آخر الأخبار

إيطاليا تصعد تحركاتها ضد إسرائيل بإضراب عام وفعاليات شعبية

شارك

تستعد النقابات العمالية في إيطاليا لتنظيم إضراب عام الاثنين المقبل، ويستمر 24 ساعة، ويشمل جميع القطاعات العامة والخاصة، وذلك في خطوة وُصفت بالتاريخية نظرا لارتباطها المباشر بالقضية الفلسطينية.

كما دعت أيضا نقابة الاتحاد العام الإيطالي للعمل إلى تنفيذ إضراب جزئي غدا الجمعة، تمهيدا لتصعيد أكبر في العاصمة روما خلال مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وذلك تنديدا بالهجوم البري الواسع الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة .

وتعد نقابة الاتحاد العام الإيطالي للعمل واحدة من أكبر النقابات العمالية في إيطاليا، وتضم مختلف القطاعات العمالية للدفاع عن حقوق العمال.

ووفق بيان صادر عن النقابات -اطلعت عليه الجزيرة نت- فإن الإضراب يهدف إلى إعلان تضامن واسع مع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ نحو عامين، إضافة إلى دعم " أسطول الصمود العالمي " الذي انطلق جزء منه من إيطاليا متجها إلى القطاع المحاصر، فضلا عن الضغط على الحكومة الإيطالية لاتخاذ موقف سياسي حازم ضد الممارسات الإسرائيلية عبر فرض عقوبات ووقف التعاون الدبلوماسي والتجاري مع إسرائيل.

وتؤكد النقابات أن هذه الخطوة تمثل رفضا لما تصفه "باقتصاد الحرب" وتزايد الإنفاق العسكري على حساب الحقوق الاجتماعية للعمال والمواطنين، معتبرة أن التعبئة الشعبية والإضرابات المتكررة هي الوسيلة الوحيدة القادرة على إحداث تغيير في السياسات الرسمية الإيطالية والأوروبية تجاه القضية الفلسطينية.

مصدر الصورة الاتحاد العام الإيطالي للعمل "سي جي آي إل" (CGIL) دعا أيضا إلى تنظيم إضراب جزئي غدا الجمعة في توسكانا (موقع الاتحاد)

الهدف من الإضراب العام في إيطاليا

وقال الأمين العام للنقابة الوطنية للكونفدرالية الموحدة "سي يو بي" (CUB) والتر مونتانيولي للجزيرة نت إن "الإضراب المقرر في 22 سبتمبر/أيلول الجاري سيكون إضرابا عاما تاريخيا، لأنه الأول الذي يُنظم في إيطاليا دفاعا عن حقوق الفلسطينيين". مؤكدا أن شعاراته الأساسية هي "ارفعوا أيديكم عن أسطول الصمود"، و"لا للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني"، و"وقف الحرب وإيصال المساعدات".

إعلان

أما عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للعمال في توسكانا روشاني روشي، فاعتبر أن "الإضراب رسالة صريحة ضد المجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة"، مضيفا أن الصمت الغربي "يجعل الاستياء الشعبي في إيطاليا يتفاقم يوما بعد يوم".

من جهته، شدد أمين الاتحاد العام الإيطالي للعمل "سي جي آي إل" (CGIL) برنارد ماراسكو للجزيرة نت على أن "المطالب واضحة، وهي: وقف التدخلات العسكرية في غزة والضفة الغربية، وضمان فتح الممرات الإنسانية، والضغط على الحكومة الإيطالية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتعليق التعاون التجاري والعسكري مع إسرائيل".

وأوضحت النقابات في بيانها أن الإضراب يهدف كذلك إلى رفض "اقتصاد الحرب" وزيادة الإنفاق العسكري، والتصدي لاستغلال العمال، وغياب السياسات الاجتماعية والصناعية القادرة على مواجهة التحديات الراهنة.

الإضراب العام والحكومة الإيطالية

وبيّن بيان النقابات كذلك أن إضراب الاثنين المقبل يعد خطوة مفصلية لإظهار أن الشارع الإيطالي يرفض سياسات الحرب، وأن التعبئة الجماهيرية هي السبيل الوحيد لإحداث تغيير ملموس في المواقف الرسمية.

كما شدد البيان على أن التحركات لن تتوقف عند هذا الحد، حيث يجري الاستعداد لتنظيم مظاهرة وطنية كبرى في العاصمة روما في 4 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، يُتوقع أن تشارك فيها النقابات والفعاليات الشعبية على نطاق واسع، بهدف زيادة الضغط على الحكومة الإيطالية وإبراز حجم الرفض الشعبي لاستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.

