آخر الأخبار

لماذا تصر بولندا على أن المسيّرات التي أسقطت بمجالها الجوي روسية؟

شارك

موسكو- تتسارع تداعيات حادثة سقوط طائرات مسيّرة في بولندا ، قالت وارسو(عاصمة بولندا) إنها تعود للجيش الروسي، بالتوازي مع تصعيد الخطاب السياسي البولندي ضد موسكو ، التي أكدت عبر وزارة الدفاع الروسية أنه "لم يُخطّط لاستهداف أية مواقع على الأراضي البولندية"، وأعربت عن استعدادها لإجراء مشاوراتٍ حول هذه المسألة مع الجانب البولندي.

وأرسلت وارسو نائب وزير خارجيتها إلى مجلس الأمن الدولي وعرض خلال جلسة للمجلس صور طائرات مسيرة أُسقطت كدليل على أن هذه الطائرات المسيرة روسية الصنع، بينما أظهرت صورة أخرى أضرارا في سقف منزل، في خطوة وصفها مراقبون روس بأنها محاولة لتصعيد الموقف وتدويل الأزمة.

ولفت ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الانتباه إلى أنه لو كان الحديث يدور عن تفجير رأس حربي لطائرة مسيرة يزن عشرات الكيلوغرامات، لما كان سقوط السقف وحده دليلا كافيا.

وحظي البيان الذي صدر في الأمم المتحدة حول تورط روسيا في الحادثة بدعم 46 دولة فقط من أصل ما يقرب من 200 دولة.

ورغم ذلك "واصلت بولندا و حلف شمال الأطلسي (الناتو) تحميل موسكو المسؤولية، على الرغم من أن السلطات البولندية كانت قد اعترفت أنها لم تعثر على أي رؤوس حربية على أراضيها.

تصعيد

إلى جانب ذلك، رفضت بولندا، الجمعة الماضي، تلميحا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن توغل طائرات روسية بدون طيار في مجالها الجوي ربما كان خطأ، في تناقض نادر بين الرئيس الأميركي وأحد أقرب حلفاء واشنطن الأوروبيين.

وكانت بولندا أسقطت في وقت مبكر من يوم الأربعاء الماضي عدة طائرات بدون طيار في مجالها الجوي بدعم من طائرات عسكرية من حلفائها في حلف الناتو. وهي المرة الأولى التي يُعرف فيها أن عضوا في التحالف العسكري الغربي أطلق النار خلال حرب روسيا وأوكرانيا.

إعلان

وكان حدث مماثل وقع قبل 3 سنوات في برزيفودوف في بولندا، عندما لقي مواطنان بولنديان مصرعهما نتيجة تحطم صاروخ. وبعد عام، أقرّ كل من المدعي العام البولندي والرئيس بأن موقع الإطلاق والصاروخ كانا أوكرانيين.

لكن اللافت في الحادثة الأخيرة هو السقف المرتفع للتهديدات من جانب بولندا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) ورد الفعل الأكثر انفعالا، والذي وصل إلى حد الدعوة إلى إنشاء منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا، وهو ما يعد دخولا عسكريا مباشرا على خط المواجهة بين موسكو وكييف.

البصمة الأوكرانية

ويشكك الخبير العسكري فلاديسلاف شوريغين، في أن دول (الناتو) ستوافق على إنشاء منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا. ويقول للجزيرة نت، إن بإمكان الحلف التخطيط لذلك ونمذجته، لكن السؤال الرئيسي يبقى فيما إذا كانت لديه القدرات اللازمة لذلك.

ويؤكد المتحدث أن "الإجابة اليوم شبه واضحة، فقدرات الناتو محدودة وليس لديه ما يكفي من أنظمة التحكم في الدفاع الجوي، أو أنظمة الإنذار، أو أنظمة الحرب الإلكترونية، أو أنظمة التحكم في استخدام المجال الجوي، وهذا حتى مع استخدام نظام الدفاع الموحد للحلف".

ومع ذلك، يشير إلى أن "الحادثة البولندية" أبرزت عدة اتجاهات لافتة. فرغم أن حلف الناتو يستعد للحرب مع روسيا، فإنه لا يرغب في الدخول فورا في مواجهة مسلحة مع قوة نووية.

في الوقت نفسه، يرجح أن تستمر الاستفزازات ضد روسيا والتدخل الأوروبي في الحرب، مسترشدا بتصريح للرئيس البولندي السابق أندريه دودا في مقابلة صحفية، قال فيها إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يرغب بشدة في إشراك البولنديين في الحرب وأنهم منذ البداية حاولوا جرّ جميع دول حلف الناتو إلى الحرب.

وتابع بأن كييف منذ اليوم الأول للحرب تبحث عن من سيقاتل إلى جانبها ضد روسيا. وقبل 3 سنوات، كان من المفترض أن يُشرك استفزاز مماثل، بإسقاط صاروخ على الأراضي البولندية، حلفاء أوروبيين في الحرب، وفقا لخطة السلطات الأوكرانية، لكن الأمر لم ينجح حينها، لذلك، سيواصلون الضغوط والاستفزازات. حسب وجهة نظر الخبير.

مصدر الصورة خريطة بولندا (الجزيرة)

أهداف مخفية

من جانبه، يربط محلل الشؤون العسكرية، ليونيد أرتيمييف، بين حادثة المسيّرات وما يصفها بـ"الأمور الخطيرة" التي تمارسها بولندا تجاه روسيا، ومن بينها استعداد وارسو "الجدي" لتغيير السلطة الحليفة لموسكو في مينسك، فضلا عن المشاركة في "غسل أدمغة" المواطنين الروس في مقاطعة كالينينغراد.

ويضيف بأن البولنديين يقومون بشكل منهجي بأعمال معادية لروسيا على جميع وسائل الإعلام والمنابر وغيرها من المنصات المتخصصة، لكن الأهم من ذلك هو نمو الجيش البولندي والمجمع الصناعي العسكري البولندي، وعدد وأنواع الأسلحة البولندية التي يتم تسليمها إلى أوكرانيا.

ولفت في السياق إلى أن أجهزة المخابرات البولندية تتعاون مع "الانفصاليين الإسلاميين" في روسيا، فضلا عن العمل مع المهاجرين من آسيا الوسطى بالتعاون مع جهاز المخابرات البريطانية.

ويدعو المتحدث إلى الانتباه إلى أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) لم يعتبر رسميا أن الحادث هجوما على بولندا، مما حدّ من إمكانية تطبيق تدابير أكثر صرامة، مثل المادة الخامسة من ميثاقه.

إعلان

كما أن موقف حلفاء وارسو، بمن فيهم الولايات المتحدة وفرنسا، المتضامن مع بولندا، لم يتضمن الدعوة إلى عمل عسكري فوري ضد روسيا، مما يعني، وفق المتحدث بأن مثل هذه الحوادث "تندرج ضمن المنطق الأوروبي الداعي إلى مزيد من التصعيد وتشديد العقوبات على روسيا وزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا