آخر الأخبار

هل شيكاغو "أخطر مدينة في العالم" كما يزعم ترامب؟

شارك





أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلا واسعا بعدما كتب على منصته " تروث سوشيال " أن شيكاغو هي " المدينة الأخطر في العالم " و"عاصمة القتل بلا منازع".

ورافق ادعاءه تلويح صريح بتدخّل عسكري في المدينة لمكافحة الجرائم، في حين تظاهر المئات في المدينة ضد قرار نشر قوات الحرس الوطني وسلطات إنفاد قوانين الهجرة في المدينة.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 4 ادعاءات تلاحق المهاجرين والمسلمين في المملكة المتحدة
* list 2 of 2 "طمر القرية وألف قتيل".. حقيقة ما جرى في ترسين بدارفور end of list

وجاء في منشور لترامب على منصته تروث سوشيال: "إن شيكاغو على وشك أن تعرف سبب تسميته وزارة الدفاع بوزارة الحرب"، وذلك عقب توقيعه يوم الجمعة أمرا تنفيذيا بتغيير تسمية وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب"، معتبرا أن ذلك يبعث "رسالة نصر" إلى العالم.

تصريحات ترامب أثارت ردودا غاضبة من حاكم ولاية إلينوي ورئيسة بلدية شيكاغو ، اللذين وصفا خطابه بالترهيب السياسي.

ورد حاكم ولاية إلينوي جاي بي بيرتزكز التي تقع مدينة شيكاغو ضمن نطاقها، في منشور على منصة إكس قائلا "يهدد رئيس الولايات المتحدة بالدخول في حرب مع مدينة أميركية، هذه ليست نكتة، هذا ليس وضعا طبيعيا"، وتابع: "لن تخضع الولاية لترهيب شخص يتطلع لأن يكون دكتاتورا".

وكتب عمدة شيكاغو براندون جونسون عبر حسابه على إكس "تهديدات الرئيس تمثل انحدارا لا يليق بكرامة أمتنا، والحقيقة أنه يسعى لاحتلال مدينتنا وتمزيق دستورنا".

وأضاف: "علينا أن ندافع عن ديمقراطيتنا في وجه هذا النزوع الاستبدادي، وذلك بحماية بعضنا بعضا، وحماية شيكاغو من دونالد ترامب".



البيت الأبيض: اسألوا السكان

وتداولت تصريحات ترامب آلاف الحسابات على منصات "تروث سوشيال" و"إكس"، ورافقتها مقاطع وتعليقات وصور مولدة بالذكاء الاصطناعي تظهر تدخلا عسكريا وشيكا.

إعلان

البيت الأبيض نفسه غذّى الجدل بمقال نشره في 25 أغسطس/آب الماضي، بعنوان "نعم، شيكاغو لديها مشكلة جريمة، اسأل سكانها"، مستندا إلى شهادات فردية وأرقام انتقائية، منها أن شيكاغو سجلت أعلى عدد من جرائم القتل في الولايات المتحدة لمدة 13 عاما متتالية.

هذا التفاعل الإعلامي والسياسي وسّع دائرة النقاش، محولا شيكاغو إلى عنوان رئيسي في معركة خطابية بين الديمقراطيين والجمهوريين.



كما أظهر تقرير صادر عن معهد روتشستر للتكنولوجيا أن مدينة شيكاغو سجلت عام 2024 حوالي 573 جريمة قتل، بمعدل بلغ نحو 21.7 لكل 100 ألف نسمة، وبذلك تحتل المرتبة الثامنة بين 24 مدينة أميركية شملها التقرير.

فهل تكفي هذه الجمل المدوية لتصوير مدينة كاملة بهذه الصورة القاتمة؟ وهل وصف شيكاغو بأنها "أخطر مدينة بالعالم" حقيقة موثقة، أم شعار سياسي لا تدعمه الوقائع؟

فريق "الجزيرة تحقق" قرر البحث خلف الأرقام والتقارير الرسمية والإعلامية الموثوقة للتثبت من هذه المزاعم.

تفنيد الادعاء

راجعنا تقارير "مكتب التحقيقات الفدرالي " (FBI) وبيانات الشرطة المحلية والمؤشرات الدولية حول معدلات الجريمة، وأظهرت الأرقام أن معدل جرائم القتل في الولايات المتحدة تراجع عام 2024 إلى 5.5 لكل 100 ألف نسمة، وهو أدنى مستوى منذ عقد.

