آخر الأخبار

500 يوم على حصار الفاشر والحكومة السودانية تناشد الجهات الدولية

شارك

الخرطوم- كشفت الحكومة السودانية عن تفاصيل جديدة تخص الأوضاع الإنسانية في مناطق الفاشر ، وكادقلي، والدلنج، وذلك في إحاطة رسمية لممثلي البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة .

وتحدث في الإحاطة كلٌّ من مستشار مجلس السيادة لشؤون المنظمات الفريق الركن الصادق إسماعيل، ومفوضة العون الإنساني سلوى آدم بنية، ونائب رئيس مفوضية حقوق الإنسان السفيرة نادية جفون.

كما عُرض فيلم وثائقي يعكس حجم معاناة الإنسان في الفاشر، جراء الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع ، وقال وكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين إنهم أكدوا "ضرورة أن ينتبه العالم إلى المأساة التي طال أمدها، والقيام بخطوات عملية لفك أسر أهل الفاشر، ونقل المعاناة بالأرقام".

تسليط الضوء

وذكر حسين الأمين أن أكثر من 500 يوم مرت على حصار مدينة الفاشر، من ضمنها أكثر من 440 يوماً منذ صدور قرار مجلس الأمن الذي دعا إلى فك الحصار، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني.

وقال، في تصريح للجزيرة نت، إن اللقاء مع السلك الدبلوماسي والمنظمات الدولية العاملة بالبلاد، جاء في إطار سعي الحكومة السودانية لفك الحصار عن الفاشر، ولفت انتباه العالم بعد الصمت الطويل عمّا يجري.

كما أفاد بأن نحو مليون و150 ألف مواطن يعانون من الحصار، منهم أكثر من 600 ألف مواطن نازح، ونحو 250 ألف يعيشون في وضع مأساوي داخل الفاشر، بينما تم تدمير 35 مستشفى و6 مدارس على الأقل تدميرا كامل.

إضافة إلى وجود 130 ألف طفل يعانون من سوء التغذية، ونحو 1000 طفل قتلوا ومثل بجثثهم، كما اغتصب 23 طفلاً، وسجلت 98 وفاة بسبب الكوليرا.

وأضاف أن "الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، حيث استولت مليشيا الدعم السريع على بعض القوافل التي حاولت الوصول إلى الفاشر"، داعياً المنظمات والدول إلى اتخاذ خطوات أكثر جدية لإنهاء معاناة السكان.

مصدر الصورة نادية جفون: المأساة في الفاشر تعد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم (الجزيرة)

معاناة غير مسبوقة

إعلان

تقول الأمم المتحدة إنه تم التحقق من أكثر من 1100 انتهاك جسيم في الفاشر وحدها منذ بدء الحصار في نيسان/أبريل 2024، بما فيها قتل وتشويه أكثر من 1000 طفل، حيث قُتل العديد منهم في منازلهم، أو داخل مخيمات النزوح، أو في الأسواق.

بدورها تحدثت السفيرة نادية جفون عن الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعيشها أهل الفاشر، وناشدت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للعمل على كسر حصار الفاشر، وذلك بفتح ممرات إنسانية آمنة لإدخال المواد الغذائية والدوائية.

وأكدت جفون أن المأساة في الفاشر تعد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث اضطر المواطنون إلى أكل علف الحيوانات، المعروف محلياً بـ"الأُمباز"، مشيرة إلى أن المفوضية تتابع ما يحدث من انتهاكات، ودعت إلى بذل جهود حثيثة لفك الحصار وإنهاء المعاناة غير المسبوقة هناك.

مصدر الصورة سلوى آدم بنية تؤكد وجود قيود من جهات عليا تمنع المنظمات من إيصال الإغاثة إلى المحتاجين (الجزيرة)

من جهتها طالبت مفوضة العون الإنساني سلوى آدم بنية بتفعيل القرار 27/36 لإجبار قوات الدعم السريع على الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، ونددت بـ"صمت كل الجهات التي تشرّع قوانين حقوق الإنسان عمّا يحدث في السودان".

وأكدت بنية أن حكومة السودان ليس لديها ما يعيق الإغاثة، وأنها تمتلك المواد الإغاثية لكنها تطلب من المنظمات الدولية إيصالها، وأوضحت أن "هناك قيوداً من جهات عليا تمنع المنظمات من إيصال الإغاثة إلى المحتاجين" حسب قولها.

وتساءل الفريق الركن الصادق إسماعيل عن الصمت الدولي تجاه ما يحدث، مشيراً إلى أن حكومة السودان قامت بكل ما يمكن عمله لتسهيل عمل المنظمات الإنسانية، حيث وصف ما يجري في مدينة الفاشر بأنه "يُندى له الجبين"، مؤكدا أنهم يريدون أن يستمعوا للعاملين في الحقل الإنساني والسلك الدبلوماسي لتوضيح ما يحدث هناك.

مصدر الصورة الفريق الركن الصادق إسماعيل يصف ما يجري في مدينة الفاشر بأنه أمر يندى له الجبين (الجزيرة)

ردود فعل دولية

وكان رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس قد وجه خطاباً للمجتمع الدولي دعا فيه إلى فك حصار الفاشر وإنهاء المعاناة الإنسانية التي يعيشها المدنيون هناك.

بدوره عبّر السفير السعودي بالسودان علي بن حسن جعفر عن أسفه مما شاهده في الفيلم الوثائقي المعروض، معلقا "نحن مع المطالبة بفك الحصار، لأنه إيذاء للمواطن في الفاشر وبقية المناطق في المساعدات الإنسانية"، وأبدى استعداد المملكة السعودية لإيصال المساعدات إلى الفاشر أو بقية المناطق إذا ما تيسرت الظروف.

مصدر الصورة السفير السعودي يؤكد مواصلة جهود بلاده لإعادة السودان موحداً ونامياً (الجزيرة)

وأكد أن مركز الملك سلمان للإغاثة "يعمل جاهداً ولا يقف مكتوف الأيدي"، وقد أبدوا استعدادهم الكامل لإيصال المساعدات، وقال إن "المملكة لا تزال تسعى لإيقاف الحرب، وإنها تواصل جهودها من أجل إعادة السودان موحداً ونامياً"، مؤكداً دعم السعودية قرار الحكومة السودانية بالعودة العاجلة إلى الخرطوم.

قال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لوكا ريندا، إنهم يتابعون الوضع في الفاشر، ويسعون لإيصال المساعدات الإنسانية، مضيفاً أنهم يشعرون بالحزن الشديد لما يحدث هناك.

مصدر الصورة ريندا يؤكد الحاجة إلى طرق تسمح لهم بالوصول إلى المناطق المحاصرة (الجزيرة)

كما شكر حكومة السودان على التعاون الذي قدمته للمنظمات الإنسانية العاملة في البلاد، وفتح المعابر لإيصال المساعدات، وأكد أن لديهم كل الأدوات لإيصال المساعدات إلى الفاشر، لكنهم يحتاجون إلى طرق تسمح لهم بالدخول وا لوصول إلى تلك المناطق .

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا