في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
الخرطوم- أعادت المنظمة الدولية للهجرة مجموعة من المهاجرين النيجيريين من السودان إلى مدينة كانو في نيجيريا ، وذلك بعد أن تقطَّعت بهم السبل في السودان، في عملية إنسانية بالغة الأهمية كما وصفتها المنظمة.
ومن المقرر أن يعاد المهاجرون وعددهم 300 على دفعتين، حيث انطلقت الرحلة الأولى، اليوم الخميس، بعدد من المهاجرين من مطار بورتسودان الدولي إلى مطار لاغوس، بينما ستقل الرحلة الثانية من تبقى يوم 24 سبتمبر/أيلول القادم.
بسبحة صغيرة بيده، يجلس إبراهيم محمد النيجيري (30 عاما) يراقب طوابير الأُسر التي تستعد للعودة معه إلى مدينة "كانو" اليوم من مطار بورتسودان. ويقول للجزيرة نت "تمنيت أن تكون زوجتي معي على نفس الرحلة، فأنا أنتظر مولودي قريبا، ربما تلحق بي في مقبل الأيام".
وكان إبراهيم يعمل سائق "ركشة" (دراجة نارية للنقل العام) في حي مايو جنوب الخرطوم ، ولكنه نزح في الأسابيع الأولى للحرب إلى مدينة بورتسودان تاركا مركبته وراءه دون أن يعرف مصيرها، فالروح أغلى، حسب قوله.
ولم يكن إبراهيم يتصور ما حدث معه، واضطر بعد نزوحه للنوم في الشوارع، والعمل حمّالا، ومرَّ بظروف صعبة كانت لا تتوفر له فيها وجبات الطعام أياما كثيرة.
وبعد عامين قضاها في بورتسودان، يقول إنه الآن بوضع أفضل حيث حصل على عمل أمن له سكنه ولقمة عيشه.
وكان ابراهيم قد دخل إلى السودان، قبل 5 سنوات، يحمل حقيبة صغيرة بها حذاء واحد وقطعتا ملابس، فعمل في الخرطوم حتى تمكن من تحسين وضعه.
وكل ما تمنَّاه إبراهيم هو العودة قريبا للسودان، ويقول إن عجزه عن الإيفاء بمتطلبات أهله هو ما دفعه للعودة ضمن برنامج إعادة المهاجرين هذا، وعبَّرعن شوقه وتلهفه للقاء أهله.
ومثل إبراهيم، أجهش محمد عبد الله باكيا بعد سؤاله عن شعوره وهو يعود اليوم إلى نيجيريا. فصمت برهة ثم قال إنه فقد والده الذي توفى خلال الفترة الماضية هناك في نيجيريا، وأنه وصل السودان قبل 12 عاما برفقة جزء من أفراد عائلته الذين يتركهم خلفه.
وكان محمد يملك متجرا لصيانة الهواتف بمنطقة حي مايو أيضا، الذي تركه في أيام الحرب الأولى نازحا إلى بورتسودان.
من جانبه، يقول مدير المنظمة الدولية للهجرة بالسودان محمد رفعت إن الرحلة التي نفذتها المنظمة تحمل على متنها 146 مهاجرا كانوا عالقين في مناطق النزاع بالسودان، معظمهم من الخرطوم وآخرون من الجزيرة.
وأوضح للجزيرة نت أن المهاجرين الذين رُحلوا اليوم نيجيريون ستتم إعادتهم لولاية كانو، وأن الأغلبية العظمى منهم كانت بالسودان منذ عامين أو 3 أعوام، وأغلبهم من الفئات المستضعفة من النساء والأطفال والمعاقين جاؤوا إلى السودان للعمل أو التعليم.
وأكد رفعت أن المشروع تم بالتعاون المباشر مع الحكومة السودانية، مبينا أنه سيعقب ذلك طائرتان خلال الأشهر القادمة لترحيل بقية المهاجرين النيجيريين.
ومن جهته، يقول المفوض العام للعون الإنساني المكلف، المستشار أحمد محمد عثمان، إن برنامج ترحيل النيجيريين بالسودان يأتي ضمن جهود العودة الطوعية للأجانب والمهاجرين الموجودين بالبلاد، وإن الجزء الأكبر من النيجيريين الذين أعيدوا، اليوم، من الطلاب وذوي الإعاقة، وإن 90% منهم نساء وأطفال.
وأكد عثمان للجزيرة نت أن حكومة السودان تبذل "جهودا مضنية وكبيرة في استضافة اللاجئين والمهاجرين الأجانب الذين يشاركون أهل السودان المطعم والمأكل والمأوى والخدمات".
وأوضح أن المرحلين إلى نيجيريا، اليوم، ومن سيليهم كانوا بضيافة حكومة السودان بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة ، وأن الشراكة بين الحكومة ومنظمة الهجرة الدولية ستثمر بمكافحة تداعيات الهجرة غير النظامية .
وتابع عثمان أن تداعيات ترحيل هؤلاء المهاجرين جاءت نتيجة لدعم استحقاقات الحلول المستدامة الثلاثة، وذلك عقب تدهور وضعهم المعيشي في أعقاب الحرب التي تعيشها البلاد ككل.
دشّنت الحكومة السودانية بالتعاون والتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة المرحلة الثانية لترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى بلدانهم في إطار العودة الطوعية، وشملت الرحلة 146 أجنبياً من دولة نيجيريا تم ترحيلهم جواً من مدينة بورتسودان.#السودان pic.twitter.com/VN8DscRWBk
— Sudan News (@Sudan_tweet) September 18, 2025
أما مدير إدارة الحدود والأجانب بالخارجية السودانية السفير أونور أحمد، فيقول: إن ترحيل هؤلاء المهاجرين يأتي ضمن جهود الحكومة السودانية بالتنسيق مع منظمة الهجرة الدولية في إطار تقنين أوضاع الأجانب بالسودان، وإن الرحلة ستكون من مطار بورتسودان إلى مطار لاغوس الدولي.
وأكد السفير -في تصريح خاص للجزيرة نت- أن الذي تم اليوم هو عودة طوعية لمهاجرين دخلوا البلاد بصورة غير نظامية ولم يسووا أوضاعهم القانونية، وأنهم ليسوا لاجئين.
وبدوره، يقول المساعد المعتمد للاجئين بولاية البحر الأحمر، عثمان عبد الله عوض الكريم، إن هذه الخطوة جاءت نتيجة اتجاه الدولة السودانية لتقنين أوضاع الأجانب بالسودان، عقب الأحداث الأخيرة، وإن هذه المرحلة تُمثل الفوج الثاني من ترحيل الأجانب الموجودين بالسودان، وقال إن السودان لديه منافذ للاجئين في كل الحدود للذين يستدعي وضعهم الإنساني طلب اللجوء.