يشنّ الجيش الإسرائيلي هجومه البري على مدينة غزة منذ فجر أمس الثلاثاء، بعد قصف متواصل استمرّ لساعات، ويؤكد سكان غزة أن ما يعيشونه هو مشاهد من يوم القيامة. ومن ناحية أخرى خلصت لجنة تابعة للأمم المتحدة إلى أن ما يجري في غزة إبادة جماعية .
وبهذه الجمل لخصت صحيفة لوتان السويسرية تقريرا لها عن الوضع الحالي، مستشهدة في البداية بما قاله لها -عبر الهاتف- الصحفي الفلسطيني رامي أبو جاموس المحاصر مع عائلته في شقتهم بغزة.
"عائلة زرقوت، عائلة مسعود، عائلة سلطان.." هكذا بدأ أبو جاموس يعدد أسماء العائلات التي أبيدت عن آخرها في الساعات الأخيرة قبل أن يضيف "لقد كانت ليلة عصيبة، تشبه الليالي الأولى للاجتياح قبل عامين".
وفي رسالة صوتية، وصف أبو جاموس، وهو كاتب عمود منتظم في موقع "أوريان 21" الإلكتروني الإخباري، مدينةً تحولت إلى جحيم، قائلا:
"مع وابل القنابل والصواريخ المتواصل، تحوّلت السماء إلى اللونين الأحمر والأبيض. لقد اهتزّت بنايتنا كما لو أن زلزالا قد ضربها، وظلت طائرات مقاتلة ومروحيات تحلق في السماء، وهناك عشرات القتلى، ومئات الأشخاص في الشوارع، وآلاف آخرون يحاولون النزوح إلى الجنوب، على عربات أو سيرًا على الأقدام".
يُشار إلى أن السلطات الصحية في غزة أكدت أمس استشهاد 59 شخصا وجرح 386 خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد، صباح أمس، تكثيف عملية " عربات جدعون 2″ التي أطلقها قبل نحو شهر.
وعقب الغارات الجوية الليلية، أعلن الجيش عن شن هجوم بري، حيث تتجه فرقتان عسكريتان نحو وسط المدينة.
ويحاول مئات الآلاف من سكان غزة الفرار لكن الصواريخ تطاردهم، إذ تتساقط في كل مكان، حتى في الطريق الذي يؤدي جنوبا.
"وهذا أمر جديد تمامًا علينا: الإخلاء تحت نيران العدو، دون أي حماية للمدنيين" حسب ما نقلته لوتان عن إياد عماوي، وهو عامل إنساني موجود حاليًا غرب المدينة، أكثر أحياء غزة كثافة سكانية والأكثر استهدافًا من قبل الجيش الإسرائيلي.
ويوضح عماوي أن النزوح جنوبًا ينطوي على مخاطر أخرى "طول الطريق 12 كيلومترًا فقط، لكن الرحلة شاقة حيث لا توجد طرق ولا ماء، والأهم من ذلك والخطر الأكبر هو عدم وجود مكان يمكن النزوح إليه، فالمنطقة كلها مكتظة أصلا".
ويصف عماوي، وهو عامل إغاثة مع الجمعية غير الحكومية "إنقاذ غزة" الوضع بأنه يشبه ما في النصوص الدينية عن يوم القيامة، قائلا إن إسرائيل استخدمت في هجومها الحالي قنابل جديدة أقوى مما كانت تستخدمه، لدرجة أن السكان يشعرون مع كل قصف بموجات الصدمة في جميع أنحاء المدينة.
ورغم كل ذلك، يؤكد عماوي أن جمعيته لن تغادر غزة ما دام فيها أحد وأنها لن تالو جهدا في توفير الماء والغذاء للمحاصرين.
كما أشاد بالقرار المماثل الذي اتخذه الأب غابرييل رومانيلي، الأسبوع الماضي بأنه لن يُخلي كنيسته، رغم الأوامر العسكرية الإسرائيلية.