وتطبيقا لهذه الفعاليات على الأرض، أشار مونتانيولي إلى أن "المبادرة التي انطلقت من ميناء جنوة، حيث شارك فيها أكثر من 40 ألف متظاهر لوقف البضائع المتجهة إلى إسرائيل، تعد مثالا حيا لقدرة الحراك الشعبي على الضغط وتأثر القرارات الحكومية بذلك"، مشددا على أن "الطريق الوحيد لتغيير سياسات أوروبا والغرب هو تصعيد التعبئة الشعبية والإضراب".

وقريبا من هذا يرى روشي في تصريح للجزيرة نت أن "الحكومات الأوروبية لا يمكن أن تظل صامتة أمام مشاهد المذابح في غزة، ومن واجب العمال والمواطنين الاستمرار في شلّ الحياة العامة حتى يُجبر السياسيون على التحرك".

بدوره، أكد ماراسكو أن "الموقف الإيطالي ما زال مترددا وضعيفا مقارنة بمواقف بعض الدول الأوروبية الأخرى مثل إسبانيا"، مطالبا بأن "تعترف الحكومة الإيطالية بالدولة الفلسطينية فورا وتعلّق كافة أشكال التعاون مع إسرائيل".

مصدر الصورة قيادات من الاتحاد العام الإيطالي للعمل تشارك في مظاهرة عيد العمال بروما في مايو/أيار الماضي (رويترز)

إضراب جزئي يوم الجمعة

وقال عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للعمال في توسكانا إن "العمال والعاملات في توسكانا قرروا شل الحركة غدا الجمعة عبر إضراب سياسي ضد الإبادة في غزة"، مضيفا أن ساحات فلورنسا وسيينا وليفورنو ستشهد تجمعات حاشدة.

من ناحيته، أعلن الاتحاد العام الإيطالي للعمل عن تعبئة وطنية غدا الجمعة تشمل ساعة إضراب في جميع أنحاء البلاد، في حين سيُنفذ في توسكانا إضراب كامل مدته 8 ساعات لجميع الفئات الاقتصادية.

وأوضح ماراسكو أن "المطالب تتركز على وقف التدخلات العسكرية وضمان الممرات الإنسانية والضغط على الحكومة للاعتراف بالدولة الفلسطينية وتعليق التعاون مع إسرائيل".

إعلان

وفي هذا السياق، أكد بيان النقابات أن الإضرابات الجزئية في توسكانا والتعبئة الوطنية غدا الجمعة تمثل مقدمة لمظاهرات وطنية كبيرة مقررة في الفترة المقبلة، وستشارك فيها النقابات والفعاليات الشعبية للضغط على الحكومة الإيطالية ودفعها لاتخاذ مواقف سياسية أكثر وضوحا تجاه العدوان على غزة.

القطاعات المشاركة في الإضراب

وأفاد البيان الصادر عن النقابات العمالية في إيطاليا بأن الإضراب المقرر في 22 سبتمبر/أيلول الجاري سيستمر 24 ساعة، وسيشمل جميع القطاعات العامة والخاصة، مثل القطارات والنقل العام المحلي والنقل البحري ونقل البضائع واللوجستيات.

كما أضاف البيان أن سيارات الأجرة أيضا ستشارك في الإضراب، بالإضافة إلى العاملين على الطرق السريعة والموانئ، مبينا أن رجال الإطفاء سيكون لديهم إضراب جزئي للعاملين في نظام الورديات، لكن الموظفين الإداريين سيشاركون في الإضراب الكلي.

وأوضح البيان كذلك أن قطاع النقل الجوي مستثنى من الإضراب، مؤكّدا ضمان الخدمات الأساسية المنصوص عليها في القانون، خاصة في قطاع السكك الحديدية.

وفي 7 سبتمبر/أيلول الجاري، بدأت سفن "أسطول الصمود العالمي" القادمة من إسبانيا وإيطاليا الوصول إلى السواحل التونسية تمهيدا للتوجه نحو غزة وكسر الحصار الإسرائيلي. ويأتي ذلك في وقت شددت فيه إسرائيل منذ مارس/آذار الماضي حصارها على القطاع، مانعة إدخال الغذاء والدواء، مما أدخل السكان في مجاعة خانقة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبدعم أميركي، تواصل إسرائيل عدوانها على غزة، مما أسفر عن أكثر من 65 ألف شهيد ونحو 166 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى نحو 10 آلاف مفقود تحت ركام المنازل لعدم قدرة فرق الدفاع المدني على الوصول إليهم.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا