شارك نحو 110 آلاف شخص في تظاهرة في لندن، السبت، دعا إليها الناشط البريطاني اليميني تومي روبنسون، ووصفت بأنها تظاهرة للدفاع عن "حرية التعبير"، في وقت تثير هذه القضية جدلاً عاماً في المملكة المتحدة.
وأعلنت شرطة لندن توقيف تسعة أشخاص خلال التظاهرة "في جرائم مختلفة" بعدما واجه عناصرها "عنفا غير مقبول".
وقالت الشرطة إن التظاهرة شابتها عدة حوادث، بينها قيام متظاهرين بإلقاء مقذوفات على عناصر في الشرطة.
كما أوضحت "تم الاعتداء على القوى الأمنية بالركل واللكم. وألقيت زجاجات ومقذوفات عليها، ما استدعى توقيف تسعة أشخاص حتى الآن".
أتت التظاهرة بعد احتجاجات مناهضة للهجرة جرت خلال هذا العام أمام فنادق تؤوي طالبي لجوء في بريطانيا، وترافقت مع حملات لناشطين عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
من جانبه، قال روبنسون أمام الحشد "الغالبية الصامتة لن تبقى صامتة بعد الآن. اليوم يُمثل بداية ثورة ثقافية".
في حين، أظهرت صور جوية بثتها محطات تلفزيون كماً كبيراً من الأعلام البريطانية والإنجليزية في شوارع وسط لندن.
كما طالب المتظاهرون بحرية التعبير وباستقالة رئيس الوزراء كير ستارمر، إلا أن المطالبة بمكافحة الهجرة غير النظامية تصدرت المشهد، بحسب "فرانس برس".
تزامنا حشدت تظاهرة مضادة دعت إليها منظمة "ستاند آب تو رايسيزم يو كاي" (Stand Up to Racism UK) المناهضة للعنصرية خمسة آلاف شخص.
وكان تومي روبنسون (42 عاما)، واسمه الحقيقي ستيفن ياكسلي لينون، أسّس "رابطة الدفاع الإنجليزية" السابقة، وهي مجموعة يمينية عُرفت بشغب أعضائها.
وأدين روبنسون، المعروف بمواقفه المناهضة للهجرة عدّة مرات بينها بتهمة الإخلال بالنظام العام. وسُجن في العام 2018 بتهمة الازدراء بالمحكمة، ثم سُجن مجددا في العام 2024 لتكراره تصريحات تشهيرية بحق أحد اللاجئين.
وأعلن المنظمون مشاركة الكثير من الشخصيات اليمينية البريطانية والأجنبية في التظاهرة السبت، من بينها ستيف بانون المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس حزب "استرداد" (Reconquete) اليميني الفرنسي إريك زمور.
يشار إلى أن الهجرة أصبحت القضية السياسية المهيمنة في بريطانيا، وطغت على المخاوف بشأن الاقتصاد المتعثر.
إذ تواجه البلاد عدداً قياسياً من طلبات اللجوء ووصول مهاجرين في قوارب صغيرة عبر القنال الإنجليزي، منهم أكثر من 28 ألف مهاجر هذا العام.