وبحسب التقارير، سجلت الولايات المتحدة في 2024 انخفاضا بنسبة 14.9% في جرائم القتل والقتل غير المتعمد مقارنة بعام 2023، وانخفض معدل الاعتداءات الخطيرة بنسبة 3%، كما شهدت جرائم السرقة تراجعا بنسبة 8.9%.

الولايات الجمهورية

تكشف الأرقام أن أعلى معدلات جرائم قتل عام 2024 سجلت في مدن تقع داخل ولايات يقودها الجمهوريون، وعلى رأس القائمة تأتي مدينة جاكسون بمعدل يقارب 78.7 لكل 100 ألف نسمة، تليها برمنغهام بنحو 58.8، ثم سانت لويس بمعدلات تتجاوز الـ50.

الولايات الديمقراطية

في المقابل، مدن كبرى مثل شيكاغو (إلينوي) ونيويورك ولوس أنجلوس ، ورغم تسجيلها أعدادا كبيرة من القتلى بالأرقام المطلقة، فإن معدلات القتل فيها أقل بكثير عند احتسابها بالنسبة إلى عدد السكان.

ففي شيكاغو التي يثار الجدل حولها، بلغ المعدل 17.5 لكل 100 ألف نسمة في 2024، أي أقل من ربع معدل مدينة جاكسون، رغم أن عدد جرائم القتل المسجلة كان الأعلى مطلقا بسبب ضخامة السكان، ما ينسف الصورة النمطية عن انهيار الأمن في المدن الزرقاء وحدها.

وتتطابق هذه النتائج مع ما أورده تقرير صادر عن مركز " ثيرد واي " (Third Way) للأبحاث، الذي حلّل بيانات الجرائم بين عامي 2000 و2022، وخلص إلى أن معدلات جرائم القتل في الولايات التي صوتت للجمهوريين، كانت أعلى بما يتراوح بين 23 و33% مقارنة بالولايات التي تميل إلى الديمقراطيين.

وفي عام 2020 على وجه الخصوص، ارتفع الفارق ليتجاوز 40% لصالح الولايات الديمقراطية، وحتى عند استبعاد المدن الكبرى من المقارنة، بقيت معدلات الجريمة أعلى في الولايات الجمهورية، وهو ما يناقض الرواية الشائعة التي تحصر تفشي الجريمة في المدن الخاضعة لسيطرة الديمقراطيين.

مؤشر يكذب ترامب

وبمراجعة تصنيف موقع "وورلد أطلس" لعام 2025 حول أكثر مدن العالم خطورة -وفق مؤشر الجريمة- كشف أن مدينة ممفيس التابعة لولاية تينيسي هي المدينة الأميركية الوحيدة داخل المدن الـ10 الأوائل عالميا.

إعلان

بينما جاءت مدينة شيكاغو في المرتبة الـ40، متأخرة عن عدة مدن أميركية أخرى، ورغم أنه مؤشر إدراكي، إلا أنه ينسف صحة مقولة ترامب بأن "شيكاغو هي المدينة الأخطر عالميا".

الصيف "الأكثر أمانا"

وأشارت بلدية شيكاغو إلى أن صيف 2025 كان "الأكثر أمانا منذ الستينيات" اعتمادا على بيانات شرطة المدينة.



ووفقا لتحليل أجرته إذاعة شيكاغو العامة بناء على بيانات المدينة وسجلات الشرطة، فإن حصيلة جرائم القتل في صيف 2025 -بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب 2025- بلغت 123 حالة، وهي الأدنى منذ أكثر من 60 عاما.



وسبق أن نشر ترامب الآلاف من عناصر الحرس الوطني ومشاة البحرية في لوس أنجلوس في يونيو/حزيران الماضي، بهدف مساعدة الشرطة في حملتها للسيطرة على الاحتجاجات والاضطرابات التي أثارتها حملته ضد الهجرة غير النظامية .

ولوّح الرئيس الجمهوري مرارا بنشر آلاف العسكريين الأميركيين في معاقل للديمقراطيين مثل شيكاغو وبالتيمور بزعم ارتفاع معدلات الجريمة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل حرب غزة اليمن حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا