بولندا تتهم روسيا بخرق مجالها عمداً.. وموسكو: وارسو تسعى لتصعيد النزاع

اتّهمت موسكو، اليوم الأربعاء، بولندا بنشر "خرافات" والافتقار إلى الأدلة بعدما أعلنت وارسو أنها أسقطت عدة مسيرات خرقت مجالها الجوي أثناء هجوم استهدف أوكرانيا.

وكررت وزارة الخارجية الروسية بيان الجيش الروسي بشأن عدم استهداف بولندا والذي أفاد بأن مدى مسيّرات روسيا لا يتجاوز 700 كيلومتر. كما قالت إن "هذه الحقائق الملموسة تدحض بالكامل الخرافات التي تنشرها بولندا مجدداً لتصعيد أزمة أوكرانيا".

بدورها، أفادت السفارة الروسية في وارسو بأن "بولندا فشلت في تقديم أدلة على المصدر الروسي للأجسام التي دخلت المجال الجوي البولندي".

من جهته، أكد وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي اليوم أن خرق عدة مسيرات روسية أجواء الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ليلاً "ليس حدثاً عرضياً".

وقال للصحافيين: "لا شك لدينا في أنه لم يكن حدثاً عرضياً.. نتعامل مع هجوم غير مسبوق ليس في الأراضي البولندية فحسب، بل كذلك في أراضي الناتو والاتحاد الأوروبي".

وقال إن المسيّرات الروسية دخلت في السابق الأجواء البولندية لكنه أشار إلى أن الوضع مختلف هذه المرة. وأفاد "عندما تقوم مسيّرة أو اثنتان بذلك، يكون هناك احتمال بأنه عطل تقني". وأضاف "لكن كما قلت لكم في هذه الحالة، وقع 19 خرقاً، وبالتالي لا يصدق بأن يكون حدثاً عرضياً".

من جانبه، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيتحدث مع نظيره البولندي كارول نافروتسكي اليوم بشأن الحادثة.

وأفاد مسؤول في البيت الأبيض وكالة الأنباء الفرنسية طالباً عدم الكشف عن هويته بأن "الرئيس ترامب والبيت الأبيض يتبعان التقارير الواردة من بولندا، وهناك خطط للرئيس ترامب للتحدث إلى الرئيس نافروتسكي اليوم".

يأتي هذا بينما سارع أعضاء حلف الناتو اليوم بإجراء محادثات بشأن اختراق المسيرات الروسية المجال الجوي البولندي، وإسقاط بعضها بواسطة مقاتلات بولندية وهولندية.

وجاءت المشاورات في مقر الناتو ضمن اجتماع دوري لسفراء الدول الأعضاء الـ32 في الحلف، غير أن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك قال أمام البرلمان إن هذه المشاورات عُقدت بموجب المادة الرابعة من المعاهدة التي أسست حلف الناتو عام 1949 في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

وتنص المادة الرابعة من معاهدة الناتو على ما يلي: "يتشاور الأطراف معا كلما ارتأى أي منهم أن السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي أو أمن أي طرف من الأطراف يتعرض لتهديد".