آخر الأخبار

أوكرانيا على صفيح ساخن.. تقدم روسي والناتو يتدخل بقوة

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

ترامب يطلب من الأوروبيين فرض عقوبات على روسيا

تشهد الساحة الأوروبية الشرقية تصعيدًا عسكريًا وسياسيًا غير مسبوق، وسط تقدم روسي متسارع في أوكرانيا واستجابة حلف الناتو بتعزيز قواته الدفاعية. هذه التطورات أعادت تسليط الضوء على احتمالية مواجهة أوسع بين روسيا والدول الغربية، وسط ضغوط اقتصادية ودبلوماسية مكثفة.

تتوالى التطورات بسرعة على الأرض وفي المفاوضات الدبلوماسية، حيث أعلن الكرملين عن توقف محادثات السلام مع كييف، متهمًا أوروبا بإفشال أي مسار للتفاوض.

في المقابل، يؤكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا ماضية في مشروعها لاحتلال أوكرانيا بأكملها، داعيًا الدول الغربية إلى ممارسة ضغوط على الصين للحد من الدور الروسي في المنطقة.

في هذا السياق، شهدت أوكرانيا تقدمًا روسيًا ملموسًا، خصوصًا في شرق خاركيف حول بلدة كوبيانسك، حيث كشفت تقارير عسكرية عن تسلل قوات روسية عبر نفق تحت الأرض، بالإضافة إلى استمرار روسيا في تنفيذ هجمات بمئات الطائرات المسيرة على مختلف المناطق، بما فيها العاصمة كييف، ما يهدد بزيادة التصعيد العسكري في البلاد.

تحركات الناتو.. تعزيز الجناح الشرقي

ردًا على هذه التحركات الروسية، قرر حلف الناتو تعزيز دفاعاته في الجناح الشرقي بمشاركة دول كبرى، منها فرنسا وألمانيا وبريطانيا، بالتوازي مع مناورات عسكرية واسعة تنفذها روسيا وبيلاروسيا، واختراق نحو 20 طائرة مسيرة المجال الجوي البولندي. موسكو نفت هذه الاتهامات ووصفت التحركات البولندية بأنها تصعيد متعمد.

وفي حديثه لـ"التاسعة" على سكاي نيوز عربية، أوضح الأستاذ الزائر في الناتو والأكاديمية الملكية العسكرية ببروكسل، سيد غنيم، أن تعزيز الناتو يشمل نشر قوات قتالية في بولندا وأوكرانيا ضمن مجموعات قتالية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الردع واختبار ردود الفعل الروسية دون اللجوء إلى استفزاز مباشر.

الضغوط الاقتصادية.. النفط الروسي في قلب المعركة

في خطوة تتعلق بالجانب الاقتصادي، ضغط الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الناتو والدول الأوروبية لوقف شراء النفط الروسي، معتبرا أن ذلك سيساهم في الضغط على روسيا لوقف الحرب.

وقد أوضح غنيم أن الاعتماد الأوروبي على النفط الروسي ليس كبيرًا، حيث تبلغ نسبة مشتريات النفط الروسي نحو 14% فقط، والباقي يأتي من النرويج ودول أخرى.

وأكد أن الهدف الرئيسي لترامب هو تحقيق مكاسب اقتصادية للولايات المتحدة من خلال زيادة الاعتماد على النفط الأميركي.

وأشار غنيم إلى أن تماسك الحلف زاد بشكل ملحوظ منذ 2015 بعد حرب أوكرانيا، مع زيادة ميزانيات الدفاع من 2% إلى 5% من الناتج القومي للدول الأعضاء، ما يعكس تعزيز القدرة الدفاعية والقدرة على نشر القوات بشكل فعال، خاصة في الجناح الشرقي.

الاعتبارات العسكرية.. المسيرات ورسائل الردع

أوضح غنيم أن استخدام روسيا للطائرات المسيرة في اختراق المجال الجوي البولندي يندرج ضمن "رسائل الردع" وليس استفزازًا مباشرًا.

وأشار إلى أن المسيرات تستخدم لاختبار الدفاعات الجوية، والكشف عن الثغرات، وليس لبدء هجوم شامل. كما أبرز أن تكلفة المسيرات منخفضة نسبيًا مقارنة بالأسلحة التقليدية، لكنها تلعب دورًا استراتيجيًا في حروب اليوم.

