في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قالت الكاتبة برنا غونثاليث هاربر في مقال نشرته صحيفة إلباييس الإسبانية، إن الناس تعيش في عالم مقلوب تتحرك فيه الشرطة ضد من يرفعون أصواتهم تنديدا بالإبادة الجماعية في قطاع غزة ، بينما يظل الجناة بمنأى عن المساءلة.
وتحدث الكاتبة عما يجري في بريطانيا، وتساءلت ساخرة :"هل ما زلتم تهتمون بسكان غزة؟ أرجوكم، أنتم لا تعرفون شيئا، هناك إرهابيون جدد يهددون سلامنا بشكل أكثر حدة ويتطلبون اتخاذ إجراءات فورية، لحسن الحظ أن الشرطة البريطانية تقوم بواجبها".
وتشير برنا غونثاليث هاربر بذلك إلى التصعيد الأمني البريطاني ضد حركة "أكشن فلسطين" (العمل من أجل فلسطين)، والتي صنفتها لندن منظمة إرهابية. وكان بعض المحتجين يرتدون قميصا عليه شعار "أكشن بلاستيسين" (Plasticine Action)، بحيث إن القانون يعاقب على من يرتدي كل ما يشير إلى "أكشن فلسطين".
The police thought she was wearing a Palestine Action t-shirt. pic.twitter.com/qoi1rkG06y
— Mukhtar (@I_amMukhtar) September 7, 2025
وتابعت هاربر أن السلطات البريطانية اعتقلت عددا من النشطاء المتضامنين من غزة التي تتعرض لحرب إبادة، وقالت إن من بينهم الكاتبة الأيرلندية التي تعتبر أيقونة للشباب سالي روني ، والمخرج بول لافيرتي ومئات البريطانيين المجهولين (كثير منهم من كبار السن).
وسخرت من تلك الاعتقالات وقالت إن تلك القمصان التي كانوا يرتدونها وعليها شعار "أكشن بلاستيسين" لا شك أنها " القنابل العنقودية الجديدة التي تم ضبطها في الوقت المناسب بفضل التشريعات الأكثر صرامة ضد الإرهاب".
وتابعت ساخرة أن مقطع فيديو انتشر يظهر إيقاف مواطن بريطاني لأن يرتدي قميصا يحمل شعار حركة بلاستيسين "وهو تحريف للاسم يحاول الإرهابيون الجدد خداعنا به، لكن الشرطة ليست غبية وقد كشفت الأمر".
وشددت على أنه في هذا العالم المقلوب رأسا على عقب الآن، توقف الشرطة أولئك من يحتجون على الإبادة الجماعية وليس مرتكبيها.
ونقلت عن القس جيمس غروت قوله أثناء اعتقال الشرطة له: "أفعل هذا لأنني من أتباع يسوع المسيح، الذي خرق القواعد وخلق السلام". لأن خرق القواعد دون عنف يمكن أن يساعد عندما لا تكون القوانين كافية.
في هذا العالم المقلوب رأسا على عقب الآن، توقف الشرطة أولئك من يحتجون على الإبادة الجماعية وليس مرتكبيها.
بواسطة برنا غونثاليث هاربر
وذكرت أن منصة "بلاستيسين أكشن"، قررت التبرع بعائدات بيع القمصان إلى المنظمات الإنسانية التي تعمل مع الفلسطينيين.
وتقول الكاتبة إنها إجراءات صغيرة ضد وحش ذي سبعة رؤوس يهدم المباني ويقصف الأطفال ويدمر الشعب الفلسطيني في غزة.
وأشادت بموقف الحكومة الإسبانية وقالت إنها هي الاستثناء وتقود الموقف الدولي ضد الفظائع في غزة، غير أنها استدركت قائلة: "لكن العار يقع على أوروبا النائمة التي تخلت حتى عن قول الحقيقة".
يذكر أن حركة "العمل من أجل فلسطين" (Palestine Action) بريطانية مؤيدة لفلسطين، تعمل على وقف تعاملات بريطانيا مع إسرائيل، وتعارض تجارة الأسلحة الداعمة للعمليات العسكرية الإسرائيلية وتسعى إلى وقفها، وتدعو لوقف نظام الفصل العنصري و الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وأضيفت الحركة إلى قائمة "المنظمات الإرهابية" في المملكة المتحدة مطلع يوليو/تموز الماضي، عقب أنشطة وصفت بأنها أعمل شغب، شملت خصوصا قاعدة لسلاح الجو الملكي، وتسببت بأضرار قدرت قيمتها بنحو 10 ملايين دولار حسب السلطات.
والأسبوع الماضي أعلنت شرطة لندن أنها أوقفت نحو 900 محتج خلال مظاهرة جديدة احتجاجا على حظر حركة "العمل من أجل فلسطين" التي حظرتها الحكومة وصنفتها "منظمة إرهابية"، في واحدة من أكبر تحركات العصيان المدني الجماعي في تاريخ بريطانيا.
وتجمع المئات أمام مبنى البرلمان البريطاني ، متحدّين خطر الاعتقال، وحمل بعضهم لافتات كتب عليها "أنا أعارض الإبادة الجماعية، أنا أدعم بالستاين أكشن".