في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تتواصل حركة النزوح من مدينة غزة عبر شارع الرشيد بحسب ما أفاد مراسل "العربية" والحدث" في وقت أنذر الجيش الإسرائيلي سكان برج "الجندي المجهول" قرب ميناء غزة تمهيدا لقصفه.
فمع تكثيف الجيش الإسرائيلي ضرباته في كبرى مدن القطاع المدمّر بعد نحو عامين من الحرب، تنزح العديد من العائلات الفلسطينية من مدينة غزة نحو جنوب القطاع، سيراً أو باستخدام سيارات وعربات وجرارات زراعية.
وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس في نهاية الأسبوع، أرتالاً من النازحين على الطريق الساحلي قرب النصيرات وسط القطاع، تنقلهم شاحنات صغيرة أو حافلات تكدست عليها أمتعة وأغراض.
وإلى جانب المركبات، سار مئات من الفلسطينيين من مختلف الأعمار وقد غلبت عليهم علامات التعب والإرهاق الشديدين. وبدا رجال ونساء يحملون صغارهم أو يمسكون بأيديهم، وآخرون مصابون أحدهم جلس على كرسي متحرك وطفله في حضنه، بينما استخدم رجل بترت ساقه اليسرى عكازين للتحرك.
وقال النازح خليل مطر "نريد أن ننزح أيضاً إلى خان يونس (في جنوب القطاع). لا نعرف ماذا سنفعل، حياتنا كلها نزوح وتشريد، ومعنا مرضى، ولا نعرف إلى أين نذهب، وأين هو المكان الآمن".
وتحذر وكالات إغاثة من أن سيطرة إسرائيل على مدينة غزة ستكون لها تداعيات كارثية على السكان الذين يعانون بالفعل من سوء تغذية على نطاق واسع.
وقالت وزارة الصحة في القطاع، اليوم الأحد، إن فلسطينيين آخرين توفيا بسبب سوء التغذية والجوع في غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يرفع عدد الوفيات الناجمة عن ذلك إلى 422 شخصاً على الأقل، من بينهم 145 طفلاً.
وسمحت إسرائيل، التي منعت دخول جميع المواد الغذائية إلى غزة لمدة 11 أسبوعاً في وقت سابق من هذا العام، بدخول مساعدات إلى القطاع منذ أواخر يوليو، إلا أن الأمم المتحدة تقول إن هناك حاجة إلى المزيد من الإمدادات.
وتقول إسرائيل إنها تريد من المدنيين مغادرة مدينة غزة قبل إرسال المزيد من القوات البرية إلى هناك. وتشير التقديرات إلى رحيل عشرات الآلاف لكن مئات الألوف لا يزالون في المنطقة. ودعت حماس الناس إلى عدم المغادرة.
وتنفذ قوات الجيش الإسرائيلي عمليات داخل أربع ضواحٍ شرقية على الأقل منذ أسابيع، وسوّت معظم المناطق ثلاث منها على الأقل بالأرض. وتضيق الخناق على وسط القطاع والمناطق الغربية منه حيث يحتمي معظم النازحين.
ويتردد الكثيرون في المغادرة، قائلين إنه لا توجد مساحة كافية أو مأمن في الجنوب حيث أعلنت إسرائيل منطقة إنسانية وطلبت منهم التوجه إليها.
ويقول البعض إنهم لا يستطيعون المغادرة بينما يأمل آخرون في أن يضغط القادة العرب المجتمعون غداً الاثنين في قطر على إسرائيل لإلغاء هجومها المخطط له.
وقال مصباح الكفارنة النازح في مدينة غزة "الضرب اشتد في كل مكان واحنا من الصبح فكينا الخيم فوق العشرين عائلة، مش عارفين وين نروح".
وقالت إسرائيل إنها نفذت خمس موجات من الغارات الجوية على مدينة غزة خلال الأسبوع المنصرم، واستهدفت أكثر من 500 موقع، بما في ذلك مواقع استطلاع وقناصة تابعة لحماس ومبان تحتوي على فتحات أنفاق ومخازن أسلحة.
ويقول مسؤولون محليون إن ما لا يقل عن 40 شخصاً على الأقل سقطوا قتلى بنيران القوات الإسرائيلية في أنحاء القطاع، منهم 28 على الأقل في مدينة غزة وحدها. ولا تميز تلك الأرقام بين المقاتلين والمدنيين.
وقالت حماس إن القوات الإسرائيلية قصفت ما لا يقل عن 1600 مبنى سكني، و13 ألف خيمة منذ 11 أغسطس (آب).
وقتلت الحملة الإسرائيلية المستمرة منذ عامين تقريبا أكثر من 64 ألفاً في قطاع غزة، وفقاً للسلطات المحلية.
وشنت إسرائيل الحملة عقب هجوم نفذته حماس عليها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واقتياد 251 أسيراً، وفقاً للأرقام الإسرائيلية.