كما شدد غنيم على أهمية المادة الرابعة من معاهدة الناتو، التي تتيح للدول الأعضاء طلب حماية الحلف عند الشعور بالتهديد، مؤكداً أن بولندا استندت إليها لتفعيل تعزيزات الناتو، في حين أن المادة الخامسة، المتعلقة بالاعتداء على دولة عضو، لم تُفعل لأنها تتطلب هجومًا مباشرًا وليس عمليات مسيرات استطلاعية.

الوضع على الأرض.. أوكرانيا تحت الضغط

مع استمرار التقدم الروسي، تواجه أوكرانيا تحديات متزايدة في شرق البلاد، حيث تتواصل المعارك العنيفة حول بلدة كوبيانسك ومناطق أخرى شرق خاركيف.

كما أن الهجمات الروسية المستمرة بمئات الطائرات المسيرة تستهدف مواقع استراتيجية، بما في ذلك منشآت النفط، حيث اندلع حريق في منطقة باشكورتوستان نتيجة هجوم بطائرات مسيرة على منشآت شركة باشنفت، رغم أن الأضرار كانت محدودة ولا توجد إصابات.

هذه المعطيات تشير إلى أن روسيا تحاول السيطرة على الأرض بسرعة، بينما يسعى الناتو والدول الغربية لتقديم دعم دفاعي واسع لصد هذه الهجمات وحماية حدود الحلف.

السياسة والدبلوماسية.. رهانات معقدة

التوتر لا يقتصر على المجال العسكري فقط، بل يمتد إلى البعد الدبلوماسي والاقتصادي. ترامب يعترف بأنه أخطأ في تقدير رغبة بوتين في السلام، لكنه مصمم على فرض عقوبات كبرى على روسيا في حال اتفقت دول الناتو على التوقف عن شراء النفط الروسي.

في المقابل، تركز أوروبا على الضغط على موسكو، بينما الصين مستفيدة من اتفاقيات النفط والغاز الموقعة مسبقًا، ما يجعل المشهد أكثر تعقيدًا.

غنيم أشار إلى أن بعض الدول الأوروبية، مثل هنغاريا وسلوفينيا، قد تغرد خارج سرب الحلف، لكن القوى الأساسية، وهي فرنسا وألمانيا وبولندا وبريطانيا، ستواصل الضغط الاقتصادي والعسكري على روسيا بشكل مكثف.

قراءة استراتيجية.. المواجهة قريبة أم بعيدة؟

وفق قراءة غنيم، يهدف الناتو إلى اختبار ردود الفعل الروسية عبر نشر القوات والمناورات، مع الاحتفاظ بخيار المواجهة الشاملة كخطوة أخيرة. كما أن روسيا تستخدم الطائرات المسيرة والاختراقات الجوية كرسائل ردع واختبار للدفاعات، دون أن تقصد استفزاز الناتو بشكل مباشر.

وتظل المعركة الاقتصادية محورا مهما، حيث يسعى ترامب لتعظيم المكاسب الأميركية عبر زيادة الاعتماد الأوروبي على النفط الأميركي، في حين تسعى أوروبا لضمان أن تكلفتها ومصالحها تتوازن مع الضغط على موسكو.

في ظل تقدم القوات الروسية في أوكرانيا، وتعزيز الناتو لقواته في الجناح الشرقي، يظل السؤال الأكثر إلحاحًا: هل اقتربت المواجهة المباشرة بين روسيا والدول الغربية، أم أن المعارك الاقتصادية والدبلوماسية ستستمر كخطوط أولية للصراع؟.

التحليلات تشير إلى أن أي تصعيد عسكري شامل لن يكون مفاجئًا، خصوصًا مع استمرار الحركات الاستراتيجية للطرفين، بينما تبقى الجهود الدبلوماسية والتوازن الاقتصادي أدوات رئيسية لاحتواء النزاع.

في الوقت ذاته، يظل الدور الأمريكي والناتو في دعم أوكرانيا ومواجهة روسيا عنصرًا حاسمًا لتحديد مسار الأزمة في الفترة المقبلة، وسط معادلات دقيقة تجمع بين القوة العسكرية والضغط الاقتصادي والدبلوماسي.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا