غزة- في إطار جهودها المتواصلة لمعالجة أزمة شح المياه وتحسين وصولها للمواطنين، أقامت بلدية النصيرات في قطاع غزة العديد من مشاريع حفر آبار المياه في مناطق تابعة لها للتخفيف من الأزمة.
وتأتي هذه المشاريع ضمن الخطة الطارئة للبلدية لتوسيع مصادر المياه البديلة، لا سيما بعد توقف آبار عدة عن العمل وانقطاع مياه "مكروت" (الشركة الإسرائيلية المزودة للمياه) منذ أكثر من 8 أشهر، بحيث تضمن استمرارية ضخ المياه لكافة مناطق النصيرات ضمن برنامج منتظم يتيح توصيل المياه للمنازل مرة أسبوعيا، رغم الظروف الصعبة وشُح الوقود.
وأنهت البلدية أعمال فتح العديد من الشوارع الرئيسية بعد أن ظلت مغلقة لفترة طويلة نتيجة الركام والأضرار التي خلَّفها العدوان الإسرائيلي، كما تواصل جهودها بمتابعة ومعالجة شكاوى الصرف الصحي، والمشكلات الناتجة عن الحفر الامتصاصية العشوائية، إضافة للاستعداد لفصل الشتاء لتجنب حدوث مكاره صحية وبيئية.
وأطلع رئيس بلدية النصيرات نبيل الصالحي الجزيرة نت، عبر حوار أجرته معه، على آخر المشاريع والجهود المبذولة للتخفيف من تداعيات العدوان على الأهالي والنازحين:
يعيش مخيم النصيرات أزمة مائية كبيرة، إذ يبلغ تعداد سكانه الأساسيين 100 ألف نسمة، ومع النازحين يصل العدد إلى 200 ألف نسمة على مساحة 9.8 كيلومترات مربعة، ومع توقف خط مياه "مكروت" الإسرائيلي منذ 8 أشهر وتدمير العديد من الآبار تفاقمت الأزمة.
وتضخ البلدية يوميا نحو 7 آلاف كوب (متر مكعب) من المياه وفق جدول الضخ المعمول به حاليا، وتصل المياه إلى كل منطقة يوما واحدا في الأسبوع ولمدة 9 ساعات فقط، وبالتالي يحصل الفرد على معدل 35 لترا طيلة الأسبوع.
وهو أقل بكثير من المستوى الموصى به عالميا (100 لتر)، وهذه الكمية لا تكفي الحد الأدنى من احتياجات الإنسان الطبيعي، خاصة في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
الأزمة لا تزال كبيرة، والأخطر أن الطلب يزداد بينما تبقى مصادر المياه محدودة أو تتناقص، ما يعني أن الهُوَّة بين المتاح والمطلوب تتسع يوما بعد يوم، كما أن البنية التحتية الحالية غير قادرة على الاستيعاب، ومع تزايد الكثافة السكانية بسبب موجات النزوح يصبح الحل أكثر تعقيدا.
يعمل في النصيرات حاليا 28 بئر مياه، إضافة إلى خزانين رئيسيين بسعة 4 آلاف كوب لكل منهما، وتخدم هذه الآبار جميع مناطق النصيرات، ونسعى لزيادتها ضمن خطة الطوارئ، وفق الحاجة وبما يتناسب مع توفر الإمكانيات والدعم المادي والوقود.
وتحتاج عملية الضخ إلى 16 ساعة يوميا باستخدام المولدات لعدم توفر الكهرباء من المحطات المركزية، ما يتطلب نحو 800 لتر سولار لتوصيل المياه للمنازل مرة واحدة أسبوعيا.
