آخر الأخبار

نيويورك تايمز: روسيا تغزو سماء أوكرانيا بالمسيرات

شارك

أعد الصحفيان بول سون (من برلين) وكيم باركر (من كييف) تقريرا مطولا نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية حول التحولات الجذرية في حرب الطائرات المسيّرة بين روسيا و أوكرانيا ، وكيفية جعل موسكو إنتاج هذه الطائرات أولوية وطنية قصوى، بما يغيّر موازين الصراع ويشكّل تحديا جديداً للغرب.

وأورد التقرير أن روسيا بدأت منذ 3 سنوات باستخدام الطائرات المسيّرة الإيرانية الصنع في حربها ضد أوكرانيا، وكان إطلاق 43 مسيّرة في هجوم واحد آنذاك حدثا بارزا.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 هآرتس: إسرائيل تنزلق لأزمة وترامب الوحيد القادر على إنقاذها
* list 2 of 2 إلباييس: حين تصبح القمصان أخطر من القنابل end of list

واليوم، تغير المشهد جذريا: ففي ليلة واحدة هذا الشهر، أطلقت موسكو أكثر من 800 طائرة مسيّرة هجومية ووسائل خداع عبر الحدود، وهو رقم قياسي يعكس ثورة إنتاجية داخلية.

وتشير التقديرات، وفقا للتقرير، إلى أن روسيا قادرة على تصنيع نحو 30 ألف مسيّرة هجومية سنويا استنادا إلى التصميم الإيراني، مع احتمال مضاعفة العدد عام 2026.

وقد شاركت الحكومات الإقليمية، والمصانع، وحتى طلاب المدارس الثانوية في عملية الإنتاج، مستفيدة من الدعم السياسي الكامل للرئيس فلاديمير بوتين ، ومن التعاون مع إيران والصين في مجال التكنولوجيا وقطع الغيار.

تحديات متفاقمة لأوكرانيا

يقول التقرير إن أوكرانيا كانت تتمتع بتفوق واضح في حرب الطائرات المسيّرة خلال المراحل الأولى من الحرب، لكن ذلك التفوق تقلّص بشكل ملحوظ.

فقد أرسلت روسيا عام 2025 وحده أكثر من 34 ألف مسيّرة هجومية ووسائل خداع، أي 9 أضعاف ما أُطلق في الفترة نفسها من 2024. ورغم أن كييف تعلن إسقاط 88% من هذه الطائرات، فإن هذه النسبة تراجعت عن 93% في العام السابق.

وعلى سبيل المثال، مطلع هذا الشهر أطلقت روسيا 810 مسيّرات في ليلة واحدة، زعمت أوكرانيا أنها أسقطت معظمها، لكن 63 منها أصابت أهدافا في 33 موقعا مختلفا، مما يعكس خطورة الكثافة العددية والتكتيكات الجديدة.

نيويورك تايمز: مطلع هذا الشهر أطلقت روسيا 810 مسيّرات في ليلة واحدة مما يعكس خطورة الكثافة العددية والتكتيكات الجديدة.

أهداف وتكتيكات موسكو

تستخدم روسيا الطائرات المسيّرة مع الصواريخ لخداع الدفاعات الجوية الأوكرانية، وضرب البنية التحتية للطاقة ومنشآت إنتاج الأسلحة، إضافة إلى المستشفيات والمدارس والمناطق السكنية. ولا يقتصر الهدف على التدمير المادي، بل يشمل بث الرعب والإرهاق النفسي في المدن البعيدة عن الجبهة عبر هجمات ليلية مكثفة.

إعلان

وقال التقرير إن روسيا طورت تكتيكاتها وطرق استخدام المسيرات. ورصد ملامح هذا التطور في: إطلاق أسراب وموجات معقدة المسار لتشتيت الدفاعات، واستخدام مسيّرات وهمية مصنوعة من الفوم (الرغوة) والخشب لا يمكن تمييزها عن الحقيقة، والتحليق عبر الغابات والأنهار لتفادي فرق الدفاع الجوي، والاستفادة من صعوبة إسقاطها داخل المدن بسبب المباني وحماية المدنيين.

مصدر الصورة رجال الإنقاذ الأوكرانيون بموقع ضربة بمسيّرة روسية في مدينة جيتومير (شمال غرب) بتاريخ 10 سبتمبر/أيلول 2025 (الأوروبية)

رد أوكرانيا والغرب

وواجهت أوكرانيا هذه التحديات بوسائل متعددة: وحدات دفاع جوي متحركة تطلق النيران على المسيّرات، وفرق سريعة في شاحنات صغيرة مجهزة برشاشات ثقيلة، واستخدام التشويش الإلكتروني على نطاق واسع، وتطوير طائرات اعتراضية مزودة بالرادار، لكنها لا تزال محدودة الانتشار.

أما الدفاعات الغربية عالية التقنية فتركّز بالأساس على حماية المدن الكبرى والبنية التحتية الحيوية من الصواريخ، وهو ما يترك فجوات في مواجهة أسراب المسيّرات.

وامتد الخطر إلى أراضي حلف الناتو ، إذ اخترقت المسيرات الروسية أجواء بولندا و رومانيا الأسبوع الماضي.

ونقل التقرير عن المحلل العسكري مايكل كوفمان تأكيده أن هذه التحولات لا تعني أن روسيا قادرة على حسم الحرب عبر القصف وحده، لكنه يحذر من أن ميزان التفوق الأوكراني في حرب المسيّرات قد تلاشى بشكل واضح.

وعموما، يرى تقرير "نيويورك تايمز" أن روسيا نجحت في تحويل صناعة المسيّرات إلى أداة إستراتيجية كبرى، معتمدة على حشد موارد الدولة والمجتمع، والنتيجة الآن هجمات أكثر كثافة وتعقيدا ترهق أوكرانيا وتضعف دفاعاتها تدريجيا، في حين يواجه حلف الناتو نفسه اختبارا صعبا في حال امتداد التهديد.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل حماس أمريكا إيران

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا