آخر الأخبار

غزة.. إسرائيل ترسم خطتها العسكرية

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

خطط إسرائيلية لاستكمال حصار مدينة غزة قبل 7 أكتوبر

تتصاعد التحركات الإسرائيلية نحو مدينة غزة وسط حرب مُحتدمة تقصف القطاع وتفتّت مدنه. تقارير إسرائيلية تتحدث عن خطة احتلال لمدينة غزة مرتّبة على 3 مراحل، تهدف —حسب المخطط— إلى تطويق المدينة وإخلائها من سكانها تمهيدا لاقتحام شامل.

مصادر أمنية تُشير إلى جُهوزية عمليات استخباراتية وعسكرية وإلى تقديرات بعدد مقاتلي حماس و الجهاد داخل المدينة، فيما يحمِل الموقف العسكري أبعادا سياسية واضحة تَبقى مشتعلة على الساحة الإسرائيلية.

في هذا التقرير نعرض تفاصيل الخطة، ومداخلات محللين، والتداعيات المحتملة على الأرض.

خطة الاحتلال.. ثلاث مراحل مُحدَّدة

خطة احتلال مدينة غزة، وفق ما نُقل عن مواقع إسرائيلية، مقسومة إلى ثلاث مراحل رئيسية:


* المرحلة الأولى.. "مرحلة النيران":

تركز على قصف مكثف وتدمير هائل للبنى التحتية. وتشهد هذه المرحلة استخداما للروبوتات فوق الأرض وتحتها ومستويات عالية من النيران التي تهدف إلى ضرب الأهداف الميدانية واللوجستية وتفتيت البنى التحتية.

وصف المخطط هذه المرحلة بأنها تمهيد قاس، يهدف أيضًا إلى دفع السكان نحو الجنوب كخطوة لإفراغ المدينة.


* المرحلة الثانية.. "تخطيط مسار التربة":

تشمل تخطيطا دقيقا لمسارات التقدم الأرضي بالتنسيق مع معلومات الاستخبارات وقوائم المحتجزين والمفقودين.

تُسعى إلى تقليل المخاطر المترتبة على الجنود من كمائن و عبوات ناسفة، فتكون النيران سريعة ومكثفة أما الوتيرة الأرضية فـ"أبطأ" ومتحركة بعناية أكبر.


* المرحلة الثالثة.. "التأمين والتصنيف الأمني":

تُصنَّف هذه المرحلة على أنها عالية التصنيف الأمني، وتجمع بين قدرات عسكرية لم تُستخدم سابقًا في غزة بحسب الرواية الإسرائيلية، بما في ذلك ذخائر وأساليب قتالية تُعدّ جديدة من نوعها في القطاع.

تهدف إلى تثبيت السيطرة وتأمين المناطق التي تُمكّن القوات من إعلان "تحقيق الهدف" الميداني.

أرقام وتقديرات استخباراتية

نقلت تقارير عن صحيفة إسرائيلية عن تقديرات استخباراتية تشير إلى وجود 7500 عنصر على الأقل من حركتي حماس والجهاد داخل مدينة غزة.

كما أفادت تقارير أن حماس تعمل على تجنيد عناصر جديدة، إعادة بناء الأنفاق، والتدريب وإعداد المتفجرات استعدادا لفترة قتال داخل المدينة وشمال القطاع.

في الوقت نفسه، أُشير إلى أن تحقيق " الاحتلال الكامل" للمدينة لا يتوقّع أن يكتمل فورا، بل ستستمر العمليات وفق مراحل زمنية محددة.

ما بين العسكري والسياسي.. الهدف الذي يتجاوز الميدان

من القدس، قال نضال كناعنة، محرر الشؤون الإسرائيلية في سكاي نيوز عربية، خلال حديثه لبرنامج الظهيرة، إن الخطة ليست عسكرية بحتة بل تحمل بعدا سياسيا واضحا.

وفقا لكناعنة، الهدف من وراء الخطة يتجاوز مجرد تنفيذ عملية عسكرية قصيرة الأمد إلى كسب وقت سياسي يسمح بإعادة تشكيل المشهد في غزة: "التفريغ من السكان والضغط على الحركة وإضعاف قدراتها الإدارية".

وبيّن كناعنة أن استنساخ تجربة "جدعون 1" عبر " جدعون 2" لا يضمن حسما فعليا، بل قد يعيد إنتاج تجربة ضخمة من الضغوط الإعلامية والسياسية والخسائر الميدانية.

واعتبر أن استهداف الأبراج وعمليات "هدم الأبراج" تندرج في سياق إجبار السكان على النزوح وتهيئة قطاع غزة لمرحلة إعادة البناء التي يروّج لها بعض السياسيين الإسرائيليين، وهو ما يُترجم —بحسبه— إلى مشروع سياسي طويل الأمد لتمهيد الأرض لمشاريع إسرائيلية مستقبلية.

كما لفت كناعنة إلى تذبذب الموقف داخل الشارع الإسرائيلي: بينما يدعم كثيرون "الانتقام" و الهجوم على غزة، فإنهم في الوقت نفسه يميلون إلى تفضيل أي حل يُفضي إلى تحرير المحتجزين.

هذا التناقض يوفر للقيادة السياسية هامشا لاستغلال الغموض بين الوجهين: إنقاذ المحتجزين والانتقام ضد حماس، في آن معًا.

تقييم عسكري.. منظور تكتيكي وزمني

قال الدكتور سيد غنيم، الأستاذ الزائر في الناتو والأكاديمية الملكية العسكرية ببروكسل، خلال استضافته في البرنامج نفسه، إن الخطط العسكرية عادةً ما تُقسَّم زمنياً إلى مراحل تنفذ كلا على حدة بمهام وأهداف واضحة.

وشرح أن تقسيم الخطة إلى ثلاث مراحل هو منطق عملي: تبدأ الكثافة النارية لتدمير أهداف بعيدة المدى، ثم تتبعها ضربات أسرع مع تقديم قوات برية بحذر لتقليل التعرض لعمليات الكمائن والعبوات الناسفة، وتختتم بعمليات تأمين الأرض والسيطرة.

أشار غنيم إلى أن القتال داخل المدن يختلف عن المواجهات التقليدية، إذ يفرض معدلات خسائر أعلى وتعقيدات لوجستية وأمنية كبيرة، لا سيما مع وجود أنفاق وأنظمة متخفية.

ولم يستبعد استخدام أسلحة نوعية وروبوتات ومعدات متقدمة للتعامل مع البيئات الحضرية والأنفاق، معربا عن أن الهدف الذي يضعه القادة هو تقليل الخسائر لأدنى حد ممكن، رغم أن الواقع الميداني قد يُسفر عن معدلات خسائر مرتفعة.

معالم الميدان.. تهجير وإجراءات تمهيدية

وفق المضمون الذي نُقل في التقارير، تُمثل عمليات قصف الأبراج وجزء من "مجزرة الأبراج" في استراتيجيات الإجراء التمهيدي التي تسعى فعليًا إلى إخلاء مناطق سكّانية كاملة من سكانها.

وصفت هذه الخطوات بأنها ليست تهيئة فحسب، بل جزء مركزي من هدف أوسع يسعى إلى تفريغ مدينة غزة من حوالي مليون نسمة وتحويل المشهد العمراني إلى مساحات قابلة لإعادة البناء وفق رؤى يتبنّاها بعض اليمين الإسرائيلي.

كما أُشير إلى محاور توجّه قوات الاحتلال نحو السيطرة على أحياء محددة شمالًا وجنوبًا، وإمكانية قيام «كَمّاشة» تهدف إلى إحكام الطوق حول أجزاء من المدينة لزيادة الضغط قبل التقدم البري.

قراءة الشارع وسياسة القيادة

تطرق نضال كناعنة إلى ازدواجية في موقف الشارع الإسرائيلي: من جهة رغبة في الرد والقصاص من حركة حماس، ومن جهة أخرى أولوية إنقاذ الأسرى، ويمتد ذلك إلى خلاف سياسي داخلي حول دوافع القادة ونتائج الحرب على سمعة إسرائيل.

وأضاف أن رئيس الحكومة مضطر للموازنة بين الاستجابة لهذا الضغط الشعبي والرغبة في إبقاء الخيارات مفتوحة سياسياً، ما يجعل استمرار الحرب قراراً ذا تبعات داخلية وخارجية كبيرة.

السياسة خلف الرصاص

المشهد الذي ترسمه الخطة الإسرائيلية هو مزيج من استراتيجية عسكرية وسياسة استراتيجية تهدف إلى إعادة تشكيل الواقع في غزة، لا يقتصر على هدف عسكري فحسب.

تحريك قوات وتعزيزات، استخدام قصف مكثف، استهداف أبراج، وتهجير مدنيين كلها عناصر تتداخل فيها الخيارات السياسية مع احتياجات الساحة العسكرية. النتيجة المتوقعة ليست حسمًا سريعًا، بل سلسلة من المراحل التي قد تمتد زمنيًا وتترك أثراً إنسانيًا ودبلوماسيًا طويل الأمد.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا