ساحة تيانانمن.. ماذا نعرف عن "الميدان السماوي" الذي شهد العرض العسكري.. وقمع "أشهر" احتجاجات الصين؟

(CNN) -- كانت ساحة تيانانمن (الميدان السماوي باللغة الصينية) التي تقع في قلب بكين، عاصمة الصين، محط أنظار العالم، الأربعاء، حيث شهدت العسكري الضخم الذي نظمته الصين بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية الثانية وظهر فيه الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون معًا لأول مرة.

ولكن هذه ليست المرة الأولى التي يهتم العالم بهذا المكان بل أنه وللمصادفة مثلما استعرضت فيه السلطات الصينية عضلاتها من خلال الأسلحة والمعدات التي عرضت في العرض العسكري، سبق وأن أستعرضت قوتها أمام احتجاجات غير متكررة في عام 1989 خلدتها صورة أيقونية لما يعرف بأنه "رجل الدبابة" وهو شخص مجهول الهوية يرتدي قميصًا أبيض، ويداه مليئتان بالحقائب، أمام رتلًا من الدبابات في ساحة تيانانمن التي تُعرف بأنها رمز القوة الشيوعية بسبب القمع الذي أودى بحياة مدنيين خرجوا إلى الشوارع للمطالبة بمستقبل أكثر ديمقراطية وحرية لبلادهم.

وفي الليلة السابقة لالتقاط الصورة الشهيرة، وفي الساعات الأولى من صباح 4 يونيو/حزيران 1989، دخلت دبابات ومركبات مدرعة إلى وسط بكين لإخلاء ساحة تيانانمن، وفتحت النار على المتظاهرين العُزّل في طريقها.

وحتى يومنا هذا، لا تزال المذبحة من أكثر المحرمات السياسية حساسية في الصين، حيث يخضع أي ذكر لها لرقابة صارمة.

وأي محاولة لإحياء ذكرى هذا الحدث قد تؤدي إلى عقوبة سريعة، بما في ذلك السجن.

ولم تعلن السلطات الصينية عن عدد رسمي للقتلى، لكن التقديرات تتراوح بين عدة مئات وآلاف.

المطالبة بالديمقراطية

وبدأت الأحداث في 15 إبريل/ نيسان بعد وفاة هو ياوبانغ، الزعيم السابق للحزب الشيوعي، الذي سعى لدفع الصين نحو نظام سياسي أكثر انفتاحًا، وأصبح رمزًا للإصلاح الديمقراطي.

وفي 18 إبريل، سار آلاف الطلاب في مسيرة حاشدة عبر العاصمة إلى ساحة تيانانمن، مطالبين بحكومة أكثر ديمقراطية.

وفي الأسابيع التي تلت ذلك، انضم آلاف الأشخاص إلى الطلاب في الساحة للاحتجاج على الحكام الشيوعيين في الصين.

وفي 13 مايو/ أيار، بدأ أكثر من 100 طالب إضرابًا عن الطعام في ساحة تيانانمن، وزاد العدد إلى عدة آلاف خلال الأيام القليلة التالية.

وفي 19 مايو استقطبت مسيرة في ساحة تيانانمن ما يُقدر بنحو 1.2 مليون شخص.

وظهر الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني، تشاو زيانغ، في المسيرة ودعا إلى إنهاء المظاهرات.

وفي المقابل، فرض رئيس الوزراء وقتها لي بينغ الأحكام العرفية، وفي 1 يونيو/ حزيران، أوقفت الصين البث التلفزيوني المباشر للشبكات الأخبار الأمريكية في بكين، بما في ذلك شبكة CNN ، ومُنع الصحفيون من تصوير أي من المظاهرات أو القوات الصينية.

وفي 2 يونيو، أفادت التقارير بحضور 100 ألف شخص حفلاً موسيقياً في ساحة تيانانمن دعماً للمتظاهرين.

وفي 4 يونيو، حوالي الساعة الواحدة صباحاً، وصلت القوات الصينية إلى ساحة تيانانمن، وطوال اليوم، أطلقت القوات الصينية النار على المدنيين والطلاب، منهيةً المظاهرات.