ورغم أن ذلك لا يلبي حاجة المواطنين، فإنه يفوق طاقتنا في ظل الحرب وزيادة أعداد النازحين وشح الموارد بسبب الحصار وإغلاق المعابر . وندرك تماما حجم أزمة المياه التي يعانيها أهلنا في النصيرات، ولهذا وضعت البلدية خطة للتخفيف منها عبر:
يتم تشغيل الآبار وفق كميات الوقود التي يتم توريدها من خلال مصلحة مياه بلديات الساحل، وفي حال زيادتها نزيد ساعات الضخ، وحال تقليصها ينعكس ذلك مباشرة على جدول الضخ، وتكون الأولوية لتعبئة الخزَّانات الرئيسية لضمان الاستفادة القصوى من كل ساعة تشغيل.
نعم، في المقدمة مصلحة مياه بلديات الساحل التي تدعم قطاع المياه والصرف الصحي بشكل دوري عبر المؤسسات الدولية، إضافة إلى مشاريعنا مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "يو إن دي بي"، كإعادة تأهيل مكب الشلال، ومؤسسة "طريق الحياة" التي دعمت حفر بعض الآبار، وكذلك مؤسسات شريكة أخرى مثل "معا" و"غزة ديستك"، التي ساهمت في دعم العديد من مشاريعنا.
منذ بداية العدوان فتحت البلدية أكثر من 950 شارعا رئيسيا وفرعيا، منها فتح شارع محارب الذي يربط مخيم 5 بحي المفتي وأرض أبو ستة، وهو شارع حيوي لحركة سيارات الإسعاف والدفاع المدني.
كما تم فتح شارع النادي، وبدوي، وأبو أمونة في بلوك (منطقة سكنية) "سي"، وشارع جبر في مخيم1، وهي مشاريع كلَّفت مبالغ طائلة وكميات كبيرة من الوقود.
كذلك شرعت بإزالة الركام من عدة مناطق داخل النصيرات، بعد الدمار الكبير الذي خلَّفه الاحتلال، بهدف إتاحة مساحات آمنة وملائمة لإقامة خيام النازحين الذين اضطروا لمغادرة منازلهم نتيجة العدوان.
وندعو كافة الجهات والمؤسسات الداعمة للمساهمة معنا أكثر في التخفيف من معاناة المواطنين وتعزيز صمودهم ودعم احتياجاتهم الإنسانية.
في النصيرات توجد 4 محطات صرف صحي هي "المشتركة" و"أبو غولة"، وهما مدمرتان بالكامل ولا تعملان. و"الحساينة" و"المخيم الجديد" تعملان جزئيا لتفادي الطفح بالمناطق المأهولة.
الأضرار على البنية التحتية كبيرة، إذ تضرر أكثر من 12 ألف متر طولي من خطوط المياه، و9500 متر من خطوط الصرف الصحي، كما تضرر 2000 متر من شبكة تصريف الأمطار.
كما تضرَّرت الطرق (أكثر من 18 ألف متر طولي)، و11 مرفقا بلديا، و12 بئرا للمياه (7 كليا و5 جزئيا)، إضافة لتدمير 7 آليات و6 أنظمة طاقة شمسية.
بعد حصر الأضرار مباشرة، وضعت البلدية خطة للتحسين تشمل:
العدوان المستمر خلّف دمارا واسعا في البنية التحتية داخل النصيرات، حيث تضررت شبكات المياه والصرف الصحي والطرق والخدمات العامة بشكل كبير، وفي ظل هذه الظروف الصعبة والإمكانات المحدودة، نتعامل مع هذه الأضرار وفق منهجية طوارئ تقوم على:
ننشر جدول الضخ الأسبوعي عبر صفحاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، ونوزع نشرات إرشادية للمواطنين حول آليات التعامل مع خدمات البلدية أو آثار الحرب.
كما نتواصل مع لجان الأحياء ومراكز الإيواء، وننفذ حملات توعية ميدانية وإعلامية تشمل زيارات للمدارس ومراكز النزوح، ونُحذِّر المواطنين من العديد من المخاطر والتعديات.
تواجه البلدية يوميا تحديات كبيرة أبرزها: