في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تحدثت الكاتبة الإسرائيلية سيفان تاهال -في تقرير نشرته صحيفة "هامكوم"- عن أزمة المياه المتفاقمة في الضفة الغربية المحتلة، وسلطت الضوء على دور المستوطنين في تحويل منابع المياه إلى أماكن مغلقة لصالح اليهود فقط، وحرمان عشرات آلاف الفلسطينيين من حقهم في الحصول عليها.
ورأت تاهال أن هذه الظاهرة لا تعكس حوادث متفرقة، بل تعبر عن "نظام مياه" ممنهج يرسخ سيطرة إسرائيلية كاملة على الموارد الطبيعية ، ويجعل من الماء أداة ضغط وسيطرة على الفلسطينيين.
واستعرضت قصة صايل جابرين، وهو ناشط فلسطيني من قرية قريبة من رام الله، نشر عبر حسابه على منصة فيسبوك تفاصيل المعاناة اليومية لأسرته بعد أكثر من 10 أيام متواصلة من انقطاع المياه.
وقال جابرين إن "الحياة في المنزل تحوّلت إلى عبء ثقيل، حتى الاستحمام لم يعد كما كان، أضطر إلى سكب قارورة مياه معدنية على نفسي بسرعة وكأنها لحظة عابرة من النظافة وسط العطش".
وهذه الشهادة -بحسب الكاتبة- ليست حالة فردية، وإنما جزء من أزمة تمس أكثر من 160 ألف فلسطيني في المحافظة انقطعت عنهم المياه نتيجة تخريب متكرر لمنظومات الضخ قرب عين سامية أحد أهم منابع المياه في المنطقة.
وعادت الكاتبة إلى جذور الأزمة خلال اتفاقيات أوسلو التي منحت إسرائيل السيطرة على 80% من مصادر المياه في الضفة الغربية.
ورغم النمو السكاني الفلسطيني الهائل منذ توقيع الاتفاق عام 1995، فإن الكمية المخصصة لهم لم تتغير، مما أجبر السلطة الفلسطينية على شراء المياه من شركة "ميكوروت" الإسرائيلية بأسعار مرتفعة، وهو ما وصفته الكاتبة بأنه "بيع الفلسطينيين مياههم لأنفسهم".
كما أن تقسيم المناطق (أ، ب، ج) جعل أي مشروع لتطوير البنية التحتية الفلسطينية رهن الموافقات الإسرائيلية.
وكشفت الكاتبة فجوة الاستهلاك غير المسبوقة بين الطرفين، وقالت إن الإسرائيلي يستهلك في المتوسط 247 لترا يوميا، بينما لا يتجاوز نصيب الفرد الفلسطيني 26 لترا فقط.
ويضطر أكثر من 92% من الفلسطينيين إلى تخزين المياه في خزانات فوق أسطح منازلهم التي تحوّلت -بحسب تعبير جابرين- إلى "علامة مميزة لبيوتنا".
وتوضح تاهال أن الاعتداءات لم تقتصر على البنية التحتية، بل طالت الطواقم الفنية نفسها، فقد أوضح مصدر في سلطة المياه الفلسطينية للصحيفة أن المستوطنين "يحرصون على تدمير كل قطعة إلكترونية في أنابيب الضخ، مما يؤدي إلى تعطيل كامل للمنظومة" مضيفا أن الفرق الفنية التي تحاول الإصلاح تتعرض للاعتداء، حتى الكاميرات التي تركب للحماية تُحطم خلال ساعات.
وتشير الكاتبة إلى مفارقة قاسية، ففي المناطق نفسها التي يبحث فيها الفلسطينيون عن قطرات ماء "يملأ المستوطنون المسابح الخاصة بهم".
وأكدت أن ما يجري يندرج ضمن سياسة إسرائيلية أوسع تهدف إلى تحويل المياه إلى أداة سيطرة.
فمنذ " أحداث 1967 " (النكسة) عملت إسرائيل على استنزاف مصادر المياه الجوفية والسطحية، ومنعت الفلسطينيين من حفر آبار جديدة أو حتى جمع مياه الأمطار، وذلك عبر تدمير صهاريجهم.