آخر الأخبار

"إنجاز عظيم لكل السود".. رئيس وزراء إثيوبيا يثمن سدّ النهضة

شارك





صورة لرئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد (أرشيفية)

اعتبر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن سدّ النهضة "إنجاز عظيم ليس فقط لإثيوبيا، بل لكل السود"، وذلك خلال تدشينه اليوم الثلاثاء المشروع الضخم على النيل والذي يثير توترا مع مصر والسودان.

وقال أحمد إن السد "يظهر أننا... قادرون على تحقيق كل ما نخطط له"، متوجّها الى دول الجوار بالقول إن "إثيوبيا أنجزت مشروع سدّ النهضة الكبير من أجل المجتمعات السوداء. هذا لن يؤثر على الإطلاق على تنميتكم".

وقبل ساعات، دشن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد رسمياً العمل في سد النهضة ليتحول بذلك السد الإثيوبي، وبعد نحو 14 عاماً، إلى حقيقة ملموسة، بإعلان افتتاحه الرسمي، وهو السد الذي شكل موضوع خلاف حاد بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى، حيث يرى النور رسمياً بعد انتهاء أعمال البناء.

وتقدّم إثيوبيا "سد النهضة الكبير" على أنّه أكبر مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية في إفريقيا.

ويشكّل السدّ مصدر اعتزاز لأديس أبابا، وأيضا موضع إجماع نادر الحصول في بلاد تشهد نزاعات مسلّحة بعضها لا يزال جاريا ولا سيما في منطقتي أوروميا وأمهرة، ثاني أكبر أقاليم إثيوبيا من حيث التعداد السكاني، وبعضها انتهى كما في إقليم تيغراي حيث توقفت الحرب في 2022 بعدما أوقعت 600 ألف قتيل بحسب تقديرات الاتحاد الإفريقي.



تهديد وجودي

غير أنّ المشروع يواجه انتقادات شديدة من مصر التي تعتبره تهديدا وجوديا إذ قد يؤدي إلى تراجع مواردها المائية، حيث تعوّل مصر البالغ عدد سكانها نحو 110 ملايين نسمة، على النيل لتغطية 97% من احتياجاتها من المياه، ولا سيما للزراعة.

وبحسب وزارة الموارد المائية والري المصرية، فإن موارد مصر المائية تقدر بحوالي 56,6 مليار متر مكعب سنويا، في حين تبلغ احتياجاتها حوالي 114 مليار متر مكعب سنويا.

وفي آب/أغسطس، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن "من يعتقد أن مصر ستغض الطرف عن تهديد أمنها المائي فهو مخطئ" مؤكدا "سنتخذ كافة التدابير المكفولة بموجب القانون الدولي للحفاظ على مقدرات شعبنا الوجودية".

وقامت السلطات المصرية مؤخرا بالتقارب مع الدولتين المحاذيتين لإثيوبيا، إريتريا التي شهدت علاقاتها مؤخرا توترا مع أديس أبابا، والصومال.

كذلك أعرب السودان عن قلقه حيال تشغيل سد النهضة وشدد في موقف مشترك مع مصر في أواخر حزيران/يونيو على "رفض الإجراءات الأحادية في حوض النيل الأزرق".

وفشلت كل محاولات الوساطة بين الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، والتي قامت بها تواليا الولايات المتحدة والبنك الدولي وروسيا والإمارات العربية المتحدة والاتحاد الإفريقي.

"ثورة في مجال الطاقة"

وسعت إثيوبيا مرارا لطمأنة دول الجوار، يتقدمها بلدا المصب مصر والسودان، بشأن مشروع سدّ النهضة.

وتوجه آبي أحمد في تموز/يوليو إلى "جيراننا عند المصب، مصر والسودان"، بالقول إن "سد النهضة لا يشكّل تهديدا بل فرصة مشتركة"، مشيرا إلى أن "الطاقة والتنمية اللتين سيولدهما لن ترتقيا بإثيوبيا وحدها".

وأكد أن "سد أسوان في مصر لم يخسر ليترا واحدا من المياه بسبب سد النهضة".

وكرر هذا الخطاب مؤخرا إذ قال إن "السدود (المصرية والسودانية) يفترض أن تكون ممتلئة. لا نريد أن يولّد (سد النهضة) أي مخاوف" للبلدين.
ويرى خبراء أن سدّ النهضة يعدّ بمثابة تعهّد بـ"ثورة في مجال الطاقة" في إثيوبيا، ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان (130 مليون نسمة)، لا يحصل سوى 45 في المئة منهم على الكهرباء.

ويقدَّر أن تبلغ الطاقة الإنتاجية للسدّ 5 آلاف ميغاوات، أي ضعف ما ينتج البلد راهنا.

وبدأ بناء السد في عام 2011، ومن المفترض أن يرتفع توليد الطاقة في نهاية المطاف إلى 5150 ميغاوات من 750 ميغاوات ينتجها توربينان يعملان بالفعل.

وقال رئيس الوزراء آبي أحمد إن إثيوبيا ستستخدم الطاقة لتحسين وصول الكهرباء إلى المواطنين مع تصدير الفائض إلى المنطقة.

وتصر إثيوبيا على أن المشروع حق سيادي، ومضت قدما في تنفيذه. وبدأت في عام 2020 في ملء الخزان على مراحل، بينما كانت تقول إن السد لن يلحق ضررا كبيرا بدولتي المصب مصر والسودان.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل حماس حرب غزة

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا