق الغربية دفعت السكان إلى النزوح، مشيرا إلى أن العديد من النازحين يضطرون للتنقل لمسافات طويلة إلى المنطقة الوسطى.
وقال المتحدث باسم بلدية غزة عاصم النبيه للجزيرة إن آلاف العائلات تتكدس وسط مدينة غزة في ظل غياب تام للمساعدات الإنسانية.
وأشار النبيه إلى أن منظومة الخدمات انهارت بشكل كامل في المدينة، وأن أضرارا بالغة لحقت بالبنية التحتية.
ووسط ظروف مأساوية صعبة، افترشت عشرات العائلات الفلسطينية النازحة الأرض في مستشفى القدس في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة.
وفي منطقة المواصي الساحلية غرب خان يونس ، اُجبرت آلاف العائلات الفلسطينية النازحة على وضع خيامها على شاطئ البحر لضيق المساحات المتوفرة لاستيعابهم.
وتحدث جيش الاحتلال عن نزوح نحو 480 ألف فلسطيني من مدينة غزة، لكن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أكد أنه تمّ تسجيل 246 ألف حالة نزوح من المدينة منذ منتصف أغسطس/آب الماضي، أكثر من نصفهم نزحوا خلال الأسبوع الماضي فقط، بينما أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن العدد لا يتجاوز 190 ألفا.
وفي التطورات الميدانية، تعرضت أحياء مدينة غزة لموجة جديدة من الغارات، كما شمل القصف مناطق في وسط وجنوب القطاع.
وأفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 43 فلسطينيا في غارات اليوم، 26 منهم في مدينة غزة.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن مدينة غزة تعرضت لسلسلة غارات عنيفة جدا، تركزت على مناطق جنوبي مدينة غزة وبينها حيا تل الهوا والصبرة اللذين تعرضا لأحزمة نارية.
واستهدفت إحدى الغارات منزلا في حي تل الهوا مما أسفر عن 8 شهداء، كما أوقع القصف شهداء بحي الصبرة، وفقا لمصادر فلسطينية.
وتزامنت الغارات مع عمليات نسف جديدة للمباني في مناطق بينها تل الهوا ومنطقة النفق شمالي المدينة.
كما تعرضت المناطق الغربية للمدينة لسلسلة من الغارات أوقعت شهداء في حي الرمال ومحيط الميناء، وشمل القصف أيضا المناطق الشرقية على غرار حي التفاح والأحياء الشمالية وبينها حي الشيخ رضوان ومنطقة النفق.
وفي وسط القطاع، استشهد 6 فلسطيينين في غارتين منفصلتين على مخيم النصيرات ، كما استشهد فلسطيني إثر استهداف تجمع لفلسطينيين في مدينة دير البلح.
وفي جنوب قطاع غزة، أفاد مصدر طبي باستشهاد طفلين إثر غارة إسرائيلية على خيمة تؤوي نازحين بمنطقة المواصي غرب خان يونس، كما استشهد فلسطيني في قصف على منطقة القرارة شمال المدينة.
من جهته، أفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد اثنين من المجوّعين بنيران قوات الاحتلال في محيط مركز للتحكم بالمساعدات قرب خان يونس.
وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم إن مستشفيات القطاع استقبلت خلال 24 ساعة 33 شهيدا و146 مصابا، وهذا يرفع إجمالي ضحايا العدوان إلى 65 ألفا و174 شهيدا و166 ألفا و71 مصابا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
في الأثناء، سجلت وزارة الصحة في غزة 4 وفيات بينهم طفل في الساعات الـ24 الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية.
كما أعلن مصدر بمستشفى شهداء الأقصى وفاة طفل عمره 9 سنوات نتيجة سوء تغذية حاد داخل قسم الأطفال في المستشفى.
وبذلك يرتفع إجمالي وفيات سوء التغذية في القطاع إلى 441 شهيدا، بينهم 148 طفلا.
وقد سُجلت 158 وفاة بسوء التغذية منذ تأكيد الأمم المتحدة الشهر الماضي تفشي المجاعة في مدينة غزة.